سفارة جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية

الأخبار

العالم  الروحي  للكوريين 

2022-02-27 22:25:01
العالم  الروحي  للكوريين 
العالم  الروحي  للكوريين 
د. يحيي خيرالله

العالم الروحي للكوريين

ثمة نقطة تستلفت النظر الخاص في سياسة رئيس شؤون الدولة لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية كيم جونغ وون لمدة عشر سنوات الماضية، وهي تغيرات طرأت على العالم الروحي للكوريين.

يمكن القول إن أكبر تغير منها هو إثبات العزة والافتخار في نفوسهم بكونهم شعبا للدولة العسكرية القوية العالمية.

تقع كوريا في شرق آسيا، ومساحة أراضيها صغيرة وعدد سكانها غير كبير. وفي العصور الحديثة عانت كل شقاء ومحن تحت وطأة الاحتلال العسكري للامبرياليين اليابانيين خلال زهاء نصف قرن، نظرا لضعف قدرتها الوطنية. وبالتالي، نشأت في أذهان كثير من الكوريين فكرة التبعية التي يتطلعون بها إلى بلدان كبيرة. لقد أهان ثيودور روزفلت الرئيس الأمريكي الأسبق في أوائل القرن العشرين الكوريين واصفا بالقول أنهم أبناء أمة لا يستطيعون أن يرفعوا حتى الأصبع للدفاع عن بلادهم.

ولكن حدث تغير كبير في عالمهم الروحي بعد تحرر كوريا في 15 آب/ أغسطس عام 1945، إذ أصبحت فكرة زوتشيه التي تتلخص في أن الإنسان هو نفسه سيد مصيره ولديه أيضا القوة لصياغته سندا روحيا وطيدا لكل الناس ليكون قوة محركة مقتدرة تدفع تطور البلاد المستقل.

كان الكوريون يفتخرون بإرساء أسس وطيدة للقدرة الدفاعية الذاتية من العدم في ظل قيادة الرئيس كيم إيل سونغ (1912- 1994) ورئيس لجنة الدفاع الوطني لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية كيم جونغ إيل (1942 - 2011)، بعد ما كانت بلادهم دولة زراعية مستعمرة متخلفة، وتصاعدت هذه العزة أكثر فأكثر مع التطور الملحوظ لقدرات الدفاع الوطني بفضل قيادة رئيس شؤون الدولة كيم جونغ وون خلال عشر سنوات الأخيرة.

ابتكر هذا البلد الأسلحة الاستراتيجية والتكتيكية على التوالي مثل الصواريخ البالستية العابرة للقارات ومتباينة مدى الرمي، والصاروخ البالستي من الغواصة، والمجموعة من الصواريخ المضادة للطائرات، والصاروخ المجنح ونشرها للمعارك الفعلية. كما نجح حتى في تطوير الصاروخ الفوقصوتي الأقصى الذي تملكه البلدان المعدودة وقام بإطلاقه التجريبي، وبذلك، تغير تماما بنيان القوة الاستراتيجية المحيطة بشبه الجزيرة الكورية حتى لا يتجرأ أحد على إشعال نيران الحرب ضد كوريا.

يشعر اليوم الكوريون بالفخر والاعتزاز الكبير لأن بلدهم أصبح دولة عسكرية قوية عالمية طورت بقوتها الذاتية وتقنياتها الخاصة الأسلحة الرائدة التي لا يمكن لأية أمة كانت أن تملكها بسهولة. تؤثر حالتهم النفسية العامة هذه تأثيرا كبيرا على جميع الميادين السياسية والاقتصادية والثقافية، وهذا هو بالذات واقع كوريا اليوم.

إن التغير الآخر في عالمهم الروحي خلال عشر سنوات الأخيرة هو تجسيدهم بروح الإبداع القوية لفتح العصر الجديد من الحضارة، التاريخ الجديد للقفزة بقوتهم الذاتية.

يكون ثمة في العالم كثير من البلدان والأمم، ولكن لا يكون أناس مثل الكوريين، يطورون اقتصادهم وثقافتهم في الظروف القاسية. كما هو معروف للجميع أن هذا البلد يعيش تحت وطأة للعقوبات والحصار المتطرف من جانب القوى المعادية.

وفي هذا الوضع، يمضي الكوريون في إغناء البلاد وزيادة منعتها وازدهارها بقدرتهم الخلاقة المدهشة.

يمكن القول إن الروح الخلاقة التي يتحلى بها الشعب الكوري اليوم هي روح تتمثل في تحدي العالم والمسابقة معه والتقدم عليه. فانه لمن إرادتهم الثابتة أن يبدعوا كل الأشياء بقوتهم الذاتية وبصورة أروع وأجمل وعلى المستوى الرائد على مرأى العالم مهما اشتدت العقوبات والحصار من جانب القوى المعادية.

وبهذه الروح، استحدث الشعب الكوري محرك الصاروخ الذي يمثل مفتاحا لغزو الفضاء عن طريق التطوير الخلاق، وليس بتقليد نماذجه. كما طور وأنتج ماكنات التشغيل الرقمي بالكمبيوتر بقوته وتقنيته الذاتية وأقام نظام إنتاج الحديد الذي يعتمد على وقود بلده. وإضافة إلى ذلك، طور عددا كبيرا من الآلات والتجهيزات العصرية لإقامة عمليات الإنتاج الرائدة المزودة بنظام الإنتاج المتكامل.

يمكن المعرفة جيدا عن روح الإبداع القوية للكوريين من خلال الصروح المعمارية المقامة في السنوات العشر الأخيرة أيضا. إذ أقيمت في العاصمة بيونغ يانغ وغيرها من كل أنحاء البلاد المباني المتميزة بالنفعية والتعددية والتشكيلية والفنية.

على سبيل المثال، إن مدينة سامزيون التي بنيت كنموذج للمدينة الجبلية المتحضرة شاهدة على مدى علو القدرة الخلاقة لدى الكوريين. وبصراحة القول إن مثل هذه المدينة الرائعة يصعب إيجادها حتى في البلدان الأوروبية الغربية المتطورة.

ليس من مبالغة القول أن روح الكوريين القوية للإبداع قد أصبحت كجينةDNA لهم. فقد ربت سياسة رئيس شؤون الدولة كيم جونغ وون لمدة عشر سنوات جيلا جديدا من الشعب يتحلى بالمثل العليا و البصيرة وأسلوب العمل القادر على خلق العصر الجديد من الحضارة، التاريخ الجديد من القفزة.

تقرر القدرة الروحية للشعب تطور الدولة ومستقبلها. لقد أثبت التاريخ حقيقة أن قوة الشعب ذي هذه القدرة الروحية غير محدودة ولا يمكن قهرها بأي وسيلة من الوسائل.

إرسل لصديق