سفارة جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية

الأخبار

تقرير أعمال اللجنة المركزية، المقدم إلى المؤتمر السابع لحزب العمل الكوري

2020-09-29 19:32:13
 تقرير  أعمال اللجنة المركزية، المقدم إلى المؤتمر السابع لحزب العمل الكوري
تقرير أعمال اللجنة المركزية، المقدم إلى المؤتمر السابع لحزب العمل الكوري
د.يحيي خيرالله

مؤلفة القائد الاعلى كيم جونغ وون

رئيس حزب العمل الكوري، ورئيس لجنة شؤون الدولة لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، والقائد الاعلى للقوات المسلحة لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية

"التقرير عن أعمال اللجنة المركزية، المقدم إلى المؤتمر السابع لحزب العمل الكوري"

8 مايو 105 زوتشيه (2016م)

أيها الرفاق،

إن الفترة الممتدة من انعقاد المؤتمر السادس لحزب العمل الكوري إلى يومنا هذا، كانت أقسى فترات النضال في تاريخ حزبنا الطويل، لكنها سنوات الانتصارات المجيدة التي تحققت فيها التغيرات العظيمة.

خلال الفترة المستعرضة، طرح حزب العمل الكوري النهوج والسياسات المستقلة في كل مرحلة من مراحل تطور الثورة، وتقدم إلى الأمام دون كلل بالثورة والبناء، بالاعتماد على شعبنا العظيم، رغم قسوة الوضع منقطعة النظير، وبذلك، تكلل بالانتصارات الرائعة في إنجاز قضية الاشتراكية، وفتح عصرا جديدا لازدهار الوطن.

في سياق شق طريق الثورة الشاق والوعر الذي لم يسلكه أي حزب وشعب في التاريخ، أيقن حزبنا إيقانا عميقا بصحة وصلابة فكره وقضيته، وتوطدت عزيمة شعبنا وإرادته للسير على طريق زوتشيه وحده إلى الأبد وراء الحزب أكثر من ذي قبل.

يستقبل جميع أعضاء حزبنا وأبناء شعبنا اليوم استقبالا عميق المغزى المؤتمر السابع للحزب، تعتريهم الذكريات التي لا تنسى عن اجتراحهم للمآثر المشرفة بقدرتهم الروحية الصامدة ونضالهم البطولي، ومفاخر المنتصرين التي تعتلج في قلوبهم.

سيكون المؤتمر السابع لحزب العمل الكوري نقطة تحول تاريخي في تقوية حزبنا وتقريب يوم الانتصار النهائي في بناء دولة اشتراكية قوية وثورة زوتشيه، تحت الراية الخفاقة لتحويل المجتمع كله على هدى الكيمئيلسونغية الكيمجونغئيلية.

1- الانتصار العظيم لفكرة زوتشيه وسياسة سونكون

أيها الرفاق،

خلال الفترة المستعرضة، استنهض حزب العمل الكوري جميع أعضاء الحزب وأبناء الشعب إلى إنجاز قضية زوتشيه الثورية، متمسكا براية فكرة زوتشيه ونهج ثورة سونكون (إعطاء الأولوية للشؤون العسكرية – المترجم) العظيمين.

كانت فكرة زوتشيه راية منتصرة دائما أرشدت ثورتنا إلى طريق زوتشيه الواحد، وسط التقلبات السياسية العالمية الكبيرة والمصاعب الجمة، وكانت سياسة سونكون هي السلاح الماضي للانتصارات، الذي جعل حزبنا وأبناء شعبنا يخلقون معجزات التاريخ، متخطين أقسى المخاطر.

بفضل فكرة زوتشيه وسياسة سونكون العظيمتين لحزب العمل الكوري، وبفضل النضال المتفاني الذي خاضه أفراد جيشنا وأبناء شعبنا المخلصون إخلاصا لا حدود له للحزب، تحققت الانتصارات الباعثة على الفخر، في البناء الاشتراكي، وأرسيت الأسس الخالدة لإكمال قضية زوتشيه الثورية.

1) النضال الرامي إلى التقدم المظفر بقضية الاشتراكية

أيها الرفاق،

قضية الاشتراكية قضية مقدسة تهدف إلى تحقيق متطلبات جماهير الشعب للاستقلالية ومثلها العليا، وقضية ثورية تتقدم إلى الأمام في غمار النضال العنيف ضد الإمبريالية وغيرها من كل أنواع القوى المناهضة للثورة.

في الفترة المستعرضة، خاض حزب العمل الكوري النضال الرامي إلى التقدم بقضية الاشتراكية وسط أقسى المحن والمصاعب غير المسبوقة.

صار المؤتمر السادس لحزب العمل الكوري معلما تاريخيا في تعزيز قدرات ثورتنا السياسية والعسكرية والاقتصادية، والتقدم المظفر بقضية الاشتراكية، عن طريق تحويل وتغيير كل أوجه الحياة الاجتماعية حسب مقتضيات فكرة زوتشيه، تحت راية تحويل المجتمع كله على هدى هذه الفكرة.

بموجب برنامج تحويل المجتمع كله على هدى فكرة زوتشيه، الذي طرحه المؤتمر السادس للحزب، أسرع حزبنا بهمة بتحويل الحزب والجيش قاطبة على هدى فكرة زوتشيه، وتثوير جميع أفراد المجتمع وتحويلهم على نمط الطبقة العاملة وترقيتهم إلى مستوى المثقفين، حتى وطد الذات الفاعلة لقضية الاشتراكية.

بما أن حزبنا تمسك باستقلالية الاقتصاد الوطني وتحديثه وعلميته كنهج إستراتيجي، واستنهض أبناء الشعب إلى النضال لتنفيذه، شهد تقدما كبيرا في تنفيذ الأهداف المستقبلية العشرة لبناء الاقتصاد الاشتراكي.

أصبحت الانتصارات والإنجازات الرائعة التي تحققت في النضال الرامي إلى تنفيذ قرارات المؤتمر السادس للحزب، وسط اللهيب المتأجج لحركة خلق سرعة الثمانينات، أسسا مكينة قادرة على إظهار تفوق الاشتراكية إلى أبعد الحدود وتقريب الانتصار التام للاشتراكية.

لكن نضال حزبنا وشعبنا الهادف إلى إحراز هذا النصر تحت راية تحويل المجتمع كله على هدى فكرة زوتشيه، صار يصطدم بالتحديات الخطيرة وسط الرياح العالمية المعاكسة ضد الاشتراكية والثورة في أواخر القرن الماضي.

فقد وقعت على المضمار الدولي الحوادث المأسوية لانهيار الاشتراكية على التوالي، في العديد من البلدان الاشتراكية من جراء مكائد الإمبرياليين والمرتدين عن الاشتراكية، وإفادة من هذه الفرصة، ركز الإمبرياليون هجومهم المناهض للاشتراكية على بلدنا ألا وهو قلعة الاشتراكية.

استمات الإمبرياليون في تدبير الدسائس لتدمير اشتراكيتنا في كل النواحي السياسية والعسكرية والاقتصادية والفكرية والثقافية.

لمواجهة هذا الوضع العصيب الناشئ، اتخذ حزب العمل الكوري إرادة حازمة لتحطيم هجوم الإمبرياليين المناهض للثورة، بالهجوم الثوري، وخاض نضالا جريئا لحماية قضية الاشتراكية والدفاع عنها والتقدم بها.

فقد شن حزبنا الحملات الفكرية الثورية لحماية أفكار الاشتراكية ومثلها العليا من هجوم الإمبرياليين وافترائهم عليها، وتوطيد قواعدنا السياسية والفكرية.

وسط كبوات الاشتراكية والرياح المعاكسة من التيارات الفكرية المعادية للاشتراكية، أقام حزبنا دليلا علميا ونظريا على أن الاشتراكية هي المثل العليا المستقلة لجماهير الشعب والعدالة، وانتصارها حتمي، وبذلك، بث ثقة بالاشتراكية في قلوب الشعب، وأنزل ضربات فادحة بالإمبرياليين والرجعيين الذين يتشدقون صاخبين "بنهاية" الاشتراكية.

فقد حرصنا على إعلاء درجات التربية السياسية والفكرية بين أعضاء الحزب والشغيلة لينطلق جميع أبناء الشعب بكل همة إلى النضال الرامي إلى تمجيد اشتراكيتنا، موطدين إيمانهم بأن الدفاع عن الاشتراكية هو السبيل إلى النصر والتخلي عنها هو الموت.

انطلاقا من الوضع الدولي المتغير والدروس التاريخية المستخلصة من بناء الاشتراكية، مضى حزبنا في حفظ أصول الاشتراكية في البناء الاشتراكي وفي كل أوجه الحياة الاجتماعية، وإطلاق العنان لتفوق اشتراكيتنا، إلى جانب توطيد قاعدتنا السياسية والفكرية من كل النواحي.

على أساس إيمانه الثابت بصحة قضية الاشتراكية الزوتشية وانتصارها، وثقته الأكيدة بشعبنا الذي يتبعه دون تغيير، تقدم حزبنا بقضية الاشتراكية إلى الأمام دون كلل، رافعا عاليا باستمرار راية فكرة زوتشيه وراية الاشتراكية.

في تلك الفترة التي كانت فيها قضية اشتراكيتنا تتقدم بانتصار على طريق زوتشيه، وتنفتح الآفاق المشرقة لإعادة توحيد الوطن، رغم أن الوضع كان يتقلب بسرعة، فوجئ حزبنا وأبناء شعبنا بمعاناة الحداد الوطني الكبير لفقدان الزعيم العظيم كيم ايل سونغ الذي كانوا يثقون به ويتبعونه كالسماء، مثلما وقعت عليهم صاعقة في السماء الصافية.

كان رحيله أكبر حزن وخسارة لحزبنا وشعبنا، وأقسى محنة بالنسبة لثورتنا.

بعد وقوع الحداد الوطني الكبير هذا، كانت الضغوط السياسية والعسكرية، والمؤامرات الاستفزازية لإشعال نيران الحرب وأعمال الحصار الاقتصادي التي لجأ إليها الإمبرياليون والقوى التابعة لهم بغرض تدميرنا، تبلغ ذروتها، وأضيفت إلى ذلك الكوارث الطبيعية القاسية، حتى اضطررنا إلى معاناة ما لا يوصف من المحن والمصاعب في البناء الاقتصادي ومعيشة الشعب.

فقد حف الخطر بأمن وطننا ومصير اشتراكيتنا، ولم يسع شعبنا إلا أن يسير على المسيرة الشاقة والمسيرة الحثيثة اللتين لم يسبق لهما مثيل في التاريخ.

في تلك الفترة التي كان فيها العالم يقلق على مصير كوريا، ويرفع الرجعيون الإمبرياليون عقيرتهم بالصراخ، بالسخافة، عن "تغيير الخط" و"انهيار النظام" من جانبنا، أعلن القائد العظيم كيم جونغ ايل بحزم إرادته الحديدية للالتزام دون تغيير بقضية زوتشيه الثورية التي استلها الزعيم، ومواصلتها وإكمالها حتى النهاية، مهما كان طريق الثورة وعرا، وقاد الثورة والبناء بحكمة، حسب مشيئة الزعيم وأسلوبه فقط.

تحت قيادته الحكيمة، واصل حزب العمل الكوري قضية الزعيم العظيم كيم ايل سونغ، والتزم التزاما ثابتا بنهج ثورة سونكون ألا وهو طريق التقدم المظفر دائما للثورة الكورية، ومارس سياسة سونكون من كل النواحي.

سياسة سونكون هي أسلوب القائد كيم جونغ ايل، الأسلوب الأساسي للسياسة الاشتراكية، الذي يقضي بإعطاء الأولوية للشؤون العسكرية على الأعمال الأخرى، على أساس مبدأ إيلاء الأهمية للسلاح وإعطاء الأولوية للشؤون العسكرية، وتوطيد الذات الفاعلة للثورة، باتخاذ الجيش الشعبي كنواة وقوة رئيسية لها، والتقدم بقضية الاشتراكية بانتصار، بالاعتماد عليه.

يتجسد في سياسة سونكون مبدأ ثورة سونكون القائل بأن كرامة البلاد والأمة وانتصار الثورة أيضا يتواجدان على سلاح الثورة، وتتركز فيها روح القوة الذاتية والكمال الذاتي، التي تدعو إلى صنع الثورة بالقوة الذاتية بعد إنمائها، وموقف حزبنا المستقل الثابت ضد الإمبريالية ومبدئه الثوري.

إن سونكون هي التقاليد المجيدة للثورة الكورية، وسياسة سونكون يستند أصلها إلى تاريخ وتجارب ثورتنا التي استهلت وتقدمت بالسلاح، تحت راية زوتشيه.

بفضل خلق أسلوب سياسة سونكون المتجذرة من فكرة زوتشيه العظيمة، ووجود القدرات السياسية والفكرية والعسكرية التي ازدادت قوة على قوة في سياق النضال الهادف إلى تحويل المجتمع كله على هدى فكرة زوتشيه، صار بالإمكان أن تتجلى قدرة سونكون بكل أبعادها، ويفتح العصر الجديد من ثورة زوتشيه، عصر سونكون.

قاد القائد العظيم كيم جونغ ايل قضية الاشتراكية الزوتشية إلى طريق النصر الواحد، فيما هو لا يني يسلك طريق سونكون، بدافع من ثقته المطلقة بأفراد جيشنا وأبناء شعبنا المخلصين لقضية الحزب.

أقام حزبنا، في آن واحد مع تعزيز الجيش الشعبي وهو القوة الرئيسية لثورة سونكون من كل النواحي، نظام أجهزة الدولة المرتكز أساسا على الدفاع الوطني، وعمل على تحويل وتكييف كل الميادين بما يتلاءم مع مبدأ سونكون ومتطلباتها.

بذل حزبنا جهوده الأولية لتطوير صناعة الدفاع الوطني، على أساس مبدأ إيلاء الأهمية والأولوية للشؤون العسكرية.

فقد عمل القائد العظيم كيم جونغ ايل على تعزيز صناعتنا للدفاع الوطني وتطويرها إلى صناعة مقتدرة للدفاع الوطني الذاتي، بإرادته الحديدية لتعزيز قدرات البلاد الدفاعية، مهما كلف الثمن، في تلك الفترة العصيبة التي بلغت فيها مكائد العدو المعادية لجمهوريتنا لعزلها وخنقها أقصى حد حتى طفح الكيل، واضطرت البلاد كلها إلى شد الأحزمة على البطون.

إن صناعة الدفاع الوطني المستقلة التي أوجدتها سياسة سونكون، أصبحت ضمانة للدفاع المكين عن أمن الوطن وقلعة الاشتراكية، بعد إحباط مؤامرات الإمبرياليين العدوانية.

طوال سياق ممارسة سياسة سونكون، لم يحد حزب العمل الكوري إطلاقا عن موقفه المستقل المناهض للإمبريالية ومبادئه الاشتراكية. إذ إن ذلك موقف أساسي، ومبادئ أساسية، يجب على الحزب الثوري أن يلتزم بها في إنجاز قضية الاشتراكية، وخط فاصل يميز الثورة من الثورة المضادة، والاشتراكية من الانتهازية.

فلم يكن لنا زمن، سابقا، مثل فترة المسيرة الشاقة الماضية، حيث كان الالتزام بالموقف المستقل المناهض للإمبريالية والمبادئ الاشتراكية يعرض أمام حزبنا وشعبنا كمسألة الحياة أو الموت الحادة التي تقرر إما إذا كان شعبنا يعيش بكرامة كشعب مستقل، وإما إذا صار عبيدا للإمبرياليين مرة أخرى.

كلما صار الوضع شاقا، رفع حزبنا راية سونكون أعلى فأعلى، والتزم بالموقف المستقل والمناهض للإمبريالية والمبادئ الاشتراكية بحزم، بالاعتماد على قوة السلاح، حتى استطاع أن يقود ثورتنا إلى طريق الانتصارات الواحد بثقة أكيدة.

أحبط حزبنا وسحق بحزم ضغوط الإمبرياليين وتحدياتهم الغاشمة، برده المتشدد الأعلى للتلويح بالسيف، إذا استل العدو خنجرا، ومواجهته بالمدفع، إذا تقدم العدو ببندقية، وأزاح رياح الليبرالية البرجوازية ورياح "الإصلاح" و"الانفتاح" التي تهب ملوثة في جوانبنا، بروح سلاح سونكون، حتى سرنا قدما على طريق الاشتراكية التي اخترناها.

حين كان عدد لا يستهان به من البلدان يتخلى عن المبادئ، منطويا على نفسه أمام الضغوط العسكرية والجور من جانب الولايات المتحدة الأمريكية، ويسير على طريق التهاود والخنوع، بعد انتهاء الحرب الباردة، ظل حزب العمل الكوري يلتزم دون أدنى تردد أو تذبذب بالموقف المستقل والمناهض للإمبريالية والمبادئ الاشتراكية. بيّنت تجربته هذه أن الاستقلالية ضد الإمبريالية والمبادئ الاشتراكية لا يمكن حفظها وصونها إلا بالسلاح المقتدر، لا بالكلام أو باللغة المكتوبة، في هذا اليوم الذي يعد عصر حرب المواجهة مع الإمبريالية بالقوة.

قاد حزب العمل الكوري إلى النصر ذلك النضال الهادف إلى صون مصير الوطن والشعب، والدفاع عن الاشتراكية والتقدم بها، بقدرة السلاح المظفرة، التي لا ند لها.

سحق حزبنا تماما الضغوط العسكرية والأعمال العدوانية المتزايدة للإمبرياليين والقوى التابعة لهم في كل خطوة، بالاعتماد على القوة العسكرية الجبارة.

رغم أن الرجعيين الإمبرياليين كانوا يتشبثون بمؤامرات العقوبات والحصار الدولي في مسعى إلى إعاقة تقدمنا وتدمير اشتراكيتنا، وحددوا بلادنا كهدف الضربة الاستباقية النووية، وتمادوا في جنونهم بممارسة الأعمال العدوانية، لكنهم لم يستطيعوا أن يمسوا أبدا بجمهوريتنا التي تشكل قلعة حديدية بقدرة سونكون.

واجه حزبنا بحزم تهويل الأعداء العسكري ومخططاتهم العدوانية السافرة للتطاول على سيادة بلادنا ومصير شعبنا وتدمير نظامنا، واستنهض الحزب وأفراد الجيش وأبناء الشعب قاطبة إلى الحرب العادلة للدفاع عن الوطن والاشتراكية.

وبفضل النضال البطولي لضباط وجنود الجيش الشعبي وأبناء الشعب الذين نهضوا كرجل واحد متحدين بقلب واحد حول الحزب، أحرزنا نصرا تلو نصر في حرب المواجهة الطاحنة الطويلة ضد الإمبريالية والولايات المتحدة الأمريكية، وفرغنا بانتصار من المسيرة الشاقة والمسيرة الحثيثة، ودافعنا بشرف عن أمن الوطن وسيادته والاشتراكية.

بما أن حزبنا أنقذ الشعب من ويلات الحرب، بعد إحباط ممارسات الإمبرياليين المتواصلة لإشعال نيران حرب جديدة، أدى رسالته وواجبه كمدافع عن مصير الوطن والشعب على أروع صورة.

رغم أن كوارث الحرب لم تنقطع حاليا في مختلف أنحاء العالم، وتهيم شعوب العديد من البلدان على وجوهها، بحثا عن سبيل العيش، إلا أن صوت مدافع الحرب لم يسمع في بلادنا ولو مرة، طوال عشرات السنين الماضية، وتمتع أبناء شعبنا بالحياة السلمية والمستقرة، دون أن يعرفوا ماهية الحرب، ولو لم تكن حياتهم سخية ورغدة.

وليس هذا إلا بفضل سياسة سونكون، وههنا بالذات تكمن أكبر مآثر حزبنا.

قدم حزبنا، حتى في غمار النضال العصيب للدفاع عن الاشتراكية، أهدافا عالية لبناء الدولة الاشتراكية القوية، وناضل دون كلل من أجل بلوغها، متطلعا إلى يوم الغد لازدهار الوطن، بثقة عالية بالنصر، حتى دفع قضية الاشتراكية إلى مرحلة جديدة.

كان بناء الدولة الاشتراكية القوية هو غايات الزعيم العظيم، والمثل العليا لشعبنا وأمانيه.

فقد طرح حزبنا خطا جديدا لبناء الاقتصاد، وهو إعطاء الأولوية لتنمية صناعة الدفاع الوطني، مع تنمية الصناعة الخفيفة والزراعة في آن واحد، بما يتلاءم مع متطلبات عصر سونكون، واستنهض جميع أفراد الجيش وأبناء الشعب إلى المسيرة العامة لبناء الدولة الاشتراكية القوية.

بفضل قيادة حزبنا على هدى سونكون، بإبراز الجيش الشعبي كقوة رئيسية لثورة سونكون وخالق سعادة الشعب، وجعل المجتمع كله يتعلم من روح الجيش الثورية التي أطلق عنانها في صفوف الجيش الشعبي، أبدعت روح كانغكي التي تجسدت فيها روح الجيش الثورية، وتأججت شعلة سونغكانغ، وفي كل ميادين البناء الاشتراكي، أحدثت المعجزات والمآثر المطردة.

بإحداث تحولات كبرى في بناء الدولة الاشتراكية القوية، بقيادة الثورة على هدى سونكون، أثبت حزبنا حقيقة أنه يمكن بناء دولة قوية عالمية حتى في أية خطوب، إذا تمسك بالسلاح، وفتح مرحلة جديدة أعلى لتطور الأمة المستقل وإنجاز قضية الاشتراكية.

إن دفاع أفراد جيشنا وأبناء شعبنا عن الاشتراكية، وتقدمهم المظفر بقضية الاشتراكية، تحت قيادة حزب العمل الكوري، بمواجهتهم مع القوى الإمبريالية المتحالفة بزعامة الإمبريالية الأمريكية بمفردهم، كان معجزة للتاريخ، وانتصارا عظيما لفكرة زوتشيه وسياسة سونكون.

أيها الرفاق،

في تلك الفترة التي طرأ فيها تحول تاريخي على إنجاز قضية زوتشيه الثورية، وكانت اشتراكيتنا تتقدم بخطى حثيثة إلى الأمام على طريق الانتصار الذي فتحته سياسة سونكون، فوجئ حزبنا وشعبنا مرة أخرى بمعاناة الحداد الوطني الكبير لفقدان القائد العظيم كيم جونغ ايل.

على تلال الدم والدموع لفقدانه، استبدل جميع أعضاء حزبنا وضباط وجنود جيشنا الشعبي وأبناء شعبنا، وهم جنوده وتلاميذه، حزنهم بالقوة والجرأة، وانطلقوا بحزم إلى النضال لنقل خطته وأمانيه إلى أرض الواقع، متحدين بقوة حول اللجنة المركزية للحزب.

قاد حزب العمل الكوري النضال الرامي إلى فتح مجال انعطافي جديد في إنجاز قضية الاشتراكية، وفاء لأفكار القائد العظيم كيم جونغ ايل وغاياته.

بمناسبة المؤتمر الرابع التاريخي لمندوبي الحزب، أوضح حزبنا إيمانه الثوري وإرادته لاتخاذ الكيمئيلسونغية الكيمجونغئيلية العظيمة عاليا كفكر هاد أبدي له، بعد رفع الزعيمين العظيمين كيم ايل سونغ وكيم جونغ ايل على دست الزعامة الأبدية لحزبنا وثورتنا، واستنهض أعضاء الحزب وأبناء الشعب إلى معارك تنفيذ تعليماتهما.

إننا قمنا بتقوية الحزب وهو القوة الهادية للثورة، تنظيميا وفكريا، وخوض النضال الحزبي الشامل لاجتثاث شأفة التلويح بالسلطة وممارسة البيروقراطية والفضائح والفساد بدرجة متشددة، بما يتلاءم مع مقتضيات فترة التحول التاريخي الهام لمواصلة قضية زوتشيه الثورية من جهة، ورفعنا قدرة الحزب الكفاحية وجبروته من كل النواحي بإقامة النظام والانضباط الفولاذيين في صفوف الحزب من جهة أخرى.

طرح حزب العمل الكوري الخط الإستراتيجي الخاص بموازاة بناء الاقتصاد وبناء القوات المسلحة النووية، حسب متطلبات الوضع الناشئ وتطور الثورة، وسعى جاهدا لتنفيذه.

إن خط حزبنا الجديد هذا هو خط إستراتيجي يجب التمسك به دائما، انطلاقا من المصالح العليا لثورتنا، لا إجراء مؤقت لمواجهة الوضع المتقلب سريعا، وخط أكثر عدالة وثورية يهدف إلى بناء دولة اشتراكية قوية في أقرب وقت ممكن، بإعطاء المزيد من الزخم لبناء الاقتصاد، في آن مع توطيد قدرات البلاد الدفاعية المتمحورة على القوات المسلحة النووية كصلابة الصخر والحديد.

وبفضل النضال الجبار الذي شنه جيشنا وشعبنا من أجل تنفيذ الخط الإستراتيجي للحزب، توفرت ضمانة مقتدرة لتصفية الحساب النهائي لحرب المواجهة مع الإمبريالية والولايات المتحدة الأمريكية، وتقريب يوم الانتصار النهائي لقضيتنا.

حسب خطط وأماني الزعيمين العظيمين، خاض حزب العمل الكوري حركة التقدم الشعبي الشامل لبناء جنة الشعب الغنية والقوية، حتى فتح عصرا جديدا لازدهار الوطن.

جعلنا منظمات الحزب وأجهزة السلطة تناضل بنكران الذات من أجل منح كل الخيرات الاشتراكية لأبناء شعبنا الأفضل في الدنيا، بعد أن تتمسك بمبدأ إعطاء الأولوية القصوى لمصالح الشعب وتسهيلاته واعتبارها شيئا مطلقا.

وفاء لقيادة الحزب، خاض أفراد جيشنا وأبناء شعبنا نضالا جريئا لتنفيذ تعليمات الزعيمين وحماية سياسات الحزب، حتى أبدعوا سرعة كوريا الجديدة في بناء الاشتراكية، وفتحوا عصر "ماليما" (الحصان المجنح الذي يركض عشرة آلاف ري يوميا – المترجم)، الذي يستبق الزمن بتقليص عشرة أعوام بعام واحد.

هذا الواقع المدهش الذي يطرأ اليوم على أرض وطننا، يزرع في قلوب جميع أعضاء حزبنا وأبناء شعبنا ثقة أكيدة بأن الدولة الاشتراكية القوية التي تمناها الزعيمان العظيمان بكل جوارحهما، يمكن بناؤها حتما بقوتنا الذاتية، ويوم الانتصار النهائي في قضية زوتشيه الثورية ليس بعيدا.

إن قضية الاشتراكية الزوتشية علم، وانتصار ثورتنا وازدهار أمتنا الأبدي يكمن في الالتزام الثابت والتنفيذ التام للخط والأسلوب الثوريين المستقلين اللذين كان الزعيمان العظيمان يتمسكان بهما. هذه هي، بالذات، خلاصة رئيسية لنضال حزبنا وشعبنا الرامي إلى التقدم بقضية الاشتراكية في الفترة المستعرضة.

إن النضال البطولي الذي خاضه حزب العمل الكوري والشعب الكوري في تقدمهما المظفر بقضية الاشتراكية، في أقسى الظروف غير المسبوقة، رافعين عاليا راية زوتشيه وراية سونكون، سيدشن صفحات خالدة في التاريخ المقدس لحزبنا وتاريخ نضال جماهير الشعب من أجل الاستقلالية.

2) النجاحات المشرفة المنجزة في بناء الدولة القوية والمزدهرة

أيها الرفاق،

في الفترة المستعرضة، تحققت الانتصارات الرائعة في البناء الاشتراكي، وأرسيت الأسس الخالدة لإغناء الوطن وتقويته وازدهاره.

إن النجاح الأبي الذي أحرزه حزبنا وشعبنا في البناء الاشتراكي هو بناء الدولة السياسية والفكرية القوية القائمة على وحدة القلب الواحد، والدولة العسكرية القوية التي لا تقهر.

يؤدي الفكر والسياسة دورا مبادرا في الحياة الاجتماعية، وبالتالي، يكون توطيد قاعدة الاشتراكية السياسية والفكرية وتعزيز قدراتها السياسية والفكرية مهمة بالغة الشأن، تعرض في بناء الدولة الاشتراكية القوية، أولا وقبل غيرها.

حول حزب العمل الكوري بلادنا إلى دولة اشتراكية سياسية وفكرية قوية عالية الكرامة، بتجسيد النظرية الزوتشية للتأكيد على الفكر، والفلسفة الثورية للوحدة المتلاحمة بقلب واحد، والخط السياسي المستقل.

خلال الفترة المستعرضة، أعطى حزبنا الأولوية المطلقة للعمل التربوي الفكري والعمل السياسي، متمسكا دائما بالفكر كأساس اهتمامه، بحيث ربى جميع أعضاء الحزب وأبناء الشعب كمناضلين ثوريين صامدين يحملون الإيمان الأكيد بأن حزبنا ونظامنا هما الأفضل، وفكرنا وقضيتنا أيضا هما الأفضل.

رغم أن الرجعيين الإمبرياليين كانوا يناورون بيأس لتفسيد صفوفنا الثورية وتفكيكها، عن طريق دس أفكارهم وثقافتهم البرجوازية الغريبة داخل صفوفنا، لم يستطيعوا أن يثنوا إيمان شعبنا الذي تم تثقيفه وتربيته في أحضان حزبنا، وإرادته للاشتراكية.

تظهر بلادنا اليوم جبروت الدولة الفكرية القوية التي لا تعرف هزيمة، حيث تلون المجتمع كله بلون واحد لفكرة زوتشيه وفكرة سونكون، ويحمل عشرات الملايين من أفراد الجيش وأبناء الشعب روح الدفاع الثابتة عن الثورة وروح الدفاع الصامدة عن الاشتراكية، ويخلقون تاريخ التغيرات الجبارة بالقدرة الروحية العظيمة لأمة كيم ايل سونغ.

تحقيق وحدة المجتمع كله، المتلاحمة بقلب واحد، حيث يتحد الحزب وأبناء الشعب قاطبة بقوة حول الزعيم فكرا وإرادة وواجبا أخلاقيا، كان نجاحا كبيرا ومأثرة عظيمة حققها حزبنا في الفترة المستعرضة.

إن الوحدة المتلاحمة بقلب واحد بين الزعيم والحزب والجماهير هي الفلسفة الثورية للقائد العظيم كيم جونغ ايل.

بعد أن طرح القائد فكرة هذه الوحدة القائمة على فكر واحد ومحور واحد، حقق وحدة الحزب والمجتمع كافة بقلب واحد، بفنه القيادي المجرب.

وطرح حزبنا شعار "كل شيء من أجل الشعب، وكل شيء بالاعتماد على جماهير الشعب!"، وجعل الحزب كله يحب الشعب، ويخدمه بنكران الذات، ويناضل بالاعتماد عليه.

بفضل سياسة حزبنا، سياسة محبة الشعب وسياسة الفضيلة والكرم، تعمقت ثقة جماهير الشعب بالحزب، وضمن الاستقرار السياسي للمجتمع، وتوطدت الوحدة المتجانسة بين الحزب وجماهير الشعب.

إن الصورة الحقيقية لمجتمعنا الاشتراكي هي أن الزعيم والحزب والجماهير يتحدون بمتانة بالفكر والإيمان الواحد، والمحبة الرفاقية والواجب الأخلاقي، ويشاطر أفراد المجتمع كلهم مصيرا من الحياة أو الموت، بعد أن شكلوا أسرة متآلفة كبيرة واحدة يساعد فيها ويقود بعضهم لبعض.

جبروت وطننا غير المقهور، بكونه دولة سياسية وفكرية قوية، يتجلى بوضوح في تمجيد سيادة البلاد والأمة وكرامتهما على أعلى المستويات، بممارسة السياسة المستقلة التي تتجسد فيها فكرة زوتشيه.

إننا نحل كل المسائل المعروضة في الثورة والبناء، بما يتفق مع مصالح شعبنا والواقع المشخص لبلادنا، ونلتزم التزاما ثابتا بالمبدأ الثوري والثبات المستقل في نشاطات الحزب والدولة، وعلى المضمار السياسي العالمي، نتمتع عن جدارة بسمعة ونفوذ الدولة السياسية القوية ذات الكرامة الرفيعة.

وبنى حزب العمل الكوري دولة الشباب القوية التي تنفرد في العالم، عن طريق تربية الشباب كورثة الثورة الصامدين الذين يواصلون شريان دم زوتشيه، متمسكا بإيلاء الأهمية للشباب كنهج إستراتيجي طوال قيادته للثورة.

وجه حزبنا جهوده الكبيرة لتربية الشباب، بعد أن اعتبر عمل تربيتهم الفكرية كأساس لحل مسألة الشباب.

فقد أبرز الشباب كمالكي العصر، وكلف اتحاد الشباب بالأعمال الكبيرة، لينمي الشباب بصلابة في ممارسة النضال الواقعي. وعلى ذلك، شيد شبابنا محطة بايكدوسان الكهربائية للشباب الأبطال، التي أسند الحزب إليهم مهمة بنائها، على أروع صورة، حتى أظهروا على الملأ القدرة الروحية الصامدة للشباب الكوريين وقدرة الاعتماد على الذات والكمال الذاتي، وأنزلوا ضربات حديدية على رؤوس الإمبرياليين الأمريكيين والقوى التابعة لهم.

إن روح شباب بايكدوسان الأبطال، التي خلقها الطلائع الشباب على أرض بايكدو التي استهلت فيها ثورة زوتشيه، هي روح العصر الحالي.

استعداد الشباب المكين كطلائع موثوقين وجبابرة إبداع يحمون سمعة الحزب في مقدمة الآخرين، ويناضلون دون أن يترددوا في اقتحام حتى الماء والنار، إذا دعاهم الحزب اليه، يكون دليلا واضحا على صحة وحيوية فكر حزبنا وخطه لإيلاء الأهمية للشباب.

إنها لمفاخر حزبنا وانتصاره الكبير أن أسدى حلا رائعا لمسألة الشباب، مسألة مواصلي الثورة التي تشكل مسألة عويصة عالمية، وبنى دولة الشباب القوية التي تستحق الفخر أمام العالم.

بفضل إقامة دولة الشباب القوية، أصبحت بلادنا تظهر عظمة الدولة السياسية والفكرية القوية الزوتشية، المفعمة بالنشاط والحيوية والملأى بالآمال، أعلى فأعلى.

وأبرز النجاحات التي أحرزها حزب العمل الكوري في الفترة المستعرضة هو تقوية وطننا وتطويره إلى دولة عسكرية قوية لا تقهر، عن طريق تطبيق نهج سونكون الثوري والخط العسكري للدفاع الذاتي.

انطلاقا من مبادئ ثورة سونكون، قدم حزبنا بناء الدولة العسكرية القوية على أنه مهمة إستراتيجية عظيمة الشأن في بناء الدولة الاشتراكية القوية، ومضى يوجه جهوده الكبيرة لتنفيذها.

تحت قيادة الحزب، صار جيشنا الشعبي مستعدا كجيش ثوري قوي، وقوة رئيسية لإنجاز قضية زوتشيه الثورية، ترسخ في صفوفه نظام قيادة القائد الأعلى الوحيدة له، وتسلح أفراده تماما بروح الدفاع عن اللجنة المركزية للحزب بأرواحهم، وروح الرصاص والقنابل المتفجرة.

تعزز جيشنا الشعبي اليوم وتطور إلى فصيل من الأصدقاء في السلاح، والرفاق الحقيقيين المتحدين بقوة حول القائد الأعلى، على أساس المحبة الرفاقية الثورية والواجب الأخلاقي، ويظهر جبروته كصفوف قتالية أكثر نخبة تبلورت فيها الأجواء العسكرية الثورية، والانضباط العسكري الفولاذي، وتزودت بالمظهر النظامي الرائع.

وسط رياح التدريب اللافحة المنطلقة من جبل بايكدو، التي تعصف بصفوف الجيش الشعبي كلها، نما ضباطه وجنوده كمقاتلين تسلحوا تماما بأفكار كيم ايل سونغكيم جونغ ايل العسكرية وخططهما الإستراتيجية والتكتيكية، ويعادل كل فرد منهم مائة من الأعداء، ذي قدرة عالية على أداء الحرب الحقيقية.

واشتد بأس جيشنا الشعبي كقوات مسلحة ثورية مظفرة دائما لا ند لها، تزودت بكل وسائل الهجوم والدفاع الحديثة على غرارنا، بحيث يمكن سحق وإبادة أية قوى إمبريالية عدوانية تعتدي على سيادة بلادنا وكرامتها، بضربة واحدة.

ويفتح جيشنا الشعبي منفذا للاقتحام في كل مواقع العمل الهامة من البناء الاشتراكي من أجل إغناء الوطن وتقويته وازدهاره وإسعاد الشعب، مظهرا درجة عالية من روح الجيش الثورية، ويثبت عزيمة وقدرة الجيش الثوري القوي الذي لا يعرف مستحيلا.

وبقيادة حزبنا، قد نمت وتوطدت القوات الشعبية للأمن الداخلي كقوات مسلحة ثورية مخلصة للحزب، ومدافعة موثوقة عن الوطن والشعب، حتى تؤدي رسالتها وواجبها للدفاع عن الزعيم والنظام والشعب على أروع صورة.

وفي الفترة المستعرضة، طرأ تطور ملحوظ يدهش العالم، على صناعة الدفاع الوطني وقطاع العلوم والتكنولوجيا للدفاع الوطني. بما أن الكوادر والعلماء والتقنيين في صناعة الدفاع الوطني وقطاع العلوم والتكنولوجيا للدفاع الوطني قاموا بالأعمال الدينامية لابتكار الأسلحة المستقلة الجديدة بأسلوبنا، وفاء لفكر حزبنا الخاص بإيلاء الأهمية للدفاع الوطني، حتى فتحوا آفاقا لبلوغ قمة التكنولوجيا الرائدة في تطوير صناعة الدفاع الوطني.

بلغت علومنا وتكنولوجيتنا للدفاع الوطني حاليا أعلى مستوى، ويصنع قطاع صناعة الدفاع الوطني الأسلحة والأعتدة العسكرية الرائدة ذات المواصفات الدقيقة والخفيفة والآلية والذكية بطريقتنا نحن، حسب مشيئته.

بما أن قطاع بحوث الأسلحة النووية نجح في التجارب النووية تحت الأرض لثلاث مرات، وفي أول تجربة القنبلة الهيدروجينية، حقق انتصارات باعثة على الفخر، مثل إرتقاء بلادنا عن جدارة إلى مقدمة مصاف الدول النووية القوية العالمية، ووضع حد لتاريخ اعتداءات الإمبرياليين الأمريكيين الدامية وتهديدهم النووي.

لقد تعززت صناعتنا للدفاع الوطني وتطورت إلى صناعة مستقلة وصناعة ثورية تنتج وتوفر الأسلحة والأعتدة العسكرية القوية، القادرة على تدمير أية أسلحة وأعتدة عسكرية حديثة في أيدي الأعداء بضربة واحدة.

أمام قدرات صناعتنا المستقلة للدفاع الوطني التي بلغت مستوى التكنولوجيا الرائدة، يرتجف الأعداء خوفا وهلعا، ويتمتع أبناء شعبنا بحماية قدرة الدفاع الوطني الجبارة والقوة الرادعة للحرب، وينطلقون جميعا إلى البناء الاشتراكي، مفعمين بالثقة بالانتصار الأكيد، دون أن يشعروا بأى قلق على حياتهم.

وسادت المجتمع كله أجواء إيلاء الأهمية للسلاح والشؤون العسكرية، وحصل تحول في إكمال استعداد القوات المسلحة المدنية للقتال.

تعتبر البلاد كلها الشؤون العسكرية كأهم شؤون الدولة، وتخضع كل شيء للشؤون العسكرية، وتغلي دماء قلوب أبناء الشعب كلهم بالعزم على التضحية بأنفسهم، في النضال من أجل تحقيق القضية المقدسة لإعادة توحيد الوطن، بعد انطلاقهم إلى مقاومة شعبية شاملة، في وقت المعارك المصيرية الحاسمة.

وتعززت القوات المسلحة المدنية، مثل الحرس العمالي والفلاحي الأحمر، كقوات مسلحة ثورية قادرة على الدفاع عن محافظتها وأقضيتها وقراها المعنية بقوتها الذاتية، وأقيم نظام الدفاع الشعبي والوطني الشامل.

إنه لفخرنا واعتزازنا الكبير أن بنى حزبنا وأفراد جيشنا وأبناء شعبنا الدولة العسكرية القوية الغلابة التي يتعجب بها العالم، مظهرين المثابرة والصمود في النضال الشاق، بعد شد الأحزمة على البطون، في تلك الظروف والأحوال الصعبة، ويكون ذلك مأثرة تاريخية وفرت ضمانا عسكريا أكيدا لتقوية الوطن ورخائه وانتصار قضية زوتشيه الثورية، وأتاحت صون السلام في شبه الجزيرة الكورية والمنطقة.

ببناء الدولة السياسية والفكرية والعسكرية القوية على أروع صورة، اشتدت القوى الذاتية لثورتنا بما لا يقارن.

الشعب المسلح بأفكار الحزب الثورية، والمتلاحم بقلب واحد حول الحزب، والممسك بالسلاح القوي يمثل ذاتا فاعلة أكثر اقتدارا للثورة، والقضية المقدسة لهذا الشعب لا تقهر.

وفي الفترة المستعرضة، تحقق تقدم كبير في بناء الاقتصاد والثقافة أيضا.

وطد حزبنا وأبناء شعبنا الأسس المادية والتقنية للاقتصاد الوطني المستقل، ووفروا قاعدة القفز إلى بناء الدولة الاقتصادية القوية، بتشديد نضالهم الرامي إلى تنفيذ الخط الإستراتيجي لبناء الاقتصاد الاشتراكي.

فقد تسارعت بنشاط استقلالية الاقتصاد الوطني وتحديثه وعلميته. توطدت قواعد المواد الخام والوقود والطاقة للاقتصاد المستقل، وتزودت ميادينه الهامة بعمليات الإنتاج المستقلة، وتحسن تركيب الصناعة البنياني إلى أبعد الحدود. وبنيت المحطات الكهربائية كبيرة ومتوسطة وصغيرة النطاق، مثل محطة آنبيون الكهربائية الشبابية ومحطة هويتشون الكهربائية ومحطة بايكدوسان الكهربائية للشباب الأبطال، وبنيت المناجم الواعدة للفحم والمعادن الخام.

وأقيم نظام إنتاج حديد زوتشيه، وأعدت عمليات إنتاج الأسمدة والبينالون المحلي، وبنيت قواعد الإنتاج الجديدة في مختلف ميادين الاقتصاد الوطني، مما زاد ذاتية الاقتصاد واستقلاليته بدرجة أعلى.

وسط لهيب الثورة الصناعية في القرن الجديد، تسارع تحديث المعدات وعمليات الإنتاج في المصانع والمؤسسات، وارتفع مستوى التجهيز التقني لمجمل الاقتصاد الوطني.

وببناء القواعد الحديثة لإنتاج الآلات والعناصر والأجهزة الإلكترونية والأتوماتيكية، التي تضمن تنمية اقتصاد البلاد، بلغت صناعتنا مستوى عاليا لصنع المعدات الرائدة بقوتنا الذاتية.

وتحققت النجاحات الملحوظة في تطوير الاتصالات، وتم تحديث عمليات الإنتاج والتجهيزات التقنية ووسائل الإدارة في العديد من القطاعات، مثل النقل ومواد البناء بصورة أكثر.

وفي الفترة المستعرضة، طرح حزبنا مسألة معيشة الشعب كأهم شؤونه، وبذل جهوده الكبيرة لتحسين حياة الشعب المادية والثقافية.

في قطاع الزراعة، أثيرت الرياح الشديدة لصنع الثورة في علم البذور والسلالات وزراعة البطاطا، وزراعة المحصولين في السنة، والزراعة العلمية، وتمت تسوية أكثر من 320 ألف هكتار من الأراضي الزراعية جديرة بأراضي كوريا الاشتراكية، وبنيت قنوات المياه الجارية على الراحة بأكثر من 10 آلاف كيلومتر، مما وفر ضمانة لزيادة إنتاج الحبوب.

وإن القواعد الحديثة لتربية المواشي، ومزارع تربية الأسماك، ودفيئات الخضار، وقواعد إنتاج الفطر، والبساتين الفتية الفسيحة للفواكه، التي بنيت في أنحاء البلاد تحت قيادة الحزب، تعد رصيدا قيما لتحسين معيشة الشعب.

وفي قطاع صيد الأسماك، فتح منفذ لتطوير صيد الأسماك، نتيجة لجريان النضال الهادف إلى تنفيذ خطة الحزب لخلق تاريخ جديد من بحار الذهب.

وفي المصانع والمؤسسات بقطاع الصناعة الخفيفة، نشطت أعمال التحسين التقني والإنتاج المحلي للمواد الخام واللوازم، بحيث يمكن إنتاج وتوفير السلع الاستهلاكية الشعبية عالية الجودة بكميات أكبر.

وببناء عدد كبير من الصروح المعمارية التي تكون شاهدا على عصر حزب العمل، والتي تتجسد فيها الفكرة المعمارية المستقلة، بموجب خطة الحزب الطموحة للبناء، أرسيت الأسس المتينة لبناء الاقتصاد الاشتراكي وتحسين معيشة الشعب.

وطرأت نجاحات كبيرة على بناء الثقافة الاشتراكية.

نتيجة لتنفيذ خط الحزب لإيلاء الأهمية للعلوم والتكنولوجيا، نمت خيرة القوى العلمية والتقنية، وتوطدت الأسس المادية والتقنية لقطاع الأبحاث العلمية، وطرأ تطور مرموق على العلوم والتكنولوجيا، رغم أن وضع البلاد الاقتصادي كان عسيرا.

بما أن علماءنا وتقنيينا الجديرين بالثقة أحرزوا نجاحات أعجوبية تدهش العالم، في قطاع العلوم والتكنولوجيا الرائدة مثل التقنيات الأساسية النواتية وتكنولوجيا الفضاء، ساحقين مكائد الإعاقة الشرسة من جانب الإمبرياليين الأمريكيين والقوى التابعة لهم، فأظهروا ذكاء ومواهب المثقفين الكوريين الذين ترعرعوا في أحضان الحزب.

وعشية المؤتمر السابع التاريخي للحزب، حقق علماؤنا للفضاء، وهم الأبطال الأجلاء لكوريا زوتشيه، نجاحا كبيرا في إطلاق القمر الصناعي للأرصاد الأرضية "كوانغميونغسونغ رقم 4"، أمام أنظار العالم كله، وأثبتوا بذلك سمعة دولتنا وصمود شعبنا العظيم.

وفي الفترة المستعرضة، طرأ تطور جديد على التعليم، بما يتلاءم مع متطلبات عصر صناعة المعلوماتية، مثل تطبيق التعليم الإلزامي العام لإثنتي عشرة سنة، وإقامة نظام التعليم عن بعد، بموجب فكر حزبنا وخطه لإيلاء الأهمية للتعليم.

وبنى قصر العلوم والتكنولوجيا كمركز كبير لدراسة الشعب كله، ونقطة استناد محورية لنشر أحدث العلوم والتكنولوجيا في القرن الحادي والعشرين على أروع صورة، وأعدت مكتبات ميراى الرقمية وقاعات نشر العلوم والتكنولوجيا في مختلف أنحاء البلاد، حتى أرسيت الأسس الكفيلة بالقفز إلى ذروة الدولة العلمية والتقنية القوية والدولة القوية لأصحاب المواهب.

وبفضل فكر حزبنا وسياسته المستقلة للصحة، بنيت المؤسسات الطبية الحديثة مثل معهد أبحاث أورام الثدي التابع لدار بيونغ يانغ للتوليد، ومستشفى أوكريو للأطفال، ومستشفى ريوكيونغ للأسنان، وأقيم نظام الخدمة الطبية عن بعد على نطاق البلاد، وبذلك، تحسنت الخدمة الطبية لأبناء الشعب.

حسب سياسة الحزب لإيلاء الأهمية للرياضة، أثيرت الرياح اللافحة للرياضة، وأعيد بناء المرافق الرياضية، وحدث تحول جديد في تطور الرياضة للبلاد.

أظهر رياضيونا الباعثون على الثقة شرف كوريا زوتشيه، في المباريات الدولية مثل الألعاب الأولمبية وبطولات العالم، مما بث قوة وجرأة في قلوب أبناء الشعب.

وفي الفترة المستعرضة، أبدعت نماذج ثقافة سونكون في الجيش الشعبي، وأدى عدد كبير من الفرق الفنية، بما فيها الفرقة الوطنية الجديرة للغناء الجماعي وهي مفخرة دولتنا، دورها بكونها بواق التقدم الثوري، وأبدع الفيلم الروائي متعدد الأجزاء "الأمة والمصير"، والجمباز الجماعي والعرض الفني الكبير "آريرانغ"، بكونهما عملين ناجحين للأدب والفن المستقل وتحفتين عالميتين، وجرت النشاطات الثقافية والفنية الجماهيرية على قدم وساق، بين أفراد الجيش والشغيلة، حتى صار المجتمع كله مفعما بالتفاؤل الثوري.

وكان الصحفيون والمحررون ورجال الكلمة في قطاع الصحافة والإعلام يدعمون فكر الحزب وقضيته بإخلاص، بأقلام الثورة، واعين رسالتهم بكونهم ناطقين مخلصين بلسان سياسة الحزب، ومدافعين حازمين عنها، ودعاة أقوياء لها.

ودار النضال لتغيير المدن والأرياف والشوارع والقرى كجنة اشتراكية على نطاق البلاد كلها، وتم بناء العديد من المعالم ومراكز الحياة الثقافية والوجدانية على أروع صورة، حتى تحسنت ظروف وبيئة حياة الشعب الثقافية.

هذه النجاحات الباعثة على الفخر، التي أحرزها أفراد جيشنا وأبناء شعبنا في البناء الاشتراكي، مظهرين الروح الثورية للاعتماد على النفس والمثابرة في النضال الشاق، والحماسة الوطنية، وفاء لفكرة زوتشيه العظيمة وقيادة الحزب على هدى سونكون بإخلاص، ما هي إلا ثروات الأمة القيمة المتشربة بالدم والعرق الغالي الذي أراقه عشرات الملايين منهم، وتكون أرصدة ثمينة تكفل بناء الوطن الغني والقوي وإكمال قضية الاشتراكية.

3) المواصلة الرائعة لقضية الثورة

أيها الرفاق،

إن المفتاح الأساسي لكل الانتصارات والنجاحات التي أحرزها حزبنا وأبناء شعبنا في إنجاز قضية زوتشيه الثورية في الفترة المستعرضة، يكمن في خوضهم النضال بالقيادة الحكيمة للزعيمين العظيمين كيم ايل سونغ وكيم جونغ ايل، بعد رفعهما إلى ذرى العلياء، وفي مواصلة قضيتهما الثورية على أروع صورة، جيلا بعد جيل.

قضية الثورة لجماهير الشعب، قضية الاشتراكية هي قضية مقدسة تبدأ وتتقدم بقيادة الزعيم، وقضية طويلة الأمد تتواصل جيلا بعد جيل. فإن انتصار الثورة ومستقبل البلاد والأمة وقف على ما إذا كانت تتمتع بقيادة الزعيم العظيم أم لا، وما إذا كانت قضية الزعيم الذي شق طريق الثورة وتقدم به، تتواصل جيلا بعد جيل دون تغيير.

قد ترك تاريخ نضال جماهير الشعوب من أجل الاستقلالية دروسا جدية بأن الحزب الذي لا يتمتع بقيادة الزعيم العظيم، لا يستطيع أن يتكلل بالنصر في الثورة، وإذا لم تتواصل قضية الزعيم على نحو صائب، فان الحزب يصاب بالفساد، والثورة تعاني كبوة.

طوال فترات النضال الثوري، كان حزبنا وأبناء شعبنا يناضلون بعد وضع الزعيمين العظيمين في أعلى مراتب الثورة.

الرئيس كيم ايل سونغ زعيم عظيم لحزبنا وشعبنا، أبدع فكرة زوتشيه الخالدة، وقاد قضية زوتشيه الثورية على طريق النصر المظفر دائما.

إنه قاد الثورة الكورية الشاقة والمليئة بالمحن، التي لم يتطرق إليها أحد من قبل، إلى النصر طوال حقبة طويلة من الزمن، منذ انطلاقه إلى طريق الثورة في سنواته المبكرة، وأظهر، بذلك

إرسل لصديق