سفارة جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية

الأخبار

فظائع الحرب الأمريكية التي لم يكن ولن يكون مثيل لها في التاريخ

2023-07-04 10:58:06
فظائع الحرب الأمريكية التي لم يكن ولن يكون  مثيل ل
فظائع الحرب الأمريكية التي لم يكن ولن يكون مثيل ل

فظائع الحرب الأمريكية التي لم يكن ولن يكون

مثيل لها في التاريخ

لقد مضى السبعون عاما منذ وضعت الحرب أوزارها في كوريا. بيد أن الشعب الكوري
والمجتمع الدولي لا ينسى حتى الآن أكبر الفظائع الحربية منقطعة النظير التي ارتكبتها القوات
الأمريكية في الحرب الكورية (1950-1953).

الإحراق الشامل

في فترة الحرب الكورية، حولت القوات الأمريكية كل المدن والأرياف في كوريا إلى أكوام
من الرماد بالقصف الجوي والمدفعي العشوائي، بغض النظر عن الاتفاقيات الدولية الواردة
في القوانين الحربية المعترف بها.
لقد صارح قائد قوات الشرق الأقصى الأمريكية حينذاك بأنه سوف يخرب كل شيء في
كوريا الشمالية حتى لا يبقى أي شيء يمنع الكنس. سيقضى قضاء مبرحا على الخريطة 78
مدينة فى كوريا الشمالية.
وفقا لهذه الخطة، مارست القوات الأمريكية "تاكتيك بحر من النيران" منقطع النظير في
تاريخ الحروب في كل أرجاء الشطر الشمالي من كوريا.
قيل إن الطائرات الأمريكية أقلعت أكثر من 1,05 مليون طلعة طوال فترات الحرب،
وكانت 85 بالمائة منها غارة جوية على الأهداف السلمية والمدنيين الأبرياء. لم تكن تستثني
منها السفارات التي ترفرف عليها أعلام البلدان الأجنبية والكنائس وحتى المشافي المدنية
ذات إشارة الصليب الأحمر. هكذا، ألقت القوات الأمريكية أكثر من 428 ألف قنبلة على بيونغ
يانغ وحدها وصبت على الشطر الشمالي من كوريا حوالي 600 ألف طن من القنابل التي
تضاهي 3,7 أضعاف ما أسقطت على أراضي اليابان في أثناء الحرب الباسفيكية. وهذا
يساوي إسقاط 18 قنبلة بالمتوسط في كل كيلومتر مربع.
من جراء الغارات الجوية وقذائف المدافع الوحشية من قبل القوات الأمريكية، تحرقت
وتخربت السكك الحديدية والطرق والجسور والموانئ فضلا عن المصانع والمؤسسات

2

والمدارس والمشافي وهيئات الأبحاث العلمية والبيوت السكنية وحتى التراث الثقافي والبقايا
الأثرية التاريخية مثل المعابد والضرائح. هذا وتدمرت السدود وأصبحت الأراضي الزراعية
خراب يباب.

الحرب الجرثومية والكيميائية

إن إحدى الفظائع الشرسة التي ارتكبتها القوات الأمريكية في أثناء الحرب الكورية، هي
شن الحرب الجرثومية واستخدام الأسلحة الكيميائية. ففي سبتمبر/ أيلول عام 1951،
أصدرت هيئة الأركان المشتركة للقوات الأمريكية الأوامر "ببدء التجربة الميدانية واسعة
النطاق، بغية حكم مدى فعالية الممرض الخاص الذي يستخدم في الحرب الجرثومية، عند
تنفيذ العمليات". كما صرح عقيد وحدة مشاة البحرية الأمريكية فرانك إتش شيبر الذي وقع
أسيرا أثناء مشاركته في الحرب الجرثومية، بأن "كل خطط الحرب الجرثومية في كوريا قد
أصدرتها هيئة الأركان المشتركة للقوات الأمريكية. في مايو/ أيار عام 1952، توسعت
الحرب الجرثومية أكثر من ذي قبل بأمر السلاح الجوي الخامس".
في الفترة ما بين أوائل يناير/ كانون الثاني ومارس/ آذار عام 1952 وحدها، صبت القوات
الأمريكية القنابل الجرثومية باختلاف أنواعها 804 مرات بالإجمال على 169 منطقة في
شمالي كوريا بتعبئة مئات الطائرات. سقطت في أنحاء البلاد القنابل التي تحتوي على
الحشرات والأصداف وريشات الطيور الملوثة بجرثوم الجمرة الخبيثة وجرثوم التيفود
وجرثوم الطاعون، مما ألحق الكوارث والويلات التي لا توصف بالسكان المسالمين.
ومن جهة أخرى، استخدمت القوات الأمريكية الأسلحة الكيميائية، بدءا من فبراير/ شباط
عام 1951 حتى يوليو/ تموز عام 1953 التي كانت الحرب على وشك الانتهاء. لم يقتصر
استخدام الأسلحة الكيميائية الأمريكية على أهداف محدودة، بل اشتمل على كل المناطق
والأهداف في الجبهة والمؤخرة دون تقيد بالأوقات.
ففي مايو/ أيار عام 1951، نثرت القوات الأمريكية مقادير كبيرة من الغازات السامة، أثناء
القصف الجوي لمدينة نامبو الواقعة على ساحل بحر كوريا الغربي دون تمييز، وصبت قنابل
الغازات السامة، المسيلة للدموع أو الخانقة في مختلف أنحاء البلاد في شهري يوليو/ تموز

3

وسبتمبر/ أيلول في العام نفسه.
مثلا، لم تتورع عن اختلاط الأغذية مثل الحلوى والبسكويت والدبس والخبز المجفف
والمعلبات والأصداف بالمواد السامة، ونثرها بالطائرات. والأسوأ من ذلك، ارتكبت دون تردد
الجريمة المتمثلة في استخدام أسرى الحرب كأهداف لاختبار الحرب الجرثومية والحرب
الكيميائية.

القتل الشامل

أخطر شيء من بين فظائع الحرب الإجرامية الأمريكية هو قتل السكان المسالمين بالجملة.
"فكروا بالسكان الكوريين كما لو أنهم حيوانات. يجب قتلهم دون رحمة، كذبح الحيوان".
هذا ما أصدره ماك آرثر، "قائد قوات الأمم المتحدة" في أوائل الحرب الكورية.
عند نشوب الحرب الكورية، وزعت وزارة الدفاع الأمريكية على عساكر القوات البرية
والجوية الأمريكية الذين يذهبون إلى ساحة الحرب، الكراسات التي تحتوي على عقائد القتل
القائلة بأنه "يجب على العساكر الأمريكيين أن يصبحوا قاتلين ماهرين وعديمي الشفقة"،
و"يجب معاملة المدنيين أيضا كجنود معادين".
أصدر ووكر، قائد الفيلق الثامن من القوات الأمريكية في أوائل الحرب أوامره قائلا: "أيها
عساكر قوات الأمم المتحدة، لا يجوز أن ترتعش أيديكم، حتى حين يكون أولئك الذين
يظهرون أمامكم، أطفالا أو شيوخا. اقتلوا، وحين تفعلون ذلك، تنقذون أنفسكم من الكارثة،
وتؤدون مسؤوليتكم، كعساكر في قوات الأمم المتحدة".
ولذلك، جرت دماء المدنيين الأبرياء في كل مكان تطأه أقدام عساكر القوات الأمريكية.
كانت فظائع القتل التي ارتكبتها القوات الأمريكية تتميز بالشراسة والفظاظة التي لا يمكن
تصورها قط بعقل الإنسان. إنهم قتلوا السكان عن طريق سمل أعينهم أو بتر أفئدتهم أو قطع
رؤوسهم بالقطاعة أو تمزيق أطراف أجسامهم أو دق المسمار الكبير في رؤوسهم أو نشرها
بالمنشار. إنهم لم يتورعوا عن قتل الأطفال بصب البنزين وإشعال النار عليهم بعد إبعادهم عن
أحضان الأمهات.
بمثل هذه الطرق الهمجية، قُتل في قضاء سينتشون من محافظة هوانغهاي الجنوبية ربع

4

السكان، أي أكثر من 35300 نسمة، وفي شمالي كوريا طوال فترة الحرب أكثر من
1231540 نسمة من السكان المسالمين.
قال أحد أفراد فريق التقصي لجمعية الحقوقيين الديمقراطيين الدولية حينذاك إنه لو شهد
هتلر أو موسوليني فظائع الإمبرياليين الأمريكيين لذهلا وصعقا هما الآخران، لافتا إلى أن
حتى شياطين الجحيم في الملحمة الشعرية "الكوميديا الإلهية" بقلم دانته لن يضاهوا
بالإمبرياليين الأمريكيين الوحوش.

إرسل لصديق