سفارة جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية

الأخبار

كيم ايل سونغ : أفريقيا لا تنسى

2021-04-05 17:34:45
   كيم ايل سونغ : أفريقيا لا تنسى
   كيم ايل سونغ : أفريقيا لا تنسى
د. يحيى خيرالله

كيم ايل سونغ : أفريقيا لا تنسى

" بمناسبة الذكرى السنوية ال109 لميلاد الرئيس كيم ايل سونغ الزعيم العظيم الخالد للشعب الكوري"

لقد حقق كيم إيل سونغ، رئيس جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، الذي تحترمه شعوب العالم التقدمية كل الاحترام، المآثر العظيمة في إنجاز قضية استقلالية البشرية، وبخاصة، منها تعاونه الدولي السامي من أجل التحرر القومي وبناء مجتمع جديد للشعوب الأفريقية.

"من أجل صنع الثورة، لا بد من مقابلة الرفيق كيم إيل سونغ."

في أواسط الخمسينيات من القرن الماضي، نشأت عقبات جسيمة أمام نضال التحرر الوطني للشعب الجزائري الذي رفع أول شعلة للنضال المسلح المناهض للإمبريالية والاستعمار في القارة الأفريقية.

في هذا الوقت بالذات، عبر الرئيس كيم إيل سونغ عن تأييده ومساندته الإيجابية للشعب الجزائري. آنذاك، كان الشعب الكوري في معمعان إعادة الإعمار والبناء العصيب بعد الحرب، في ظروف تدمر كل الأشياء في البلاد من جراء الحرب الكورية (1950 – 1953) التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية على هذا الشعب، حتى كان من الصعب عليه أن يمد يد المساعدة للآخرين. ولكن الرئيس كيم إيل سونغ أيّد بنشاط خط النضال المسلح لجبهة التحرير الوطني الجزائري، وقدم معونات مادية نزيهة من أجل انتصاره. كما أنه حرص على تحديد يوم الجزائر وأسبوع الجزائر، بغية التعبير عن التضامن الوطيد مع الشعب الجزائري المناضل، وحين بنى الشعب الجزائري حكومة مؤقتة، عنى بأن تعترف الحكومة الكورية بها لأول مرة، وتقيم معها العلاقات الدبلوماسية. وفي فترات لاحقة، مضى في توثيق المودة الأخوية مع قادة هذا البلد وشعبه، ولاسيما مع الرئيس هواري بومدين في أثناء زيارته التاريخية للجزائر في أيار عام 1975.

والتعاون الدولي للرئيس كيم إيل سونغ، المكرس لنضال الشعوب الأفريقية للتحرر القومي في المستعمرات، يرتبط بنضال التحرر الوطني للشعب الموزمبيقي أيضا.

حين التقى الرئيس كيم إيل سونغ، في أيلول عام 1971، سامورا مويشيس ماشيل رئيس جبهة تحرير موزمبيق والقائد العام لجيش الشعب التحرري، في أثناء زيارته لكوريا، قال له إنه لا يجوز الإفلات من زمام المبادرة في النضال ضد الإمبرياليين، مشيرا بالتفصيل إلى الاتجاهات والطرق الآيلة لكسب النصر فيه. بعد أن عاد ماشيل إلى بلده، عمل على توطيد صفوف جبهة التحرير، حسبما أشار إليه الرئيس كيم إيل سونغ، وأنشأ القواعد السرية لحرب العصابات وسط الغابات العذراء، وأباد الأعداء بالاعتماد عليها، حتى استقبل حدثا تاريخيا لوضع حد للحكم الاستعماري. وعلى منبر المؤتمر لإعلان استقلال البلد التام، أفضى ماشيل بمشاعره المتأثرة، قائلا بأنهم استطاعوا أن يقطعوا الأغلال التي كانت تقيّد بأقدام أسلافهم وأقدامهم، ويستقبلوا تحرر البلاد، متخلصين من مصير العبودية، بفضل البطل العظيم الرفيق كيم إيل سونغ، الذي سلط الضوء أمام طريقهم، ودعا الحضور إلى تقديم الشكر له، بجمع حتى مشاعر أسلافهم.

وفضلا عن الجزائر وموزمبيق، أصبحت كثير من البلدان، مثل أوغنده وزمبابوي وناميبيا، تستقبل أحداثا مؤثرة لتحقيق التحرر القومي واستقلال البلاد، بتعليمات الرئيس كيم إيل سونغ ومساعداته النزيهة.

آنذاك، تم ترويج عبارة "من أجل صنع الثورة، لا بد من مقابلة الرفيق كيم إيل سونغ" في أفريقيا، كمصطلح مشترك في هذه القارة.

المساعدة النزيهة ماديا وروحيا

لم يدخر الرئيس كيم إيل سونغ مساعدة وعونا، ماديا ومعنويا، لبناء مجتمع جديد في البلدان الأفريقية أيضا.

حدث أن قدم رئيس جمهورية توغو، غناسينغوبي اياديما، الذي زار كوريا في أواسط السبعينيات من القرن الماضي، مطالبته بأن يشرح له الخبرات القيمة المكتسبة في كوريا، وذلك في جلسة لقائه مع الرئيس كيم إيل سونغ. في ذلك الحين، قال له بالتفصيل عن خبرات نضال الشعب الكوري الذي أقام دولة صناعية اشتراكية تأخذ بأسباب السيادة السياسية والاستقلال الاقتصادي والدفاع الذاتي، على أساس فكرة زوتشيه، بدءا من قصة صنعه للجرارة بقوة روح الاعتماد على النفس. وفي فترة لاحقة، اطلع على وضع هذا البلد الذي يعاني مشقة لافتقاره إلى الكوادر الوطنية، وقال حول بناء المدرسة الحزبية العليا جيدا في ذلك البلد كهدايا، مشيرا إلى وجوب بنائها على أروع صورة وحتى بشراء المواد، إذا كان من الصعب نقلها من كوريا. على هذا النحو، تم بناء المدرسة الحزبية العليا للاتحاد الشعبي في عاصمة توغو، والتي تؤهل أعدادا كبيرة من الكوادر الأكفاء القادرين على قيادة بناء مجتمع جديد في البلاد.

كان الرئيس كيم إيل سونغ يلبى كل مطالب البلدان الأفريقية، فمثلا، أرسل أصحاب المواهب، والأموال والمواد اللازمة لبناء المصانع والمزارع. تشتمل مساعداته المادية والروحية على كل الميادين، مثل السياسة والشؤون العسكرية والتعليم والصحة والرياضة، ناهيك عن الاقتصاد، وكانت كمياتها هائلة.

إذا ساعد الرئيس كيم إيل سونغ البلدان الأفريقية من صميم قلبه في ذلك الحين، فإن ذلك ليس لغناء بلده، على الإطلاق. قال الرئيس لكوادره دائما إنه يجب مساعدة البلدان الأفريقية بصدق، حتى يمكنها أن تحقق الاستقلال السياسي والاقتصادي التام من أيدي الإمبرياليين، وتمشى على أقدامها، رغم أننا نشد الأحزمة على البطون ونعاني المصاعب.

بمساعدته وتعاونه كهذه، تم إقامة عدد عديد من البنايات في كل أرجاء القارة الأفريقية، ومنها مصنع آروشا للطابوق ودار تشوليما لأبحاث العلوم الزراعية وملعب غومباني في زنجبار بتنزانيا، والمطبعة في بنين، ومحطة ديمبى الكهرمائية في أثيوبيا، ودار كيم إيل سونغ لأبحاث العلوم الزراعية والقصر الوطني في غينيا، ومزرعة زوتشيه الاختبارية في غانا، ومزرعة تشانيانا الاختبارية للصداقة الكورية في زامبيا، والمقر العام لحكومة ليسوتو، والمبنى البرلماني في أفريقيا الوسطى، والمسرح المكشوف وبرج شعلة الثورة في واغادوغو ببوركينافاسو، وقاعة الثقافة في قضاء أويدا من محافظة اتولانغتيق في بنين، وملعب الوحدة في فكتوريا، عاصمة سيشل.

حين زار رئيس ناميبيا، سام نوجوما، كوريا في أيلول عام 1992، صارح بمشاعر امتنانه للرئيس
كيم إيل سونغ بما يلى: لو لم يعلمه الرفيق الرئيس كيم إيل سونغ بحكمة، ولم يساعده من صميم قلبه، ماديا ومعنويا، لكانت ناميبيا باقية كبلد مستعمر وحيد في القارة الأفريقية. الرفيق الرئيس كيم إيل سونغ الذي ساعدنا بأكثر نشاطا، حين وقعنا في مأزق حرج، هو معلم الشعب الناميبي وذو فضل عليه.

إرسل لصديق