سفارة جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية

الأخبار

محبة الأمة

2022-01-26 13:07:58
محبة الأمة
محبة الأمة
د. يحيي خيرالله

محبة الأمة

يمكن القول إن عشر سنوات الأخيرة في كوريا الاشتراكية تتميز بالمحبة الدافئة التي أحاطها بالشعب رئيس شؤون الدولة لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية كيم جونغ وون.

إذا عدنا بذاكرتنا إلى هذه السنوات فنجد أن أيامها كانت محفوفة بأقسى محن وشدائد جراء عقوبات القوى المعادية وحصارها المتطرفة وهجمات ضغطها الشديد، إضافة إلى الكوارث الطبيعية الفادحة منقطعة النظير والأزمة الصحية العالمية.

ولكن تخطيا كل هذه المحن والصعاب، انتصب في أنحاء هذا البلد عدد كبير من الصروح المعمارية من أجل الشعب كنمو الخيزران بعد المطر، بما فيها منتزه رونغرا للشعب، شارع تشانغزون، دار ريوكيونغ للصحة والاستجمام، مستشفى أوكريو للأطفال، مدينة الألعاب المائية والترفيهية في مونسو، مجمع ماسيكريونغ للتزلج على الثلج، ونادي الفروسية في ميريم، ودار الراحة للعلماء في يونبونغ، المسكن الجماعي للعاملات في مصنع كيم جونغ سوك للغزل والنسيج في بيونغ يانغ، مخيم سونغدواون الدولي لرابطة الناشئين، شارع ميراي للعلماء، مجمع العلوم والتكنولوجيا، شارع ريوميونغ، منتجع يانغدوك الثقافي للمياه المعدنية الساخنة ومدينة سامزيون التي تغيرت ملامحها جذريا ...

كل هذه الثروات القيمة لا يمكن التفكير فيها بمعزل عن حب رئيس شؤون الدولة كيم جونغ وون للشعب.

حقا إن الشعب الكوري كان أبناء وبنات أعزاء بالنسبة للقائد. فبذل جهوده المضنية من أجلهم دون أخذ قسط من الراحة حتى في أيام العطلة والأعياد. وكان لا تهمه رداءة الطقس أو وعورة الطريق أو سوء حالة مواقع العمل التي سيزورها، بل أن جل اهتمامه وشغله الشاغل كان جعلهم يعيشون أكثر سعادة. فواصل طريق توجيهاته الميدانية بغض النظر عن هطول الأمطار والثلوج الباردة.

على سبيل المثال، زار المنطقة المنكوبة بقيادة السيارة شخصيا على الطريق الموحل حينا، وذهب إلى موقع رفع أضرار الفيضانات في شمال البلاد بعد قطع الطريق الممتدة إلى مِئات الكيلومترات جوا وبحرا وممرا جبليا حينا آخر، وكذلك إلى جزيرة صغيرة عائمة في عرض البحر بعد شق الأمواج الهائجة، وذات مرة، في منطقة المياه المعدنية الساخنة، تعرض لوابل من الأمطار لكي يعثر شخصيا على منبع المياه وغطس يده في الماء الحار ليحدس درجة حرارتها.

الجدير بالذكر أن مزرعة صوب الخضار الكبيرة والمشتل المبنيين حديثا في منطقة زونغبيونغ الواقعة في الطرف الشمالي من كوريا، الذي يبعد كثيرا عن العاصمة هما أيضا ترتبطان بحب القائد الدافئ للشعب. إذ أنهما أقيمتا على رقع أرض واسعة تبلغ مساحتها مئات الهكتارات بعد عمله على إخلاء الوحدة المضطلعة بالرسالة الهامة في الدفاع الوطني عنها، حرصا على أن يجني منها الشعب الفوائد.

كما أنشئت فيها مئات البيوت السكنية والمباني العامة وحتى مختلف أنواع مرافق الخدمات العامة. لقد زار الرئيس موقع بنائهما مرتين في الشهر ليوضح الاتجاه والطرق لتغيير ملامح هذه المنطقة، وفي يوم التدشين جاء إليها وقص شريط التدشين قائلا إنه بالطبع ثمة مكان بعيد أو قريب جغرافيا، ولكن ليس في قلبه شعب يبعد عنه أو يقرب منه، وإذا ساهمت مزرعة دفيئة الخضار في تحسين الحياة الغذائية لأهالي محافظة هامكيونغ الشمالية، لا يريد أكثر من ذلك. فصورته الجليلة في هذا اليوم ما تزال تبقى في أعماق قلوب الشعب.

يقولون إن حب الأم يشتد بحرارة كلما اشتدت المحن.

في مارس/ آذار عام 2021، جرى في منطقة سونغسين وسونغهوا ببيونغ يانغ حفل إطلاق بناء عشرة آلاف شقة من البيوت السكنية.

قال القائد في الحفل إن بناء 50 ألف شقة سكنية في عاصمة بيونغ يانغ هو عمل تمناه حزبنا منذ زمان وأعده بعزم كبير من أجل تأمين ظروف الحياة المستقرة والمتحضرة لسكان العاصمة أكثر من ذي قبل، فقد اطلع الحزب والحكومة على عدد البيوت الناقصة في العاصمة وقاما بتعميق الأبحاث عن الإجراءات لحلها، وأصبح هذا العمل أكبر مهمة بالغة الشأن بالنسبة لهما.

في الحقيقة، كان من الصعب إقرار تنفيذ هذا المشروع، بناء على المفهوم الشائع. إذ أنه كان مشروعا صعبا يلزم إنجازه خلال مدة قصيرة من الزمن، وكانت كمية أعماله أيضا بالغة جدا وزد على ذلك، واجهته الصعوبات الناجمة عن الأزمة الصحية العالمية.

ومع ذلك لم يتردد القائد قيد أنملة أمام هذه التحديات والشدائد، في اعتبار أن إنجازه يشكل شأنا مقدسا يجعل ثروات الدولة ونتائج الأعمال الخلاقة للجماهير الكادحة تخصص لتحسين رفاهيتهم كليا.

من خلال مشاهد مثيرة فتحت في المناطق التي تعرضت للكوارث الطبيعية الفادحة في السنوات الأخيرة، عرف العالم كيف احتضن قائد كوريا المنكوبين واعتني بحياتهم كأمهم الحقيقية.

اتخذ كل الإجراءات اللازمة لبناء البيوت السكنية الأكثر روعة لهم وهو يقول إن المنكوبين سوف يعانون ما لا يوصف من الحالة البائسة والآلام بعد فقدان بيوتهم وممتلكاتهم، وفي هذا الوقت، ينبغي على حزبنا أن يتحمل مسؤولية تامة عنهم أولا وقبل غيره، ويقترب منهم بصورة أكثر لمشاطرتهم المعانات وتخفيف أعبائهم. فجرت في مختلف المناطق المنكوبة في كوريا المعارك لرفع أضرار الفيضانات لمدة قصيرة ووزعت لهم البيوت الجديدة الأروع من قبل بلا مقابل فصاروا ينتقلون إليها وهم يرقصون ويهتفون حياة حزب العمل الكوري بملء أصواتهم.

ذات مرة، قال القائد كيم جونغ وون إنه كلما واجه نظرات الشعب البريئة والمليئة بالآمال والتوقعات في طريق توجيهاته الميدانية كان يوطد العزم والتصميم على تكريس كل ما لديه من أجل هذا الشعب العظيم دون تحفظ، ومرة أخرى، أوصى الكوادر بأن عليهم أن يفكروا دائما ماذا يحب ويريد الشعب ويعملوا ما يحبه ويرغب فيه الشعب فقط، ثم حلف اليمين بأنه سيفي لثقة الشعب الكبيرة كالسماء، مجازفا بحياته حتى ولو تمزق وتحطم جسمه وسيخلص لها حتى النهاية. سمعها أبناء الشعب الكوري وشعروا بغاية السعادة والفخر والعزة بأنهم يتمتعون بقيادة القائد الأم العظيم.

تجدر الإشارة هنا إلى أنه لا يعرف الرضا في الطريق من أجل الشعب. إذ مع ازدياد سرور الشعب وابتهاجه بفضل جهوده المضنية، لا يكتفي به، بل يتعرف على التمنيات الجديدة لأبناء الشعب ويوطد عزمه على تنفيذها وتوفير سعادة أكبر لهم.

في الدورة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الثامنة لحزب العمل الكوري المنعقدة في يونيو/ حزيران عام 2021، ذكر القائد أن المثل العليا الماثلة في التفاني من أجل الشعب، التي يبرزها حزبنا كشيء مقدس، هي مرشد هاد للممارسة ومعيار للفعل في تحمل المسؤولية عن أرواح الشعب وحياته مضحيا بكل شيء فعلا ودعم الشعب بالخدمة غير المشروطة، مؤكدا على أن الحزب يجب أن يتغلغل إلى أبناء الشعب أكثر عمقا في ظل الظروف العسيرة ويصبح عمادا متينا لهم ويشاطرهم دائما السراء والضراء بجانبهم ويكرس كل ما لديه من أجل رفاهية الشعب.

وتابع يقول إنه ليس ثمة عمل ثوري أكثر خطورة من تربية الأطفال، مستقبل الوطن بصورة رائعة وإن تأمين ظروف التربية الأكثر تحسنا حتى ولو بتوظيف الأموال الطائلة هو أهم سياسة وأكبر أمنية لحزبنا ودولتنا، مشيرا إلى أن يجب أن يكون أسلوب تقدم ثورتنا وتطورها هو إحاطة الأطفال بالعناية الكبرى عند الصعوبة والتقدم الصامد نحو مستقبل الشيوعية بقوة المحبة هذه.

الحب هو مصدر قوة الأم.

وليس من مبالغة القول إن القائد كيم جونغ وون هو أقوى إنسان في العالم بكونه أسمى مجسد لحب الأم.

إرسل لصديق