سفارة جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية

الأخبار

الكلمة الختامية التي القاها القائد الاعلى كيم جونغ وون في المؤتمر الثامن لحزب العمل

2021-01-13 19:33:14
 الكلمة الختامية التي القاها القائد الاعلى كيم جون
الكلمة الختامية التي القاها القائد الاعلى كيم جون
د. يحيى خيرالله

الكلمة الختامية التي القاها القائد الأعلى كيم جونغ وون

الامين العام لحزب العمل الكوري، ورئيس لجنة شؤون الدولة لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، والقائد الاعلى للقوات المسلحة لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية في المؤتمر الثامن لحزب العمل الكوري

(وكالة الانباء المركزية الكورية – بيونغ يانغ في 13 يناير 2021م)


أيها الرفاق المندوبون الأعزاء،

أجرى المؤتمر الحالي الذي عقد للمرة الثامنة في تاريخ حزبنا مناقشة جدية حول خطة النضال العاجل الرامية إلى فتح مرحلة جديدة من النهضة والتحول للثورة والبناء وسائر القضايا بالغة الشأن المطروحة في توطيد الحزب وتطويره بعد إدراجها في جدول أعماله.

بادئ ذي بدء، قام المؤتمر بتحليل واستعراض مُفصل لسير أعمال اللجنة المركزية السابعة للحزب على الجهات المتعددة ومن جميع النواحي، وبحث بعمق عن نهوج النضال وقضاياه الإستراتيجية والتكتيكية الجديدة لإحداث تقدم ملحوظ في البناء الاشتراكي.

في التقرير والمداخلات والاجتماعات التشاورية الفرعية، جرى انتقاد واستعراض مُفصل وعنيف للانحرافات والنواقص التي تشوب جميع قطاعات الحياة الاجتماعية بدءا بأعمال الحزب والدولة والجيش، وتم إبداء العزم والإرادة الجادة للتغلب عليها.

وبخصوص الأهداف والمهام الواجب تحقيقها خلال فترة خطة السنوات الخمس الجديدة، دارت الدراسة والمناقشة النشيطة للبحث عن سُبل إنجازها، وتم في لجنة وضع مشروع قرار مؤتمر الحزب جمع الآراء البناءة المطروحة في هذا السياق.

من خلال المناقشة حول الموضوع الأول من جدول الأعمال، اتضح لنا جليًا ماذا وكيف يتوجب على حزبنا ودولتنا وأبناء شعبنا أن يعملوا في المستقبل، وتأكدت بدرجة أكبر خطط النضال الإستراتيجية لإحراز انتصار جديد لثورتنا.

في هذا المؤتمر، قام حزبنا بتحليل وإجمال نتائج أعماله بدقة من منطلق نقدي، لا من الناحية الإيجابية خلافا لنظيراته الماضية، وهذا يستأثر بأهمية كبرى لا تقل عن النجاحات المُنجزة في الفترة المستعرضة.

كما استعرض المؤتمر أعمال لجنة الرقابة المركزية السابعة للحزب بصرامة من منظور نقدي، واتخذ إجراءات حاسمة لتصحيح القديم والقضايا المنافية للواقع في عمل الحزب ونشاطاته بأسلوبنا الخاص بما يتلاءم مع مبادئ بناء الحزب.

نتيجة لتعديل لائحة حزب العمل الكوري تجسيدا أمينا لمبادئ بناء الحزب وعمله وتلبية لمتطلبات تطور الواقع، توفر الأساس الهام لتعزيز قدرة الحزب القيادية والنضالية وتحقيق تطوره السليم.

إن قيام المؤتمر الحالي بتشكيل اللجنة المركزية الثامنة للحزب من الرفاق المخلصين للحزب والثورة والمشهود لهم بالكفاءات العملية العالية، وترسيخ النظام الجديد لرقابة الانضباط في صفوف الحزب، يُعد نقطة تحول ملحوظ في أداء حزبنا رسالته ودوره بكونه هيئة الأركان المُقتدرة للثورة.

أيها الرفاق المندوبون،

توليت مجددا في هذا المؤتمر أعلى منصب في قيادة حزب العمل الكوري بفضل الثقة العميقة من جميع الرفاق المندوبين وأعضاء الحزب.

فيما أقبل تفويض جميع أعضاء الحزب الوظيفة الهامة، وظيفة الأمين العام لحزب العمل الكوري عالي الكرامة إليَّ كأكبر شرف لي، لا أتمالك نفسي لشعوري بالضيق وثقل قلبي.

أقسم بجلالة على أني سأبذل قصارى جهدي من أجل تنفيذ برنامج النضال الذي طرحه مؤتمر الحزب واضعا نصب عيني الإحساس بالرسالة المقدسة الخاصة بتمثيلي للحزب الكيمئيلسونغي الكيمجونغئيلي العظيم وتحملي المسؤولية عنه، وأعمل جاهدا بنكران الذات على طريق التفاني لشعبنا بما يليق بخادم وفي حقيقي له، معتبرا إياه كسماء مصيري.

ستظهر اللجنة المركزية الثامنة للحزب التي تم انتخابها بالتأييد والموافقة المطلقة من جميع الرفاق المندوبين قدرتها القيادية الصائبة والمحنكة من أجل إحراز انتصار جديد في بناء الاشتراكية على طريقتنا الخاصة تلبية للتطلعات والثقة العالية لكافة منظمات الحزب وأعضائه، وتنجز بإخلاص الواجبات التي ألقاها العصر على عاتقها.

أيها الرفاق المندوبون،

ما زالت البيئة الخارجية لثورتنا اليوم قاسية وحادة، ولن يسير عملنا الثوري دون عثرات في المستقبل أيضا.

ولكن، لن تكون ثمة من الآن عقبة يستحيل تذليلها بالنسبة لحزبنا وأبناء شعبنا الذين أحرزوا انتصارات عظيمة لا يجرؤ الآخرون على توقعها، في ظل أقسى الظروف والمحن.

يتوجب علينا أن نخوض نضالا قويا لتعزيز قدرات الحزب والصفوف الثورية والدولة بكل السُبل المتاحة، تحدونا الثقة والجرأة الجديدة حتى ندخل سريعا إلى طريق تقدمنا وتطورنا المُستدام.

إن الفكر والروح الرئيسية للمؤتمر الثامن لحزب العمل الكوري هما إحراز انتصار عظيم جديد في كافة القطاعات من خلال زيادة القوة الذاتية والقوة المحركة المحلية للبناء الاشتراكي بدرجة فائقة.

بعبارة أخرى، إنها لإرادة حزب العمل الكوري الثورية التي تأكدت مجددا من خلال هذا المؤتمر أننا ملزمون بتنظيم وترتيب قوتنا المحلية من جميع النواحي وإعادة تكوينها، وعلى أساس ذلك، فتح طريق التقدم الجديد في آن مع الاختراق الأمامي لكافة المصاعب.

إن الواجبات التاريخية الهامة الملقاة على عاتق ثورتنا تتطلب من الحزب كله أن ينقش مجددا في نفسه بعمق الفكر الداعي إلى اعتبار الشعب كالسماء والوحدة المتلاحمة بقلب واحد والاعتماد على القوى الذاتية ويرفعه بصورة أعلى.

ينعكس على اعتبار الشعب كالسماء مطلب حزبنا الدائم الذي يدعو الحزب كله إلى الالتزام الأكيد بأجواء الحزب الثوري التي تتخذ خدمة الشعب كنقطة انطلاق لبناء الحزب ونشاطاته ومبادئها الثابتة التي لا تتغير إطلاقا. أما في الوحدة المتلاحمة بقلب واحد والاعتماد على القوى الذاتية فتختصر وجهات النظر الفكرية والنظرية والمطالب النهجية الخاصة بحبل وريد ثورتنا والقوة الدافعة لتقدمها.

في "اعتبار الشعب كالسماء" و"الوحدة المتلاحمة بقلب واحد" و"الاعتماد على القوى الذاتية" تحديدا، يكمن المفتاح الرئيسي القادر على رفع قدرة حزبنا القيادية، والأسلوب الرئيسي لتجذره بشكل أعمق في أوساط الجماهير، والضمان الأساسي الذي يمكننا من العيش باستقلالية وشق طريق تقدمنا.

أقترح أن نستعيض عن شعار المؤتمر الثامن للحزب بأن ننقش مجددا في أنفسنا بعمق هذه المثل السامية الثلاث لحزبنا بدلا من طرح أي شعار براق في هذا المؤتمر.

من واجب الحزب كله أن يتقدم بجرأة نحو اتجاه المسيرة التاريخية الذي أشار إليه مؤتمر الحزب، بدافع من العزيمة الفائقة والثقة بالنفس والحماسة الخارقة لاستهلال المسار الجديد.

لا بد أولا وقبل كل شيء، من خوض النضال المصيري لتنفيذ خطة السنوات الخمس الجديدة لتنمية اقتصاد الدولة حتما.

إن بناء الاقتصاد الاشتراكي هو أكبر المهام الثورية شأنا التي ينبغي لنا تركيز كل جهودنا اليوم عليها.

إذا أردنا أن نحقق استقرار حياة الشعب وتحسينها في أقرب وقت ممكن بعد تذليل المخاطر الراهنة التي تواجهنا ونوفر ضمانا أكيدا لإثراء البلاد وتقويتها وازدهارها بالقوى الذاتية، يتوجب علينا أن نعالج أولا المشكلة الاقتصادية القصوى بسرعة.

بادئ ذي بدء، يتعين تحديد اتجاه صحيح للنضال الرئيسي في قطاع الاقتصاد وتركيز الجهود عليه.

إن المهمة المحورية لخطة السنوات الخمس الجديدة لتنمية اقتصاد الدولة هي تحفيز تنشيط الاقتصاد الفعال من خلال التمسك بالصناعتين المعدنية والكيميائية كحلقة مفتاحية لتنمية الاقتصاد وتوثيق الروابط العضوية بين فروع الصناعات الرئيسية، ورفع مستوى معيشة الشعب إلى مستوى أعلى عبر تحسين الأسس المادية والتقنية لقطاع الزراعة وإعلاء نسبة الإنتاج المحلي للمواد الخام في قطاع الصناعة الخفيفة.

ينبغي تركيز القوى على العمل الرامي إلى الارتقاء بقطاعي الصناعتين المعدنية والكيميائية أولا وقبل غيرهما بحزم إلى مدارهما الطبيعي ومرحلة تنشيطهما، وعلى أساس ذلك، السير نحو النهوض بالقطاعات الأخرى على حد سواء.

ويجب إجادة عمل تنظيم الاقتصاد للدولة انطلاقا من مبدأ إعطاء الأولوية لتنمية هاتين الصناعتين.

ومن الأهمية تشديد عملية تنظيم الاقتصاد وقيادته بدلا من بعثرة القوى الاقتصادية للبلاد هنا وهناك دون حساب لها، بحيث يمكن إطلاقها واستثمارها بأكثر عقلانية في زيادة قدرة إنتاج المواد الحديدية والفولاذية والمنتجات الكيميائية بدرجة كبيرة.

لا بد من توجيه جميع الشؤون الاقتصادية إلى تحقيق استقرار حياة الشعب وتحسينها المتوازن.

الأساس هنا أيضا هو مُعالجة قضية الحبوب الغذائية للشعب من حيث الأساس بمواصلة تكريس الجهود للإنتاج الزراعي.

في فترة خطة السنوات الخمس الجديدة، يجب بلوغ هدف إنتاج الحبوب الغذائية دون قيد أو شرط، من خلال انطلاق قطاع الزراعة بمزيد من الهمة وزيادة الاستثمارات الحكومية المخصصة له.

على الأخص، ينبغي تحديد خطة بيع الحبوب الإلزامي للدولة سنويا على مستوى عام 2019 في ظرف 2 - 3 أعوام لاحقة وتنفيذها حتما وزيادة كمية بيعها في المستقبل حتى يمكن تموين الشعب بالحبوب الغذائية بشكل منتظم.

وفي قطاع الصناعة الخفيفة، من الضروري التمسك بالإنتاج المحلي للمواد الخام والأولية وإعادة تدوير الموارد كحلقة محورية له خلال فترة خطة السنوات الخمس الجديدة وزيادة إنتاج السلع الاستهلاكية، وبذلك، تحقيق تقدم جديد في النضال الهادف إلى تحسين معيشة الشعب.

ويتوجب اتخاذ إجراءات اقتصادية وتقنية مُشددة للدولة بحيث يمكن انتظام الإنتاج في جميع القطاعات التي تمد هذا القطاع بالمواد الخام والأولية.

من ثَمَّ، يجب على كافة القطاعات والوحدات أن تبحث عن المهام والسُبل المُفصلة لتحقيق خطة السنوات الخمس الجديدة لتنمية اقتصاد الدولة، وتمضي قُدما في تنفيذها دون أدنى تقصير.

طرح مؤتمر الحزب أهداف النضال الجديدة التي يمكن تحقيقها بعد تدقيقها هذه المرة بصرامة من الناحية الموضوعية وتقريبها من الواقع قدر الإمكان على ضوء الدروس المستخلصة في الفترة المستعرضة الماضية.

إنه لمن بالغ الأهمية أن تضع جميع القطاعات والوحدات خططها المرحلية والسنوية بإتقان، مقدرة ببعد النظر الظروف والبيئة التي قد تنشأ في فترة لاحقة.

في الوحدات المعنية، يجب تنفيذ خططها دون قيد أو شرط مهما كلف الأمر بعد وضعها، عبر التخطيط والقيادة العلمية والمفصلة لتحقيقها، وينبغي إقامة الانضباط القوي للاطلاع على سير تنفيذ خطة الاقتصاد الوطني ودفع عجلته واستخلاصه بصرامة حسب المؤشرات على نطاق الدولة.

إن النجاح في تنفيذ خطة السنوات الخمس الجديدة لتنمية اقتصاد الدولة وقف على كيفية تحسين إدارة الاقتصاد.

يتعين على أقسام الشؤون الاقتصادية للجنة المركزية للحزب ومجلس الوزراء ولجنة تخطيط الدولة والمصانع والمؤسسات وسائر القطاعات كافة أن تتخذ إجراءات حاسمة لتحسين إدارة الاقتصاد بتضافر قواها.

ومن المطلوب دفع العمل قدما بنشاط لبحث وإكمال أساليب إدارة الاقتصاد التي تتلاءم مع واقعنا ويمكن أن تحقق أكثر فعالية وعقلانية، بما فيها الربط بين الطرق التي يتم بحثها وإدخالها بصورة نموذجية وخبرات الوحدات التي تتقن إدارة الاقتصاد والمؤسسة.

ولا بد من تكريس الجهود الحزبية والحكومية لإنعاش وتعزيز النظام والانضباط لتسيير الاقتصاد تحت قيادة الدولة وإشرافها الموحد في فترة خطة السنوات الخمس الجديدة.

وبشأن ظاهرة إلحاق الأذى بالتوجيه الموحد للدولة مع الحديث عن خصائص الوحدة المعنية بعد انعقاد مؤتمر الحزب أيضا، ينبغي اتخاذ إجراءات لفرض العقوبات الصارمة عليها بغض النظر عن نوعيتها.

من واجب مجلس الوزراء ولجنة تخطيط الدولة أن تُشددا تنظيم الاقتصاد وقيادته حتى يمكن لشتى القطاعات والمصانع والمؤسسات تحقيق الروابط والتعاون الإنتاجي فيما بينها على وجه الرضا، من ناحية تعزيز ذاتية الاقتصاد الوطني وزيادة الإنتاج.

يجب ضمان بناء الاقتصاد وتحسين معيشة الشعب ضمانا أكيدا عبر التطوير الفعلي للعلوم والتكنولوجيا.

العلوم والتكنولوجيا هي قاطرة تجر بناء الاشتراكية وقوة دافعة رئيسية لتطوير اقتصاد الدولة.

فمن واجب قطاع العلوم والتكنولوجيا أن ي حدد المهام المحورية والبحثية لتنفيذ خطة السنوات الخمس الجديدة لتنمية اقتصاد الدولة كأهداف له، ويركز قواه عليها.

وفي فترة هذه الخطة، يجب رفع العلوم والتكنولوجيا للبلاد إلي مرحلة أعلى، ومعالجة القضايا العلمية والتقنية الناشئة في بناء الاقتصاد وتحسين مستوى معيشة الشعب أولا وقبل كل شيء على نحو دقيق، من خلال توثيق التعاون الخلاق بين العلماء والتقنيين والمنتجين.

ينبغي تحفيز التطور المستقل ومتعدد الجوانب للمدن والأقضية، وبذلك، إرساء الأسس القادرة على الارتقاء بالاقتصاد المحلي ورفع مستوى معيشة الشعب.

تتميز حياة أبناء الشعب في الريف وسائر المدن والأقضية حاليا ببالغ الصعوبة والتخلف.

نود من الآن فصاعدا أن نولي اهتماما لتطوير الاقتصاد المحلي وتحسين معيشة الشعب في المناطق المحلية.

يتوجب دفع العمل بقوة لإمداد كل المدن والأقضية بعشرة آلاف طن من الإسمنت سنويا على نطاق الدولة.

ويتعين على أجهزة الدولة توجيه الاقتصاد بأن تتخذ إجراءات المعاملة التفضيلية للمدن والأقضية وتجعل توجيهها (الصائب) صائبا ومساعدتها في تسيير هذه الإجراءات، حتى يمكن إرساء ما يكفي من الأسس الاقتصادية الذاتية، وتطويرها بما يتفق وخصائصها الإقليمية.

وفي الريف، يجب توطيد القاعدة الريفية بصورة حاسمة وترسيخ الأسس المادية والتقنية للإنتاج الزراعي وتحويل الريف الاشتراكي إلى آخر متمدن وثري، من خلال الإسراع الحثيث بالثورات الثلاث الفكرية والتقنية والثقافية وزيادة مساعدة الدولة له.

وينبغي بذل جهود الدولة لتطوير التعليم والصحة العامة في فترة خطة السنوات الخمس الجديدة، بحيث يحس أبناء الشعب بكل جوارحهم قولا وفعلا بتفوق نظامي التعليم والصحة الاشتراكيين سواء في العاصمة أو في المناطق المحلية.

ومن الضروري إعطاء الأولوية للتربية والانضباط الشديدين على مستوى الحزب والدولة قاطبة وبين جميع أبناء الشعب، وبذلك، الردع والسيطرة بحزم على كل ما يشوب كافة مجالات الحياة الاجتماعية من الظواهر اللااشتراكية والمعادية للاشتراكية وأعمال التلويح بالسلطة وممارسة البيروقراطية والفضائح والفساد وفرض الأعباء خارج الضرائب وسائر الأعمال الإجرامية بشتى أنواعها.

وينبغي التمسك بتعزيز قدرات الدفاع عن الدولة كما ونوعا كمهمة بالغة الشأن.

يجب تكريس جميع القوى لإنماء أقوى قدرات عسكرية في آن مع توطيد القدرات الرادعة للحرب النووية بدرجة أكبر.

ويتعين مواصلة إعطاء زخم قوي لتحويل الجيش الشعبي إلي جيش أكثر نخبة وجيش قوي، وبذلك، إعداده على أكمل وجه لتأدية رسالته ودوره أمام أي شكل من التهديدات وحالة الطوارئ، بكونه ذاتا فاعلة للدفاع عن الدولة.

ولا بد من ضمان التقدم التاريخي لحزبنا بأقوى القدرات العسكرية في فترة خطة السنوات الخمس الجديدة عبر الارتقاء بالعلوم والتكنولوجيا للدفاع الوطني إلي مستوى أعلى وتحقيق أهداف الإنتاج العسكري ومهامه دون قيد أو شرط.

ومن أجل النجاح في تنفيذ المهام الثورية المسؤولة وبالغة الأهمية التي تواجهنا اليوم، لا بد أولا وقبل كل شيء من تقوية الحزب ورفع دوره القيادي بشكل أكبر.

عندما تتوطد جميع منظمات الحزب كصفوف طليعية للإخلاص، وتعمل على نحو ثوري ومقدام، وتؤدي دورها كهيئة أركان سياسية للوحدة المعنية، سيفتح عهد ازدهار عظيم لتطور الحزب والثورة.

فمن واجب جميع منظمات الحزب أن تجعل صفوف الكوادر والحزب صفوفا صميمية ومختارة وتشدد توجيه الحياة الحزبية أكثر من ذي قبل، بتركيز الجهود على شؤون الحزب الداخلية، حتى تمضي باطراد في توطيد الأسس التنظيمية والفكرية للحزب.

ومن المطلوب إقامة نظام عمل الحزب المنسق وأسلوبه الحيوي في صفوف حزبنا كله ليصبح حزبا يعمل ويناضل ويتمتع بالقدرة الكفاحية.

يجب على منظمات الحزب أن تهب منتصبة لممارسة العمل التنظيمي والسياسي بقوة على قدم وساق بقصد تنفيذ نهوج النضال وخططه الاستراتيجية والتكتيكية الجديدة، وتجيد أداء دورها كدفة الأعمال في الوحدات المعنية.

ويتعين عليها أن تتخذ معالجة جميع القضايا الناشئة في الثورة والبناء من أولها إلى آخرها باستخدام الأساليب الحزبية، الأساليب السياسية التي من شأنها إذكاء الروح المعنوية للكوادر وأعضاء الحزب والجماهير العاملة، بعد القضاء على ظواهر حلولها محل الأجهزة الإدارية منساقة وراء الشؤون الاقتصادية وغيرها كمبدأ ثابت لها. وعلى الأخص، يجب على قسم التنظيم والتوجيه وقسم الدعاية والتعبئة وغيرهما من أقسام اللجنة المركزية للحزب أن تشدد التوجيه الحزبي والتوجيه من منظور السياسة بدقة على نحو ديناميكي لتنفيذ قرارات مؤتمر الحزب.

من واجب الكوادر بوصفهم أفراد قيادة الثورة أن يؤدوا مسؤوليتهم وواجباتهم في طليعة الصفوف المتقدمة.

على كفاءات الكوادر ودورهم يتوقف مصير الوحدة الواحدة والقطاع الواحد لكل منهم.

إن المصاعب والمحن المتراكمة التي تعترض سبيل ثورتنا اليوم، والقضية العظيمة لبناء الدولة القوية، الملقاة على عاتق أبناء جيلنا، تتطلب من الكوادر أن يظهروا كفاءات العمل والحماسة الخارقة والجهود المتفانية النادرة، حاملين على كاهلهم كل الأحمال بكامل طاقتهم.

يحتاج الوقت الحاضر بإلحاح إلى كادر يبذل قصارى جهده لتخفيف كدر الحزب والدولة وهمومهما ولو واحدة منها، ولا يعرف سوى الثورة والعمل، ويندفع جريا لأداء شيء ما من أجل الشعب، وينجز كثيرا من النجاحات الفعلية اللافتة للنظر في عمله، إذا أسندت إليه المهمة.

فيتوجب على جميع الكوادر أن يتخذوا الاستعدادات من زاوية جديدة متكاملة منذ بداية المسار الجليل بعد انعقاد مؤتمر الحزب، عاقدين العزم على تلقي تقدير عن روحهم الحزبية والثورية والشعبية من خلال كفاءاتهم العملية ومنجزاتهم العملية الفعلية.

ولا يجوز لهم جميعا دون استثناء أن ينسوا تطلعات الشعب إليهم ولو لحظة واحدة، بل وعليهم أن يضاعفوا همة بعد همة ليستخلصوا نتائج حياتهم اليومية عن جدارة بوحي من ضميرهم.

ويتعين عليهم أن يتعلموا بقلوب مفتوحة إذا لم يعرفوا شيئا ما، ويرفعوا مستواهم ساهرين الليالي إذا كانوا يفتقرون إلى الكفاءات، ويشددوا الطلب من أنفسهم باطراد دون أن يسمحوا إطلاقا بالرضى عن النفس والركود في عملهم، حتى يحدثوا تحسنا ثوريا في روح نضالهم وأسلوب عملهم.

وعلى جميع أعضاء الحزب أن يؤدوا دورا نواتيا وطليعيا في النضال الرامي إلى تنفيذ المهام التي طرحها مؤتمر الحزب.

إذا انطلقوا بزيادة همتهم للمضي قدما في تذليل مصاعب اليوم في مقدمة الصفوف، فليست ثمة عقبة لا يمكنهم التغلب عليها ولا قلعة يستعصى عليهم بلوغها.

فعليهم جميعا أن يضطلعوا بنصيب كبير في أشد وأصعب مواقع المعارك، باستلهام روح ومعنويات أبناء الجيل المنتصر في الحرب الذين أحرزوا النصر العظيم في حرب التحرير الوطنية بإبداء روحهم المعنوية الصامدة وخوض نضالهم البطولي، وأنجزوا إعادة البناء والإعمار بعد الحرب بصورة رائعة في فترة قصيرة من الزمن، بشد الأحزمة على بطونهم.

في تحقيق أهداف النضال ومهامه المقدسة بصورة رائعة والتي طرحها المؤتمر الثامن للحزب، يقع أثقل المهام على عاتق أعضاء الهيئة القيادية المركزية للحزب الذين انتخبوا حديثا وسائر جميع الرفاق المندوبين.

فلا يجوز لأعضاء هذه الهيئة القيادية المركزية الثامنة للحزب أن ينسوا دائما وفي أي مكان ثقة أعضاء الحزب وأبناء الشعب وتطلعاتهم الغالية ولو لحظة واحدة، بل عليهم أن يخرجوا بنتائج العمل المثمرة، مظهرين درجة عالية من المسؤولية وروح التفاني في النضال الرامي إلى تنفيذ قرارات مؤتمر الحزب.

كما على جميع الرفاق المندوبين أن يبذلوا عصارة روحهم وقلوبهم ويناضلوا بصمود، حتى يجري تنفيذ مهام مؤتمر الحزب التي ناقشوها وقرروها بأنفسهم، دون أي تأخير في مخافرهم ومواقع عملهم.

ينبغي لكم، أنتم الرفاق المندوبين الذين أدرى من غيركم بمتطلبات الحزب والثورة الملحة أن تغرسوا بعمق فكر مؤتمر الحزب وروحه في قلوب الجماهير، وتستنهضوها بجعل أنفسكم قدوة ومثالا لها، وبذلك، تحققوا تطورا جليا في أعمال قطاعاتكم ووحداتكم.

أيها الرفاق المندوبون!

يتوجب عليكم أن تعقدوا عزما على خوض أصعب معارك الاختراق الأمامي من أجل إحراز نصر جديد لقضية الاشتراكية وتحقيق تقدمها الملحوظ.

ستسعى القوى المعادية من الآن وصاعدا لإعاقة طريق تقدمنا بجنون أكثر، ويتابع العالم كيفية تطبيق إعلان حزبنا السياسي وبرنامج نضاله.

النصر الأكيد معقود لنا، ما دام لدينا روح الإخلاص المتقد لجميع أعضاء الحزب وأبناء الشعب وضباط وجنود الجيش الشعبي، والقوة القاهرة القائمة على وحدتهم المتلاحمة بقلب واحد، أولئك الذين يدعمون خطط الحزب وقراراته بممارساتهم العملية الكاملة.

فلنناضل جميعا بمزيد من القوة من أجل التحقيق الرائع لبرنامج النضال الذي طرحه المؤتمر الثامن للحزب، ومن أجل توطيد وتطوير حزب العمل الكوري المجيد والتقدم الظافر لقضية زوتشيه الثورية، ولأجل شعبنا العظيم. النهاية

إرسل لصديق