سفارة جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية

الأخبار

لا داعي لإثارة الضجة والذعر

2022-02-27 21:53:37
لا داعي لإثارة الضجة والذعر
لا داعي لإثارة الضجة والذعر
د. يحيي خيرالله

لا داعي لإثارة الضجة والذعر

في يوم الحادي عشر من كانون الثاني/ يناير الأخير، نجحت كوريا في الإطلاق التجريبي للصاروخ الفوقصوتي الأقصى للمرة الثالثة. يقال إن الرأس الحربي القادر على الطيران الشراعي بالسرعة الفوقصوتية القصوى أدى حركة الدوران على المسافة الأطول بالضعفين وطار أبعد ب300 كيلومتر مما كان عليه عند الإطلاق التجريبي الثاني في يوم الخامس نفس الشهر حتى أصاب الهدف المحدد.

لا داعي لإثارة الضجة

تعود المشكلة إلى أن بعض الجهات تنهمك في حملة الافتراء المعهودة عليها مثيرة الضجة عن "التهديدات" المزعومة.

ليس ثمة بلد لا يهتم بتعزيز قدرة دفاعه.

هذا العام أيضا، زاد كثير من البلدان صرف نفقات الدفاع، ويتم تخصيص الأغلبية منها لتطوير واستيراد الأعتدة العسكرية التقنية الرائدة. والحالة هذه، إذا ما تحرش بإجرائها لتعزيز قدرة الدفاع فسيكون ذلك تدخلا في شؤونها الداخلية لا يسمح لأحد.

تطوير كوريا الاشتراكية التكنولوجيا الصاروخية باطراد هو قضية متعلقة بسيادتها. في ظرف امتلاك بعض البلدان تقنية الصاروخ الفوقصوتي الأقصى، ليس من العادل توجيه التنديد إلى كوريا وحدها. زد على ذلك، إن هذا التنديد لا يختلف عن الثرثرة البلهاء القائلة إن كوريا ملزمة بتطوير الصاروخ المذكور أعلاه بعد انتظار ارتقاء تقنية الصاروخ للبلدان الأخرى إلى ذلك المستوى.

لقد أعلنت كوريا على الملأ في المؤتمر الثامن لحزب العمل الكوري الواجبات الخمسة النواتية للخطة الخماسية لتطوير قدرة الدفاع الوطني بما فيها تطوير السلاح الفوقصوتي الأقصى، فمن الطبيعي أن تنفذ كوريا عمليات خطتها المكشوفة قبل السنتين.

إنه لمن المنطقي أن تكون لأي بلد خطة تتوافق مع مستواه وقدرته سواء من حيث تنمية الاقتصاد أو تطوير قدرة الدفاع الوطني ويتم تنفيذها. أ ليس من الفعل الغبي تلقين هذا وذاك أو الافتراء على من يضع خطة متفقة مع واقعه وينفذها؟

وبهذا المعنى، يمكن القول إن تطوير كوريا التقنية الصاروخية، كونها قضية متعلقة بسيادة الدولة وحلقة من التنفيذ الطبيعي للخطة الرامية إلى تعزيز قوة الدفاع الوطني، أمر يستغني عن إثارة الضجة مطلقا.

من المؤكد أن السعي إلى إثارة الآراء عن ذلك لن يكون إلا هدفا سياسيا خبيثا لا غير.

لا داعي للذعر

نظرا لأن عددا معدودا من البلدان يملك الصاروخ الفوقصوتي الأقصى في الوقت الحاضر، فمن الطبيعي أن يسترعى نجاح كوريا اهتمام المجتمع الدولي. ولكن لا داعي للذعر على الإطلاق.

مثلما أعلن رئيس شؤون الدولة كيم جونغ وون سابقا أن العدو الرئيسي لكوريا هو الحرب بحد ذاتها وليس اى دولة أو قوى معينة.

كما ذكر في الأعلى، أعلنت كوريا خطتها أمام العالم وأوضحت المكان في مرحلة الإطلاق التجريبي، إضافة إلي كشف بعض المواصفات القتالية والتقنية. يدل هذا بوضوح على أن تطوير الصاروخ الفوقصوتي الأقصى لها لا يستهدف إلى أخذ زمام السيطرة العسكرية أو تهديد بلد آخر، بل يضاهي بإعلان عن أنه لا يجوز لأحد أن يجرأ على المساس بكوريا ولا المحاولة في إشعال نيران حرب في شبه الجزيرة الكورية.

من المعروف للجميع أن شبه الجزيرة الكورية أكثر المناطق سخونة في العالم. وإذا لم تشهد هذه المنطقة اندلاع الحرب فيعود الفضل في ذلك إلى أن كوريا الاشتراكية ظلت تعزز قوة الدفاع الوطني باطراد. وفي السنوات الأخيرة، أعطت زخما قويا في الارتقاء بالقوات المسلحة النووية إلى المستوى الأعلى حتى تحقق أخيرا توازن القوة في شبه الجزيرة الكورية وصار يحافظ على السلام والاستقرار.

لو لم تعمل كوريا على دفع عجلة تعزيز قوة الدفاع الوطني لتكسر توازن القوة وربما تحدث ويلات الحرب المريعة في أي لحظة، ولكن، ما دامت الأعتدة المسلحة الرائدة في يدها، لن تجرأ أي قوى على إشعال نيران الحرب ضدها.

ينص تقرير المؤتمر الثامن لحزب العمل الكوري على أنه "إذا كنا نملك أقوى قدرة رادعة للحرب ونواصل تعزيزها فما ذلك إلا للدفاع عن أنفسنا ولفتح عصر السلام الحقيقي الخالي من الحرب للأبد".

بقدر ما تعززت قوة الدفاع الوطني لكوريا سيتوطد الاستقرار ويتم الحفاظ على السلم، هذا هو الوضع الحالي في شبه الجزيرة الكورية.

إرسل لصديق