سفارة جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية

الأخبار

    يوم النصر 

2020-07-26 12:43:09
يوم النصر
يوم النصر
د. يحيي خيرالله

يوم النصر

ركعت الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت تدعي بأنها "الاقوى" في العالم على ركبتيها أمام الشعب الكوري، وذلك في يوم 27 من يوليو عام 1953،

حينما نشبت نيران الحرب الكورية (25 حزيران 1950 – 27 تموز 1953) من قبل الولايات المتحدة، لم يكن بالكاد أحد يفكر في أن أمريكا ستمنى بالهزيمة في هذه الحرب، إذ أنها دولة منتصرة في الحرب العالمية الثانية وظهرت كزعيم الإمبريالية. والأكثر من ذلك أنه لم يكن أمرؤ يرى أن جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية التي لم تمض بعد السنتان منذ تأسيسها، ستتكلل بالنصر فيها. ليس من باب المصادفة أن الولايات المتحدة حسبت، عند إشعالها لنيران هذه الحرب، بأنها ستخرج مظفرة فيها في ظرف الـ 72 ساعة. ولكنها أخطأت في الظن. وبناء على حد تعبيرها، أصبحت الولايات المتحدة تقع بين شقى الرحى أعمق فأعمق مع استمرار الحرب، وكأنها "لا تستطيع دخول الغرفة ولا الخروج منها، رغم فتح البوابة بركلتها".

حينما عرفت أمريكا كوريا وشعبها وجيشها الشعبي، قد فات الوقت. إذ أن ثمن مقابل جرائمها التي ارتكبتها بالدخول إلى أرض البلد الآخر وإشعال نيران الحرب فيها، كان غاليا جدا. لقد عبأت الولايات المتحدة في الجبهة الكورية أكثر من مليوني جندي من جنود القوات الضخمة، بما فيها ثلث سلاحها البري، وخمس سلاحها الجوي، ومعظم أسطول المحيط الهادئ، وجزء من أسطول البحر المتوسط، وجيوش 15 دولة تدور في فلكها، والجيش الكوري الجنوبي وحتى فلول الجيش الياباني القديم. ولكن الخسائر التي تكبدتها فيها، بلغت ما يقرب من 3ر2 أضعاف الخسائر التي تعرضت لها في الحرب الباسفيكية لمدة أربع سنوات في فترة الحرب العالمية الثانية. ولذا قالت الصحيفة الأمريكية "يو إيس نيوز أند وولد ريفورت" متأسفة "إن خسائر القوات الأمريكية أكثر من ضعفي ما جمع كل الخسائر التي تعرض لها الأمريكيون في حروبهم الخمس الكبيرة، أي حرب الاستقلال وحرب عام 1812 والحرب المكسيكية، والحرب الأمريكية – الإسبانية والحرب الفيليبينية".

بعد أن وقعت الولايات المتحدة في مأزق لا مخرج منه، محيرة ومرتبكة أمام القوة المتلاحمة للجيش والشعب الكوري، المتحدين حول الرئيس كيم إيل سونغ كصلابة الصخر والحديد، وقدرات الحرب الشعبية الشاملة، ما اضطرت أخيرا إلا إلى أن توقع على اتفاقية الهدنة التي لا تختلف عن وثيقة الاستسلام.

في الساعة التاسعة ليلا في يوم 27 من تموز عام 1953، اطلقت الى سماء بيونغ يانغ، عاصمة كوريا، النيران الصناعي للاحتفال بانتصار كوريا في الحرب، وفي اليوم التالي، عقد المؤتمر الجماهيري الحاشد للاحتفال بهذا النصر.

وبالعكس، اطلقت من اراضي الولايات المتحدة حسرات مفجعة لهزيمتها في الحرب، فقد صارح ايزنهاور الرئيس الامريكي في ذلك الحين، بعد 59 دقيقة من التوقيع على اتفاقية الهدنة امام الراديو، بهزيمة بلده قائلا ان " هذا امر مأسوي محزن"، وقال كلارك " قائد قوات الامم المتحدة " بحسرة انني اصبحت " اول قائد امريكي غير مشرف في تاريخ الولايات المتحدة، وقع على اتفاقية هدنة الحرب دون الانتصار فيها "، واعترف مارشال وزير الخارجية الامريكي قائلا " ان الاسطورة تحطمت. لم يكن بلدنا بلدا قويا مثلما يتصوره الآخرون ".

على هذا النحو، تم نقش يوم 27 من تموز، بالنسبة لكوريا، البلد غير الكبير في الشرق، كيوم النصر في الحرب حيث خلقت أسطورة سحق القوات المسلحة متعددة الجنسيات بزعامة الولايات المتحدة، التي انقضت عليها بقناع "قوات الأمم المتحدة"، لأول مرة في العالم، وتسجيله كيوم كسر أسطورة "جبروت" الولايات المتحدة التي كانت تتبجح بأنه لم يسبق لها أن منيت بالهزيمة في تاريخ حروبها لأكثر من مائة مرة بكثير، ويوم وقوعها في مصير أفول الشمس إلى الغروب.

إرسل لصديق