سفارة جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية

الأخبار

القائد الذي افنى حياته من أجل السلام

2021-02-08 13:00:10
القائد الذي افنى حياته من أجل السلام
القائد الذي افنى حياته من أجل السلام
د. يحيى خيرالله

القائد الذي افنى حياته من أجل السلام

المآثر المنجزة أمام قضية سلام العالم

يوافق اليوم السادس عشر من شباط/ فبراير عيد ميلاد رئيس لجنة الدفاع الوطني كيم جونغ إيل في جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية.

مع حلول هذا اليوم كل عام، يسترجع كثير من الناس في العالم ذكرياته بتأثر عميق.

بذل القائد كيم جونغ إيل حياته كلية لقضية سلام العالم. طوال حياته، كان يرأس بناء العالم الجديد المسالم حيث لا عدوان ولا حرب، رافعا عاليا راية الاستقلالية ضد الإمبريالية. في أواخر القرن الماضي، حين وقعت أحداث انهيار عديد من البلدان الاشتراكية واحدا تلو الآخر، أصدر القائد عددا كبيرا من مؤلفاته مثل "الدروس التاريخية في البناء الاشتراكي والخط العام لحزبنا" (كانون الثاني/ يناير 1992)، و"لا يمكن السماح بمرور الافتراءات المعادية للاشتراكية" (آذار/ مارس 1993)، و"الاشتراكية علم" (تشرين الثاني/ نوفمبر 1994)، وبذلك، أقام دليلا علميا على عدالة وحتمية وصحة قضية الاشتراكية، وأنزل ضربات ساحقة على رؤوس الأوغاد الذين يسعون إلى إعاقة استقلالية العالم.

في تلك الفترة التي كانت فيها حتى البلدان المدعية بأنها دولة قوية تبقى صامتة بهدوء أمام جور الإمبرياليين الغاشم، وجه القائد كيم جونغ إيل ضربات حاسمة إلى تعسفهم واستبدادهم القاسي، ودافع عن سيادة كوريا واشتراكيتها.

وفي كل فترة من الفترات التي كان فيها الوضع يندفع جاريا إلى حافة حرب في شبه الجزيرة الكورية وهي إحدى المناطق الساخنة الحساسة في العالم، حطم القائد جور الأعداء، مواجها لتهديد القوى المعادية بالعدوان وجورها بأقصى التشدد، ودافع عن سيادة البلاد وكرامتها بشرف.

وحين كانت شبه الجزيرة الكورية على أسوأ حالة في عشية حرب، من جراء ضجة القوى المعادية للتفتيش النووي في التسعينات من القرن الماضي، أنزل القائد ضربة قاصمة على القوى المعادية، بإعلان له وقع القنبلة، إعلان الانسحاب من معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، وأحدث شروخا في النظام الدولي البالي القائم على "تفوق القوة". وبفضل إرادة القائد الحازمة، صارت قضية الاستقلالية، قضية السلام في العالم يستقبل عهد الازدهار الجديد.

كان القائد كيم جونغ إيل رجلا عظيما نادرا يفتتن به جميع الناس في الشرق والغرب. طوال حياته، كان يقوم بنشاطاته الخارجية المتحمسة من أجل تطوير العلاقات الدولية ووحدة البلدان والأمم، وهو يقابل عددا كبيرا من الشخصيات في العالم مثل رؤساء الدول وقادة الأحزاب في مختلف البلدان، وحتى الرئيس الأمريكي كلينتون ووزيرة الخارجية الأمريكية أولبرايت ورئيس الوزراء الياباني كويجومي. كل من قابلوه كانوا مفتونين تماما بآرائه العلمية الحكيمة وشيمه الجديرة برجل عظيم، بغض النظر عن الاختلاف في الجنسية والمعتقدات الدينية والفكر والآراء السياسية.

كان يعمل على توطيد وتطوير عرى الصداقة مع عدد كبير من البلدان في العالم، تحت المثل العليا للاستقلالية والصداقة والسلام. كانت نتائج جهوده المتفانية بمثل زياراته العديدة للصين وروسيا وصدور إعلان موسكو الكوري – الروسي، تمارس تأثيرا كبيرا على تطوير العلاقات الدولية والوضع السياسي العالمي. فاستطاعت قضية السلام في العالم أن تسير قدما بهمة على مدار الاستقلالية، تحت إرشاده.

كان القائد كيم جونغ إيل يدافع عن السماء الزرقاء المغطاة على هذه الكرة الأرضية ورؤوس البشر، بسلاح سونكون (إعطاء الأولوية للشؤون العسكرية)، السلاح مطلق الفعاليات.

لقد أحدث ثغرة في بنية السياسة العالمية القديمة التي تسودها السيطرة والعبودية والعدوان والجور، بممارسة سياسة سونكون الأصيلة حتى دافع بثبات عن سلام وأمن شبه الجزيرة الكورية وشمال شرقي آسيا والعالم. مثلما يعترف عدد كبير من السياسيين والشخصيات في العالم جميعا، كانت أكبر مآثره البارزة وأعظمها هي منع اندلاع حرب نووية حرارية جديدة مسبقا، وإنقاذ مليارات البشر من الويلات النووية.

يعترف جميع الناس في العالم بأن نشوب حرب في شبه الجزيرة الكورية، وهي بوابة الدخول إلى القارة الآسيوية ورأس جسرها، والمنطقة الساخنة إلى أقصى حد في العالم، يعني بالذات بداية انفجار حرب عالمية جديدة، وأن أضرارها ستشمل العالم كله. هذا منطق لا يدحضه أحد. لكن صوت مدافع الحرب العالمية الثالثة أو الحرب العالمية النووية الحرارية لم يكن يدوي.

إذن، من منع هذه الحرب النووية الحرارية الكبيرة، ومنح السلام للعالم، يا ترى؟

رد على هذا السؤال التاريخي العالمي، بيشواناس الشخصية الهندية الشهيرة قائلا إن القائد العالمي البارع، رئيس لجنة الدفاع الوطني كيم جونغ إيل هو الذي منع الحرب النووية الحرارية الجديدة، وظل يحافظ على السلام في العالم لأكثر من نصف قرن، بتحويل كوريا إلى بلد ذي قدرات عسكرية غير محدودة.

لو أن صوت مدافع الحرب انطلق في كوريا (لا يمكن أن يحدث ذلك إطلاقا)، لعجزه عن تحويل هذا البلد إلى بلد جبار مذكور، لما تصورنا التغيرات الثلاثة العملاقة التي حققها كثير من البلدان على هذه المعمورة تحت هذه السماء الزرقاء، طوال أكثر من نصف قرن وهي أكبر ازدهار مادي وقفزات تقنية وحضارة روحية في تاريخ البشر العائد إلى آلاف السنين. يمكن القول إن مأثرة القائد كيم جونغ إيل في منع الحرب النووية الحرارية الجديدة في كوريا هي في آخر تحليل دفعت تطور البشرية إلى الأمام بقرن واحد أو قرنين.

إن مآثر رئيس لجنة الدفاع الوطني كيم جونغ إيل في إنجاز قضية سلام العالم ستبقى خالدة في تاريخ العالم إلى الأبد، مع انطباعها في ذاكرة عدد كبير من الناس في العالم.

إرسل لصديق