سفارة جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية

الأخبار

طريق التقدم .. طريق زوتشيه

2020-09-05 10:31:24
طريق التقدم للظفر الدائم، طريق زوتشيه
طريق التقدم للظفر الدائم، طريق زوتشيه
د. يحيي خيرالله

طريق التقدم .. طريق زوتشيه

تعد الفكرة الثورية العظيمة - فكرة زوتشيه سلاحا وحيدا للثورة الكورية التي ابتدأت بالأيدي المجردة. قبل 90 سنة من الآن، أبدع الرئيس العظيم كيم ايل سونغ فكرة زوتشيه المتمثلة في أن سادة الثورة والبناء هم جماهير الشعب، وتكون لديها قوة دافعة للثورة والبناء أيضا.

حينذاك كانت كوريا تحت نير الاحتلال العسكري للامبرياليين اليابانيين (1905-1945). انطلق الرئيس العظيم الذي ترعرع وهو يشعر حتى النخاع بحزن الأمة التي تئن تحت أقدام القوى الخارجية، إلى طريق الثورة مبكرا، حاملا في أعماق قلبه العزيمة والطموحات لإسقاط الامبرياليين اليابانيين وتحقيق استقلال البلاد.

كان إسقاط الامبرياليين اليابانيين يعني بالضبط الانتصار على القدرة العسكرية اليابانية المعترف بها عالميا، والانتصار على هستيريا روح "يامادو" لديهم، ويعني الخروج ظافرين من معركة الاستنزاف ضد موارد بشرية ومادية ومالية راكمتها اليابان الصاعدة خلال ما يقرب من سبعين عاما بعد إصلاح ميجي.

لكن، كان ما وثق به الرئيس العظيم هو الحقيقة بأن القضية العادلة تنتصر حتما، وقوة الشعب الكوري.

- يجب ألا نثق إلا بقوة الجماهير الشعبية، علينا أن نخوض حربا دامية ضد الامبرياليين اليابانيين بالثقة بالعشرين مليون مواطن وحشد قواهم -

أعلن الرئيس العظيم فكرته وموقفه المذكور أعلاه في التقرير التاريخي المقدم بعنوان "طريق التقدم للثورة الكورية" في اجتماع الكوادر القياديين لاتحاد الشباب الشيوعي واتحاد الشباب المناهض للامبريالية، المنعقد في كارون (30 حزيران/يونيو - 2 تموز/يوليو عام 1930).

إن سيد الثورة الكورية هو الشعب الكوري، وينبغي تحقيق الثورة الكورية، في كل الأحوال، بقوة الشعب الكوري نفسه، بما يتفق وواقع بلادنا.

صار ذلك خطا وفكرة هادية للثورة الكورية.

خاض الشعب الكوري النضال المسلح القاسي المناهض لليابان، رافعا عاليا راية زوتشيه، بحيث حقق القضية التاريخية لتحرير الوطن.

بعد تحرر الوطن (15 من آب/أغسطس عام 1945)، أقام الشعب الكوري كوريا الديمقراطية الجديدة بقوته الذاتية عندما هز الناس في بعض البلدان رؤوسهم متسائلين انه هل تستطيع كوريا الجديدة أن تبني الدولة. وبعد انتهاء حرب التحرير الوطنية (1950-1953)، تشدق الامبرياليون بان كوريا لن تقوم على قدميها مرة أخرى حتى بعد مضي مائة سنة، إلا أن الشعب الكوري أكمل إعادة البناء خلال بضع سنوات فقط.

حل الشعب الكوري كل المسائل المعروضة في الثورة والبناء حسب عزيمته وإرادته على أساس مبدأ الاعتماد على النفس، بما يتفق وواقع كوريا ومصالحها، والتزم التزاما تاما بمبدأ زوتشيه والثبات المستقل في كل الميادين.

حينما طالب الشوفينيون بانضمام كوريا إلى "سيف" (مجلس التعاضد الاقتصادي للبلدان الاشتراكية) متشدقين بـ"الاقتصاد المدمج"، بنى الشعب الكوري الاقتصاد الوطني المستقل متمسكا بالموقف الخاص بالعيش بقوته الذاتية. إن الخط الرئيسي لبناء الاقتصاد الاشتراكي الخاص بإعطاء الأولوية لتنمية الصناعة الثقيلة مع تطوير الصناعة الخفيفة والزراعة في آن واحد، وخط الثورات الثلاث، الفكرية والتقنية والثقافية، والخط العسكري للدفاع الذاتي المتمثل في تحويل الجيش كله إلى جيش الكوادر وتحديث الجيش كله وتسليح الشعب كله وتحصين البلاد كلها وغيرها من كافة الخطوط المطروحة في كل حوليات تطور الثورة، كانت تعكس إرادة الشعب الكوري "لنعش بطريقتنا!" كما هي عليه.

دافع الشعب الكوري عن الاشتراكية – روحه وحياته بثبات، تحت راية سونكون (إعطاء الأولوية للشؤون العسكرية – المترجم) وأرسى الأسس المتينة للاقتصاد المستقل، حتى في وسط أسوأ حالة حين كان مصير الوطن والأمة على كفة الميزان من جراء مؤامرات الامبرياليين لعزل كوريا وخنقها، والكوارث الطبيعية المتتالية في أواسط التسعينات من القرن الماضي.

لا تزال مؤامرات القوى المعادية للعزل والخنق تستمر حتى الآن. لكن، أصبح الاعتماد على النفس والاكتفاء الذاتي إيمانا ثابتا للشعب الكوري الذي تعلم طريقة العيش بالقوة الذاتية وسط الظروف القاسية وطويلة الأمد. بفضل روح الاعتماد على النفس التي تعتبر روحا إبداعية وأجواء وطنية لكوريا، ارتقت قدرة الدفاع الوطني الذاتي للبلاد إلى أعلى المستويات، ويتسارع العمل لتحقيق استقلالية الاقتصاد الوطني وتحديثه ومعلوماتيته وعلميته. وفتح تاريخ جديد لجبال الذهب وحقول الذهب وبحار الذهب، وخلقت أسطورة البناء الجديدة، بحيث تتحقق أحلام للشعب ومثله العليا مع مرور الأيام.

تتألق فكرة زوتشيه كراية الظفر الدائم للشعب الكوري الذي يدفع عجلة بناء الدولة الاشتراكية القوية قدما بقوة.

إرسل لصديق