الأخبار
ما هي المشكلة
ما هي المشكلة
في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2019، أوضح رئيس الحكومة الروسية آنذاك ديميتري
أناتولييفيتش ميدفيديف في أحد الحفلات أن مختلف أنواع العقوبات تفرض بدرجة متباينة
على 70 دولة، أي ثلث الدول القائمة حاليا على كوكبنا الأرضي.
اليوم بعد مضي 5 أعوام من ذلك الحين، تتوسع العقوبات مع مرور الزمن، بينما لا يزال
بعض البلدان يتخذها كسلاح رئيسي لضغط البلدان الأخرى. هذا أسطع برهان على أن العالم
غير مسالم وهو يسير نحو عصر المواجهة الأشبه بعصر الحرب الباردة.
إلى أي شيء يعزى هذا التيار غير الطبيعي؟
مثال على ذلك هو كوريا الاشتراكية الواقعة في الشرق. بناء على المعلومات التي
أوضحتها وسائل الإعلام في هذا البلد، فرضت الولايات المتحدة الأمريكية عنوة "عقوباتها
الانفرادية" على كوريا الاشتراكية لأكثر من 460 مرة في الفترة وحدها بين عام 2000
ونوفمبر/ تشرين الثاني عام 2023. إذا أضيفت إليها العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة
الأمريكية بالتحالف مع البلدان الغربية ومن خلال مجلس الأمن الدولي، فإن مجموع عددها لا
يعد ولا يحصى.
تعلل الولايات المتحدة والغرب أحد الأسباب الهامة في فرض العقوبات على كوريا
الاشتراكية بتطور قدرتها الدفاعية الوطنية. ظلت الولايات المتحدة وكوريا الاشتراكية
تواجهان طوال عشرات السنين في شبه الجزيرة الكورية.
إنها لحقيقة يعترف بها العالم أن الولايات المتحدة مارست التهويل النووي على هذا البلد،
عن طريق نشر الأسلحة النووية على نطاق واسع في جمهورية كوريا المتاخمة له وإجراء
المناورات الحربية النووية ضده.
لذا، اضطر إلى امتلاك القدرة النووية الرادعة للحرب للدفاع عن نفسه، وعمل على
تطويرها إلى أقصى درجاتها. في الآونة الأخيرة، تتجه الولايات المتحدة نحو تشكيل
الأحلاف والتكتلات ذات طابع المواجهة الواضح، وتمضي في تطويرها على أساس الأسلحة
النووية، وتوسع المناورات الحربية النووية بجلب حتى البلدان الغربية، ولمواجهة هذه
المؤامرات، يعزز هذا البلد القدرة الاستراتيجية والتكتيكية لقواته المسلحة بصورة أكبر.
كما أنه لمنطق كوريا الاشتراكية الخاص ببناء الدفاع الوطني الذاتي أن اختلال توازن القوة
الاستراتيجية في شبه الجزيرة الكورية يعني بالذات حربا، ولا يمكن الحفاظ على السلام
والأمن إلا عند امتلاك القوة الفيزيائية القادرة على ردع العدو دائما والسيطرة على الوضع.
بخصوص ذلك، تدعي الولايات المتحدة والغرب بأن توسيع تسلحهما ونشاطاتهما
العسكرية عادلة ذات طابع دفاعي، بينما النشاطات المعنية لكوريا الاشتراكية تشكل تهديدا
واستفزازا. بحسب ما أوردته وكالة أنباء شينخوا الصينية، حدثت 248 اشتباكا مسلحا في
153 منطقة في العالم منذ عام 1945 حيث انتهت الحرب العالمية الثانية حتى عام 2001،
ومنها أثارتها الولايات المتحدة 201 مرة بنسبة نحو 81 بالمائة.
على النقيض من ذلك، لم يحدث قط حتى الآن أن أثارت كوريا الاشتراكية حربا ضد بلد
آخر وأجرت مناورات حربية في سواحل المحيط الهادئ غربي الولايات المتحدة، فضلا عن
التطاول على امتيازات البلدان الغربية.
في أغسطس/ آب عام 2022، قال الممثل الأعلى للشؤون الدبلوماسية والسياسة الأمنية
للاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل في لقائه مع إحدى الصحف الإسبانية إن ازدواجية المعايير
تطبق أساسا في السياسة الدولية، وإننا لا نطبق معيارا واحدا في جميع القضايا.
عندما طار الصاروخ البالستي المطلق من الغواصة النووية البريطانية نحو أراضي
الولايات المتحدة بإساءة تحركه في يونيو/ حزيران عام 2016، وحين وقعت مجددا هذا العام
حادثة خطيرة من سقوط الصاروخ البالستي العابر للقارات "تريدنت-2" الذي أطلقته الغواصة
النووية البريطانية "فانغوارد" في البحر المجاور لولاية فلوريدا الأمريكية، لم تتحدث
الولايات المتحدة بالصراخ عن التهديد، بل إنها لاذت بالصمت.