سفارة جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية

الأخبار

لنحقق تعليمات الزعيم العظيم الرفيق كيم ايل سونغ تماما بشأن توحيد الوطن

2020-08-03 21:53:31
 لنحقق تعليمات الزعيم العظيم الرفيق كيم ايل سونغ تماما بشأن توحيد الوطن
لنحقق تعليمات الزعيم العظيم الرفيق كيم ايل سونغ تماما بشأن توحيد الوطن
د.يحيي خيرالله

بمناسبة الذكرى ال23 لاصدار مؤلفة فخامة القائد العظيم كيم جونغ ايل

بعنوان " لنحقق تعليمات الزعيم العظيم الرفيق كيم ايل سونغ تماما بشأن توحيد الوطن"

مؤلفة فخامة القائد العظيم كيم جونغ إيل

" لنحقق تعليمات الزعيم العظيم الرفيق كيم ايل سونغ تماما بشأن توحيد الوطن "

( 4 من آب / اغسطس 1997م )

يستقبل شعبنا عن قريب الذكرى الثانية والخمسين لتحرير الوطن ذلك الحدث التاريخى الذى فتح فيه الزعيم العظيم الرفيق كيم ايل سونغ طريق انبعاث الامة.

بمناسبة هذا اليوم، يتذكر شعبنا بتأثر بالغ الجهود المضنية التى بذلها الزعيم المحترم من اجل توحيد الوطن طوال خمسين سنة منذ تحرير الوطن وما حققه فى اثناء ذلك من المآثر العظيمة.

كانت قضية توحيد الوطن امنية الزعيم العظيم الرفيق كيم ايل سونغ التى سعى الى تحقيقها طوال حياته، اذ كان اكبر ما يحز فؤاده هو آلام امتنا لانشطار البلاد، كما عانى كل المتاعب ونذر نفسه روحا وجسدا حتى آخر لحظة من حياته لكى ترث الاجيال القادمة وطنا موحدا. ولذلك فان تحقيق توحيد الوطن وفاء بغاياته السامية واجب ثورى ومهمة اخلاقية مفروضة على حزبنا وشعبنا وواجب قومى مقدس القى على عاتق جيلنا نحن. ومهما تكن المصاعب او العقبات التى تقف فى وجه توحيد الوطن، لا بد لنا ان نحقق تعليماته الخاصة بتوحيد الوطن ونؤدى مسؤولية جيلنا وواجبه الملقى على عاتقه امام الوطن والامة.

1

الزعيم لعظيم الرفيق كيم ايل سونغ هى شمس الامة وبطل توحيد الوطن الذى نذر طول حياته من اجل الوطن والامة وحقق المآثر الخالدة لقضية توحيد الوطن. فقد شق الطريق الى تحقيق قضية توحيد الوطن وقادها الى النصر بافكاره البارزة وقيادته الحكيمة، وارسى بذلك الاسس الوطيدة لتوحيد الوطن وفتح آفاقا نيرة من اجل ذلك.

لقد اصبحت مسألة توحيد وطننا قضية ناشئة منذ انشطار اراضيه على ايدى القوى الخارجية مع نهاية الحرب العالمية الثانية. فتاريخ انشطار بلادنا الى شمال وجنوب لمدة اكثر من ٥٠ سنة حتى الآن هو تاريخ الصراع الحاد بين نهجين متناقضين، بين التوحيد والانشطار، والوطنية والخيانة، وهو تاريخ انتصار القوى الوطنية التى تصبو الى توحيد الوطن.

ومنذ اول يوم من انقسام البلاد، طرح الزعيم العظيم الرفيق كيم ايل سونغ قضية توحيد الوطن كواجب سام للامة وتمسك دائما بنهج كوريا الواحدة، نهج التوحيد وقاد هذا النضال بحكمة وحرص على توطيد وتطوير حركة توحيد الوطن كحركة تشمل الامة كلها.

وهذا نهج يعنى استقلالية الامة بالكامل ويهدف الى تحقيق سيادة البلاد والامة واستقلالهما الكاملين وخط وطنى حقيقى من اجل ازدهار الوطن الموحد وتطوره ورخاء الامة كلها مسألة توحيد بلادنا مسألة وضع حد لسيطرة القوى الاجنبية فى جنوبى كوريا والتدخل فى شؤونها الداخلية واثبات سيادة الامة على نطاق البلاد كلها واعادة ربط عروق دم الامة المقطوعة وتحقيق وحدة الامة بكونها امة واحدة. لا يمكن لامتنا الكورية التى عاشت كأمة متجانسة على الارض الواحدة طوال آلاف السنين ان تتخلص من الشقاء والكوارث القومية ولا من السيطرة والتبعية للقوى الاجنبية ما دامت مشطورة الى جزئين من قبل تلك القوى. فالتوحيد هو وحده السبيل الصائب الى تعزيز سيادة البلاد والامة تماما وتأليق كرامة الامة وشرفها وازدهار الوطن والامة وزيادة منعتهما. ويحظى نهج التوحيد بالتأييد المطلق من الشعب الكورى كله نظرا لانه يعكس مصالح امتنا ومتطلباتها الرئيسية ورغباتها وتطلعاتها المتفقة.

كان الرفيق المحترم كيم ايل سونغ ملتزما بثبات بنهج التوحيد دون ان يحيد عنه واخذ بزمام المبادرة دائما فى قيادة حركة توحيد الوطن فى تلك الظروف المعقدة والعسيرة التى كان فيها الامبرياليون الامريكيون يحتلون جنوبى كوريا وتستمر المكائد المعادية للتوحيد من جانب القوى الانقسامية فى الداخل والخارج. لقد سعى الزعيم العظيم الى توطيد الشطر الشمالى كحصن لتوحيد الوطن من ناحية، وحرص من ناحية اخرى على ان يؤيد ويساند ابناء الشعب فى الشطر الشمالى بنشاط اخوانهم فى الجنوب فى نضالهم الوطنى الرامى الى الاستقلالية والديمقراطية وتوحيد الوطن دون ان ينسوهم للحظة واحدة، كما اجهض خطط القوى الانقسامية فى الداخل والخارج واحبط مكائدها المعادية للتوحيد فى كل خطوة ومضى باطراد فى تقوية وتطوير حركة توحيد الوطن. وزعيمنا هو الذى عقد المؤتمر المشترك التاريخى لممثلى الاحزاب والمنظمات الاجتماعية فى شمالى كوريا وجنوبيها وحرص على شن نضال وطنى جبار لافشال دسائس تقسيم الامة من جانب القوى الخيانية التبعية للدول الكبرى فى الفترة القاسية التى كانت تحاك فيها باسم الامم المتحدة قضية " انتخابات منفصلة وحكومة منفصلة " فى الجنوب بعد تحرير البلاد مباشرة، وهو الذى استنهض ابناء الامة كلهم الى النضال لردع واحباط مؤامرات الانقساميين لاصطناع " كوريتين " فى الفترة التى دار فيها العداء والصراع الحاد بين الخطين اما كوريا واحدة واما " كوريتين "، وهو ايضا الذى اذاب الجليد امام طريق الحوار والتفاوض بين الشمال والجنوب وحرص على اصدار بيان مشترك واتفاقات بينهما وفتح بذلك مجالا جديدا لحركة توحيد الوطن. هذا الزعيم العظيم الذى يحمل انبل حب للوطن والامة لم يهدأ له بال ولو ليوم واحد دون التفكير بقضية توحيد الوطن ولم ينل كفايته من الراحة للحظة واحدة من جرائها.

وقام الرفيق كيم ايل سونغ بالنشاطات المتحمسة لتعزيز التأييد والتضامن الدوليين لحركة توحيد الوطن. وبفضل نشاطاته الخارجية المكثفة، اصبحت سياسة حزبنا الصائبة لتوحيد الوطن معروفة على نطاق واسع لدى الاوساط السياسية والاجتماعية والاعلامية فى كل بلدان العالم وارتفع الاهتمام الدولى بمسألة توحيد كوريا ونالت تأييدا وتضامنا متزايدا من لدن شعوب العالم التقدمية. وبفضل المآثرالعظيمة التى حققها الزعيم المحترم الرفيق كيم ايل سونغ ومساعيه الجدية والتزامه الثابت بقضية توحيد الوطن مضت حركة توحيد الوطن بالتطور المطرد ساحقة مؤامرات الاعاقة من جانب القوى الانقسامية واتسعت وتعززت حتى صارت قوة لا تقهر. يرتفع نزوع الامة الى توحيد الوطن يوما بعد يوم وينطلق ابناء الامة كلهم سواء فى الشمال ام فى الجنوب ام فى الخارج للمساهمة فى حركة توحيد الوطن. انه لانتصار رائع لنهج التوحيد على خط التقسيم ان تتسع وتتوطد حركة توحيد وطننا كحركة مقتدرة تشمل الامة كلها مثلما نراها اليوم وتتقدم فى جو من اهتمام العالم وتأييد ومساندة الشعوب التقدمية.

لقد قدم الزعيم العظيم الرفيق كيم ايل سونغ مواثيق توحيد الوطن الثلاثة التى توضح المبادئ والسبل الرئيسية للتوحيد، وبذلك حدد الاطار العام الذى ينبغى التمسك به عند انجاز قضية توحيد البلاد.

والمبادئ الثلاثة – الاستقلالية والتوحيد السلمى والوحدة الوطنية الكبرى – هى حجر الزاوية لتوحيد الوطن اذ تشير الى الموقف والسبل الرئيسية لحل مسألة توحيد الوطن بالقوة الذاتية لامتنا بما يتفق وارادة الامة ومصالحها. وهذه المبادئ ما هى الا برنامج التوحيد العظيم المشترك للامة، الذى اكد عليه الشمال والجنوب واعلناه بمهابة فى الداخل والخارج من خلال البيان المشترك الصادر فى الرابع من شهر تموز.

والبرنامج ذو النقاط العشر للوحدة الوطنية الكبرى من اجل توحيد الوطن هو البرنامج السياسى لتعزيز القوى الذاتية لتوحيد الوطن عن طريق تلاحم الامة كلها، وهو الذى اوضح بالتفصيل اهداف الوحدة الوطنية الكبرى واسسها النظرية ومبادئها ووسائل تحقيقها.

ومشروع اقامة جمهورية كوريو الاتحادية الديمقراطية خطة ايضاحية لكل ملامح الدولة الموحدة وسبل اقامتها، اذ انه يشير الى السبل الرئيسية الكفيلة بتحقيق توحيد البلاد بصورة اكثر عدالة وسهولة على اساس اعتراف كل من الشمال والجنوب بنظام وايديولوجية الطرف الآخر.

والمبادئ الثلاثة لتوحيد الوطن والبرنامج ذو النقاط العشر للوحدة الوطنية الكبرى ومشروع اقامة جمهورية كوريو الاتحادية الديمقراطية هى المواثيق الثلاثة لتوحيد الوطن التى طرحها الرفيق كيم ايل سونغ بعد تبلور كل المبادئ والطرق الرئيسية لتوحيد الوطن فى منهجية متكاملة موحدة تنظم تلك المواثيق على اساس فكرة زوتشيه العظيمة والخبرات القيمة التى اكتسبها شخصيا فى سياق نضاله من اجل توحيد الوطن. ترتبط هذه المواثيق بروح استقلالية الامة التى تعتبر سيادتها وكرامتها كحبل حياتها كما انها تجسد محبته السامية للوطن والامة ومسعاه لتوحيد الوطن بالطرق السلمية عن طريق تحقيق المصالحة بين الشمال والجنوب والوحدة الوطنية الكبرى. كما انها توضح السبل الاكثر عدالة وعقلانية لتحقيق توحيد الوطن باسرع وقت بما يتفق وتطلعات الامة كلها للتوحيد وظروف بلادنا الواقعية التى قامت فيها افكار ونظم مختلفة فى الشمال والجنوب منذ زمن بعيد.

وبفضل المواثيق الثلاثة لتوحيد الوطن التى اقترحها الزعيم العظيم، استطاعت امتنا ان تناضل بهمة من اجل توحيد الوطن باهداف واتجاهات واضحة مفعمة بالثقة والجرأة وتمضى فى تحقيق امانيها العارمة لتوحيد الوطن بنجاح بقواها المتحدة. حقا ان هذه المواثيق هى راية توحيد الوطن وبرنامج نضال اكثر عدالة وواقعية من اجل تحقيق توحيد الوطن مستقلا وبالطرق السلمية.

قام الزعيم العظيم الرفيق كيم ايل سونغ بجمع شمل الامة كلها تحت راية الوحدة الوطنية الكبرى وهيأ بذلك القوى الذاتية للتوحيد وعززها بصورة اكثر.

الذات الفاعلة لتوحيد الوطن هى امتنا وتكمن قدرتها فى وحدتها الوطنية الصلبة. وحين تتهيأ القوى الذاتية المقتدرة للتوحيد، ستتوفر ضمانة اكيدة للانتصار فى قضية توحيد الوطن.

لقد اتخذ الرفيق كيم ايل سونغ الروح الوطنية وروح استقلالية الامة اساسا للوحدة الوطنية واعتبر اخضاع كل شىء لقضية توحيد الوطن بالتسامى فوق الاختلافات فى الافكاروالمعتقدات والآراء السياسية والاديان مبدأ للوحدة الوطنية الكبرى وقاد جميع الناس النازعين الى التوحيد برحابة صدره وشهامته لينطلقوا على طريق التوحيد والوطنية بغض النظر عن ماضيهم.

وطرح الزعيم شعار الوحدة الوطنية " على جميع الناس ان يسهموا بما يتوفر لديهم من القوة او المعرفة او المال "، وحرص على ان يسهم الكوريون بمختلف مشاربهم فى قضية توحيد الوطن بقلوب ملؤها حب الوطن والامة.

كانت افكار الزعيم العظيم ومثله الخاصة بالوحدة الوطنية الكبرى وروحه السامية المحبة للانسان والامة منبع قوة دفعت مختلف الاوساط من المواطنين لينطلقوا بجرأة على طريق الوحدة الوطنية وتوحيد الوطن.

علق الرفيق كيم ايل سونغ اهمية كبرى على تشكيل الجبهة الوطنية المتحدة وقاد بدأب عملية جمع شمل قوى التوحيد فى الشمال والجنوب والخارج. كما طرح منهجا خاصا بتشكيل الجبهة الوطنية المتحدة الكبرى من اجل توحيد الوطن معتمدا على خبراته التى اكتسبها من الجبهة الوطنية المتحدة المناهضة لليابان خلال فترة النضال الثورى المناهض لليابان، وقاد بحكمة النضال من اجل وضع ذلك المنهج موضع التحقيق الامر الذى أدى الى احراز تقدم كبير فى رص ابناء الامة فى الشمال والجنوب والخارج تنظيميا تحت راية توحيد الوطن. وفى الظروف التى توسعت وتطورت فيها حركة توحيد الوطن الى حركة تشمل الامة كلها وتعاظمت حماسة الامة فى توحيد الوطن بما لا نظير له، انعقد مؤتمر عموم الامة بحضور ابناء الامة فى الشمال والجنوب والخارج وانبثق الى حيز الوجود تحالف عموم الامة لتوحيد الوطن، الذى يمثل ارادة جميع ابناء الامة للتوحيد. ويعد تشكيل هذا التحالف نجاحا هاما فى سياق تعزيز القوى الذاتية لتوحيد الوطن وتطوير هذه الحركة الى مرحلة اعلى.

تتوسع اليوم القوى الذاتية الوطنية لتوحيد الوطن لتشمل الامة كلها فى الشمال والجنوب والخارج وتزداد قوة وتلاحما وتتقدم بقوة نحو توحيد الوطن مستقلا وبطرق سلمية متغلبة على القوى الانقسامية الخيانية والتبعية للقوى العظمى.

ان المآثر التى حققها الزعيم العظيم الرفيق كيم ايل سونغ على طريق توحيد الوطن تراث قيم للغاية خلفه لشعبنا وامتنا ورصيد كبير كفيل بتحقيق توحيد الوطن. حقا ان جهوده المضنية طوال حياته من اجل الوطن والامة ومآثره العظيمة المكرسة لقضية توحيد الوطن المقدسة واستقلاله ستتألق خالدة فى تاريخ بلادنا.

2

ان حتمية توحيد الوطن فى جيلنا نحن عن طريق مواصلة قضية توحيد الوطن التى شق طريقها وقادها الزعيم العظيم الرفيق كيم ايل سونغ هى عزم حزبنا الراسخ وارادة شعبنا الثورية.

انشطار الامة وارض الوطن منذ اكثر من نصف قرن يعوق التطور الموحد لامتنا ذات التاريخ العريق الممتد على خمسة آلاف سنة ويجلب المآسى والآلام التى لا توصف الى جميع ابناء الامة. واذا لم نحقق توحيد الوطن فى جيلنا نحن فسيعانى الجيل الناشئ الجديد ايضا من مآسى انشطار الامة وستتلاشى حتى الروابط القومية المشتركة بين الشمال والجنوب وستبقى امتنا مجزأة الى امتين الى الابد. ففى الوقت الذى انهار فيه نظام الامبريالية الاستعمارى وتسير كل البلدان والامم المضطهدة على طريق السيادة والاستقلال، يعد انتهاك سيادتنا القومية على ايدى القوى الاجنبية عارا لا تحتمله امتنا التى تعتز بكرامتها وشرفها كحبل حياتها.

ينبغى علينا ان نحقق قضية توحيد الوطن حتما، وتلك كانت غاية الرفيق المحترم كيم ايل سونغ طول حياته ومطلبا حيويا للامة. توحيد الوطن هو اسمى مهمة قومية لا يمكن تأجيلها اكثر من الآن بالنسبة لنا. فلا بد من توحيد الوطن بعد التغلب على كل المصاعب ووضع حد لتاريخ مآسى انشطار الامة، تاريخ خزيها. ينبغى لنا، بتوحيد الوطن، ان ننقذ مصير الامة من الازمة ونخلف وطنا موحدا للاجيال القادمة وندافع عن كرامة الامة وشرفها ونؤلقهما اكثر فاكثر.

ولا بد من اجل تحقيق توحيد الوطن من حماية المآثر الخالدة التى حققها الزعيم العظيم الرفيق كيم ايل سونغ طول حياته لقضية توحيد الوطن وتطبيق الخط والمنهج الزوتشيين لتوحيد الوطن تماما.

ان المواثيق الثلاثة لتوحيد الوطن التى طرحها الزعيم العظيم مرشد هاد ينبغى على جميع ابناء امتنا النازعين الى التوحيد ان يتمسكوا به. قد تتغير تفاصيل الوسائل المفضية الى توحيد الوطن حسب تغير الوضع او قد تتغير الاوضاع والظروف فى المستقبل الا ان الثوابت والمبادئ الرئيسية لن تتغير، اذ لا بد لنا ان نحقق توحيد الوطن على اساس المواثيق الثلاثة.

ان التمسك بالصفة الزوتشية المستقلة وابراز الصفة القومية فى صياغة مصير البلاد والامة مطلب مبدئى لضمان سيادة البلاد واستقلالها وازدهارها وتطورها ورخاء الامة. ولان الزعيم العظيم الرفيق كيم ايل سونغ كان يلتزم دائما طول قيادته لثورتنا بالصفة الزوتشية والقومية ويجسدها تجسيدا رائعا، كان بوسعه تحقيق القضية التاريخية لاستعادة الوطن واقام دولة اشتراكية مقتدرة ذات سيادة سياسية واستقلال اقتصادى ودفاع ذاتى على ارض الوطن واظهر امام العالم قدرة امتنا ومواهبها التى لا ينضب معينها وروحها الصامدة الى ابعد حد. تنطلق خطط توحيد الوطن ومواثيقه التى طرحها الرفيق كيم ايل سونغ من المتطلبات المبدئية للالتزام بالصفة الزوتشية والقومية وتتخم بها. ان الضمان الرئيسى للنجاح فى تحقيق قضية توحيد الوطن بما يتفق ومصالح امتنا ومتطلباتها يكمن بالذات فى حماية الصفة الزوتشية والقومية وتجسيدها تماما فى النضال من اجل توحيد الوطن واستقلاله.

ينبغى حل مسألة توحيد البلاد على اساس مبدأ السيادة القومية فى كل الاحوال. وهذا اساس فى الالتزام بالصفة الزوتشية والقومية.

لكل امة الحق فى التحكم بمصيرها بايديها وصياغته بصورة مستقلة حسب ارادتها. كما لا يمكن لاحد ان ينتزع سيادتها او ينتهكها. وطالما ان توحيد الوطن مسألة خاصة بأمتنا وتتعلق بسيادتها، ينبغى لامتنا ان تحلها بقوتها الذاتية حسب ارادتها ومطالبها المستقلة بكونها سيدة لها.

ومن اجل تحقيق توحيد البلاد على اساس مبدأ السيادة القومية، ينبغى لجميع ابناء الامة ان يتسلحوا بالوعى الراسخ لاستقلالية الامة ويعارضوا وينبذوا بحزم النزعة التبعية وفكرة الاعتماد على النفوذ الاجنبى.

ان الوعى باستقلالية الامة قوة فكرية تجعل الامة مقتدرة والبلاد مزدهرة بينما التبعية والاعتماد على النفوذ الاجنبى فكر ضار يجعل الامة ذليلة وعاجزة. ولا التبعية والاعتماد على القوى الاجنبية الا سبيل الى دمار البلاد وهذا درس جدى استوعبته امتنا تماما من خلال تاريخها الطويل من المعاناة. ان السبب فى احتلال الامبرياليين اليابانيين لبلادنا واخفاق الحركة الشيوعية الوليدة وانتكاس الحركة القومية يعود فى الاساس الى تلك النزعة التبعية التى لا تثق بالقوة الذاتية وتستجدى الدول الكبرى وتخدمها.

بعد تحرير الوطن ايضا، سار حكام جنوبى كوريا المتعاقبون الملوثون بنزعة الخنوع والتبعية للولايات المتحدة فى ركاب سياستها العدوانية ولجؤوا الى الاعمال الخيانية المعادية للتوحيد بحماية منها. ان النزوع الى حل مسألة توحيد الوطن واسترجاع سيادة الامة المغتصبة من قبل القوى الخارجية بالاعتماد على تلك القوى تصرف أخرق لا يختلف عن وضع انشوطة العبودية على اعناقنا باختيارنا.

ومن اجل الدفاع عن سيادة الامة وكرامتها وتحقيق توحيد الوطن بما يتفق وارادة الامة ومصالحها، ينبغى خوض النضال الحازم لرفض التبعية والاعتماد على القوى الخارجية ومناهضة العدوان والتدخل الخارجى. لن نسمح ابدا باية محاولة لتحقيق المطامع العدوانية والتسلطية الشريرة عن طريق التدخل فى شؤون توحيد وطننا. ينبغى لنا ان نناضل بحزم اشد من اجل تحقيق توحيد الوطن، رافعين عاليا راية استقلالية الامة حتى نحقق سيادة البلاد والامة واستقلالهما التامين.

بغية تحقيق قضية توحيد الوطن بصورة مستقلة، ينبغى اعداد القوى الذاتية للامة. ان الوحدة الوطنية الكبرى ضمانة حاسمة لتحقيق قضية توحيد الوطن المستقل والسلمى. وامتنا هى المضطلع المباشر بتوحيد الوطن، ولا يمكن لاحد ان يحل محلها فى النضال من اجل توحيد الوطن. فمن واجب الامة كلها ان تعد قوة ذاتية مقتدرة من اجل توحيد الوطن متحدة بتراص تحت راية الوحدة الوطنية الكبرى. انما هذا سبيل وحيد لتحطيم مؤامرات القوى الانقسامية المعادية للتوحيد فى الداخل والخارج وتحقيق توحيد الوطن.

ومن اجل تحقيق الوحدة الوطنية الكبرى، ينبغى التمسك بالمبدأ القاضى بالتسامى فوق الاختلافات فى الافكار والمعتقدات والانظمة السياسية ووضع المصالح المشتركة للامة فى المقام الاول وتحقيق الوحدة على هذا الاساس.

قضية توحيد الوطن قضية قومية تهدف الى اثبات سيادة الامة على نطاق البلاد كلها وليست حلا لتناقضات طبقية داخل الامة الواحدة او عداء بين انظمة اجتماعية مختلفة. لا وجود لطبقة او فئة بمنأى عن الامة، ولا يمكن ضمان استقلالية ابناء الامة من دون تحقيق استقلاليتها بالكامل. لا يجوز لاية طبقة او فئة ان ترجح مصلحتها على المصالح المشتركة للامة فى هذا اليوم الذى يطرح فيه توحيد الوطن كأسمى مهمة وطنية. ومهما كان تباين الشمال والجنوب فى الفكر والنظام كبيرا، لا يمكنه ان يكون اعظم من روابط امتنا المشتركة التى تشكلت وتوطدت وتطورت عبر التاريخ العريق.

اذا سار الشمال والجنوب سويا نحو توحيد الوطن، واضعين قواسم الامة ومصالحها المشتركة فى المقام الاول، يمكن تحقيق الوحدة الوطنية الكبرى بالتسامى فوق الاختلافات فى الافكار والانظمة.

المحبة للوطن والامة فكر ومشاعر مشتركة لكل ابناء الامة واساس فكرى للوحدة الوطنية. الحب الحار للبلاد والامة والاعتزاز البالغ بكرامتها هما تقاليد امتنا الباعثة على الفخر وميزاتها القومية. فمن واجب جميع الكوريين الذين يجرى فى عروقهم دم الامة الكورية وروحها ان يحافظوا على صفتهم القومية الرائعة ويعتزوا بها، اذ تكمن اليوم قيمة حياتهم الحقيقية ووجاهتها فى ربط مصيرهم بمصير الامة وتكريس انفسهم روحا وجسدا لتحقيق القضية المقدسة لتوحيد الوطن واستقلاله ورخاء الامة وازدهارها. على كل من يحب وطنه وامته، ويهتم بمصير الوطن والامة، سواء أ كان فى الشمال ام فى الجنوب ام فى الخارج، ان يتحد بتراص تحت راية توحيد الوطن بصرف النظر عن التباين فى الافكار والمعتقدات والاديان والآراء السياسية واختلاف الطبقات والفئات.

اننا نصر على تعايش الشمال والجنوب ورخائهما ومصالحهما المشتركة، بالتسامى فوق الاختلافات فى الافكار والانظمة، وعلى تضافر الجهود من اجل احراز القضية العظيمة لتوحيد الوطن. اننا سنسير يدا بيد مع اى شخص ذى ضمير وطنى ومستعد للانطلاق من اجل توحيد الوطن، بغض النظر عن افكاره ومعتقداته الدينية، وسواء أ كان رأسماليا او جنرالا عسكريا او فردا من افراد الاوساط الحاكمة العليا. وحتى ان ارتكب اى شخص جرائم بحق الامة فى الماضى فاننا لن نحاسب ماضيه بل نعامله معاملة كريمة ونتحد معه، طالما انه يندم لاخطائه ويعود الى صفوف الامة.

ومنهج حزبنا وسياسته الخاصة بالوحدة الوطنية الكبرى سياسة عريضة وواسعة المدى محبة للوطن والامة والشعب. انه لموقفنا الثابت ان ننتهج هذه السياسة دون تغير فى جميع مراحل النضال من اجل توحيد الوطن واستقلاله وازدهاره وتطوره. خط الوحدة الوطنية الكبرى، الذى يجسد تجسيدا كاملا الافكار المحبة للوطن والامة والشعب تم اثبات صحته وحيويته من خلال ممارسة النضال الطويل من اجل استعادة الوطن وبناء المجتمع الجديد وتوحيد الوطن. اننا سنحترم الافكار والمثل والمعتقدات الدينية لكل الاحزاب والمنظمات والاشخاص الذين انطلقوا لانجاز قضية توحيد الوطن بدافع من روحهم الوطنية، ونتحد معهم، وسنكون بذلك قد أدينا واجبنا واظهرنا اخلاصنا للامة.

توحيد الوطن بطرق سلمية دون اللجوء الى قوة السلاح هو موقفنا المبدئى ونهج حزبنا الثابت. فليس من مبرر لتقاتل ابناء الامة فيما بينهم بخصوص مسألة توحيد امتنا. والاختلاف القائم بين الشمال والجنوب فى الافكار والانظمة ايضا لا يستوجب اللجوء الى استخدام السلاح. لا يقبل احد اى فكر او نظام بطريقة القوة او الاكراه ولا يمكن بتلك الطريقة ازالة الخلافات بين الشمال والجنوب فى الافكار والانظمة. اذا تقاتل الشمال والجنوب فيما بينهما فان امتنا هى وحدها التى ستعانى من مآسى الحرب والامبرياليون هم وحدهم المستفيدون. توحيد كوريا السلمى هو رغبة الشعوب المحبة للسلام فى العالم، فضلا عن مطلب امتنا. فمن واجب كل الناس الذين يحبون البلاد والامة ويعتزون بالسلام دون استثناء ان يبذلوا كل جهودهم من اجل توحيد الوطن بطرق سلمية.

من اجل استتباب السلام فى شبه الجزيرة الكورية وتوحيد البلاد بالوسائل السلمية، لا بد من معارضة مؤامرات العدوان والحرب وازالة خطر حرب. وبمعزل عن النضال ضدها، لا يمكن احلال السلام ولا الأمل فى توحيد سلمى. وفى الوقت الراهن تتفاقم حدة التوتر فى شبه الجزيرة الكورية وينشأ خطر اندلاع حرب فى اى لحظة من جراء محاولات الولايات المتحدة وحكام جنوبى كوريا ضد الاشتراكية وجمهوريتنا.

ولا يمكن تخفيف حدة التوتر وازالة خطر حرب فى بلادنا الا عندما تتخلى الولايات المتحدة عن سياستها المعادية لجمهوريتنا وتعقد اتفاقية سلام معنا اولا وقبل كل شىء، اذ مازالت جمهوريتنا والولايات المتحدة فى حالة هدنة مؤقتة ولم يتلاش خطر الحرب فى بلادنا. ومن اجل ازالة خطر الحرب وضمان السلام لا بد من عقد اتفاقية سلام بيننا وبين الولايات المتحدة واقامة آلية جديدة لحفظ السلام. وبالاضافة الى ذلك، يجب التأكيد مجددا على اتفاق عدم الاعتداء بين الشمال والجنوب المعلن أمام العالم ووضعه موضع التنفيذ التام.

ما زالت الولايات المتحدة تتشبث " بسياسة القوة " دون تغير وتهددنا بمناوراتها الحربية ومؤامراتها العدوانية المتكررة على الرغم من تشدقها " بنهاية الحرب الباردة " و" لانفراج " كما تحرض حكام جنوبى كوريا لاثارة ضجة عن اشعال نيران حرب. الا ان سعيها لاخضاعنا بالتهديدات العسكرية والضغوط محاولة عقيمة وتصرف خطير.

اننا سندافع عن اشتراكيتنا كحصن منيع ولن نسمح ابدا بانتهاك سيادة البلاد وكرامة الامة. فان تعزيز قواتنا المسلحة الثورية لمواجهة مؤامرات الامبرياليين وحكام جنوبى كوريا ومحاولاتهم لاشعال نيران حرب والدفاع عن امن بلادنا وشعبنا حق طبيعى للدفاع عن النفس. كما يجب على دعاة الحرب الامبرياليين ان يمتنعوا عن السعى لامتحان قدرتنا العسكرية بقوة السلاح وارهاب شعبنا واخضاعه بالتهديدات والاستفزازات العسكرية. اذ ان ذلك التصرف الطائش مغامرة خطيرة قد تنتهى بكارثة مروعة تحل بهم.

اننا لا نرغب فى الحرب اطلاقا ونبذل جهودا دائمة لتحقيق توحيد البلاد بالطرق السلمية.

والطريقة الاكثر عقلانية لحل قضية توحيد وطننا دون اى عثرة هى توحيد البلاد على اساس النظام الفدرالى.

ترغب امتنا فى توحيد البلاد باسرع وقت ممكن باسلوب عقلانى يمكن لاى شخص ان يقبله.

واليوم بعد مضى اكثر من خمسين سنة منذ اقامة النظامين المختلفين فى الشمال والجنوب، ان سعى احد الطرفين الى توحيد البلاد تحت نظامه القائم فان ذلك سيفاقم الانقسام ويجهض كل مساعى التوحيد وسيأتى بكوارث وطنية لا تحمد عقباها.

وفى ضوء طلب امتنا الملح وواقع البلاد، فان افضل الطرق لتوحيد الوطن فى اقرب وقت هى اقامة دولة وطنية موحدة على غرار النظام الفدرالى القائم على اساس امة واحدة ودولة واحدة، ونظامين وحكومتين.

توحيد البلاد بهذا الاسلوب هو طريقة عقلانية وعادلة ليس فيها غالب ومغلوب ولا ترجح مصالح طرف دون آخر ولا تلحق ضررا باحد منهما.

فان هذا الاسلوب سيسهم فى وضع حد لخطر الحرب المخيم دائما على شبه الجزيرة الكورية وضمان السلم والامن فى العالم.

اذا تحقق التوحيد باسلوب النظام الفدرالى سيكون بوسع امتنا ان تثبت سيادتها على نطاق البلاد كلها وتحقق وحدة كبرى بكونها امة واحدة وستصبح بلادنا دولة قومية موحدة مستقلة ومحايدة ومحبة للسلام. ولن تمس هذه الدولة الاتحادية الموحدة بمصالح البلدان المجاورة ولن تكون خطرا عليها.

اننا سنتقدم بقوة الى الامام على طريق توحيد الوطن دون اى تردد مهما كانت الصعاب والمحن ملتزمين تماما بالمواثيق الثلاثة لتوحيد الوطن التى طرحها الزعيم العظيم الرفيق كيم ايل سونغ.

3

تحسين العلاقات بين الشمال والجنوب مطلب ملح لتحقيق توحيد الوطن مستقلا وبطرق سلمية، اذ ان تحويل هذه العلاقات من المجابهة وعدم الثقة الى الثقة والمصالحة هو وحده السبيل الى توحيد الوطن مستقلا وبطرق سلمية بالقوة المتحدة للامة جمعاء.

يتصاعد اليوم النزوع الى توحيد الوطن بما لا مثيل له، الا ان العلاقات بين الشمال والجنوب تتصف بالحدة والتوتر اكثر من ذى قبل. فحين رأى حكام جنوبى كوريا الحاليون الذين لا يكترثون بمصير الامة وتوحيد البلاد اهتزاز سلطتهم من قاعدتها، حاولوا ايجاد مخرج لمأزقهم عن طريق زيادة التوتر والمجابهة بين الشمال والجنوب، فانهم حولوا العلاقات بينهما الى علاقات عدائية اكثر حدة ويشددون من استفزازاتهم العدوانية والحربية ضد الشمال بالتواطؤ مع القوى الخارجية بصورة لم يسبق لها مثيل بعد ظهور النظام الحالى فى جنوبى كوريا، احتدمت المجابهة بين الشمال والجنوب بدل المصالحة وازداد خطر اندلاع الحرب بدل السلام. ان دفع العلاقات بين الشمال والجنوب الى اسوأ حالة لم يسبق لها مثيل ما هو الا تصرف اجرامى خيانى بحق الامة والبلاد ومناهض للتوحيد لا يغتفر ابدا ارتكبه النظام الحالى فى جنوبى كوريا.

فبغية تحسين العلاقات بين الشمال والجنوب واحداث انعطاف فى عملية توحيد الوطن يتعين على حكام جنوبى كوريا ان يمتنعوا قبل كل شىء عن الاعتماد على القوى الخارجية ويرفضوا " التعاون " معها بتضافر قوتهم مع قوة ابناء جلدتهم انطلاقا من الموقف القومى المستقل.

استقلالية الامة ام الاعتماد على القوى الخارجية هو الخط الفاصل بين التوحيد والانقسام، والوطنية والخيانة. ومن يسلك طريق الاعتماد على القوى الخارجية و" التعاون " معها مديرا ظهره لامته ومتعاميا ازاء قواها المستقلة، فان الامة سترفضه ويدينه حكم التاريخ. لن تتطور العلاقات بين الشمال والجنوب الى علاقات الثقة والمصالحة ولن يفتح منفذ جديد امام توحيد الوطن الا عندما يقف حكام جنوبى كوريا موقفا وطنيا، موقف استقلالية الامة.

على حكام جنوبى كوريا تغيير سياستهم والانحياز الى الموقف القومى المستقل المتمثل فى خدمة مصلحة الامة والاعتماد عليها وانتهاج سياسة تقوم على مشاركتهم ابناء جلدتهم فى صياغة مصير الوطن والامة يدا بيد معهم.

ان ازالة حالة المجابهة السياسية بين الشمال والجنوب مطلب اولى لتحسين العلاقات بينهما. وعندها ستزول المجابهة العسكرية وابعد من ذلك يتحقق الوفاق والتلاحم القوميان.

على حكام جنوبى كوريا ان يحلوا سياسة الوفاق والتعاون مع الشمال محل سياسة المجابهة ضدنا بدافع من الروح الوطنية الصادقة ويكفوا عن الاعمال التى تشجع على سوء التفاهم والريبة وتحول دون المصالحة والتلاحم القوميين بين الشمال والجنوب.

والى جانب المجابهة السياسية بين الشمال والجنوب، لا بد من ازالة حالة المجابهة العسكرية وتخفيف حدة التوتر ايضا.

ان حالة المجابهة العسكرية بين الشمال والجنوب هى وليدة عدم الثقة وسوء التفاهم ما بين ابناء الامة نفسها وتحول دون الثقة والوفاق بينهما والاسوأ من ذلك تصعد من حدة التوتر وتجلب الكوارث الى الامة فبدون ازالة هذه الحالة، لا يمكن تحسين العلاقات بين الشمال والجنوب ولا احلال السلم فى شبه الجزيرة الكورية ولا تحقيق توحيد الوطن بالطرق السلمية.

يتشدق حكام جنوبى كوريا حاليا عن " خطر غزو الجنوب " الذى لا وجود له، الا ان ما هو موجود حقا فى بلادنا هو خطر غزو الشمال. ولن تزول حالة المجابهة العسكرية بين الشمال والجنوب فى شبه الجزيرة الكورية ما لم يستأصل خطر غزو الشمال ايضا.

ينبغى على حكام جنوبى كوريا ان ينبذوا سياستهم الحربية الخطيرة ويسعوا لتخفيف التوتر وليس لتفاقمه. كما يجب الكف عن زيادة القوات المسلحة وجلب الاسلحة من الخارج والمناورات العسكرية المشتركة مع القوات الاجنبية والاعمال الاستفزازية العسكرية الطائشة.

ومن اجل ازالة حالة المجابهة بين الشمال والجنوب وتحقيق المصالحة والتلاحم الوطنيين، لا بد من نشر الديمقراطية فى الحياة الاجتماعية والسياسية فى جنوبى كوريا. طالما ان الحكم الفاشى يسود جنوبى كوريا بغض النظر عمن يحكمها، لا يمكن ازالة حالة المجابهة بين الشمال والجنوب ولا تصور اجراء مناقشات او نشاطات حرة تستهدف توحيد الوطن من جانب مختلف الاحزاب والتجمعات والطبقات والفئات فى جنوبى كوريا. ومما يزيد الامر سوءا هو وجود القوانين الشرسة المعادية للامة والتوحيد مثل " قانون " امن الدولة " الذى يعتبر نفس ابناء الامة اعداء والاتصالات والتبادلات بين ابناء الشعب والشخصيات من مختلف الاوساط فى الشمال والجنوب اعمالا اجرامية ويقمع قوى التوحيد الوطنية مما لا يمكن عنده تحقيق المصالحة والوحدة الوطنية ولا تحقيق الاتصالات والتبادلات بين الشمال والجنوب ابدا.

ويشهد التاريخ القاسى لحركة توحيد الوطن الذى بدأ مع انقسام الامة انه لا يمكن احراز اى تقدم فى العلاقات الشمالية والجنوبية ما دام " قانون امن الدولة " سارى المفعول فى جنوبى كوريا.

ان واقع جنوبى كوريا الحالى حيث تتعرض قوى التوحيد الديمقراطية الوطنية للقمع من جراء ذلك " القانون " وتتردى العلاقات الشمالية والجنوبية الى اقصى حد، يطرح نشر الديمقراطية فى المجتمع كمطلب ملح لا يمكن تأجيله. ولا بد من الغاء هذا "القانون" الذى يلحق الشقاء بابناء الشعب فى جنوبى كوريا والاذى بالامة كلها، كما ينبغى ضمان الحريات السياسية والحقوق الديمقراطية مثل حرية مختلف الاحزاب والتجمعات والطبقات والفئات فى المناقشة حول توحيد الوطن والنشاطات النازعة اليه.

هذه المسائل التى ندعو اليها، يجب حلها حتما من اجل تحسين العلاقات بين الشمال والجنوب وفتح آفاق جديدة لتوحيد الوطن.

واذا اظهر حكام جنوبى كوريا تحولا ايجابيا بافعالهم الواقعية فى المستقبل متخلين عن سياستهم الحالية للمجابهة والمعادية للامة والتوحيد بما يتفق وآمال الامة كلها، فاننا مستعدون للالتقاء بهم فى اى وقت وتشاور معهم بقلب مفتوح بشأن مسألة مصير الامة وسنسعى جاهدين معهم لتحقيق توحيد الوطن. وسنراقب ما يتخذونه من مواقف وافعال.

ومن اجل حل القضية الكورية حلا سليما، يتوجب على البلدان المعنية ايضا ان تلعب دورا ايجابيا انطلاقا من الموقف المخلص للمساعدة فى توحيد كوريا. ينبغى لها ان تحترم سيادة امتنا وارادتها للتوحيد وتقدم لها عونا نشطا حل مسألة توحيد الوطن مستقلا وبالطرق السلمية.

والولايات المتحدة كطرف يتحمل مسؤولية مباشرة عن القضية الكورية ينبغى لها، ان تنفذ باخلاص ما قطعته علنا من الوعود والالتزامات. كما عليها ان تغير تغييرا جذريا سياستها تجاه كوريا التى اكل عليها الدهر وشرب وتتوقف كليا عن التدخل فى عملية توحيد كوريا المستقل والسلمى.

لا نود ان نرى الولايات المتحدة كعدو لدود ابدى لنا وانما نرغب فى تطبيع العلاقات الكورية الامريكية. واذا ما قامت الولايات المتحدة باعمال مفيدة لاحلال السلام فى شبه الجزيرة الكورية وتوحيدها دون ان تتعامل مع القضية الكورية من موقف القوة، وتتخلص من نظرتها البالية عن عصر الحرب الباردة، فان علاقاتها مع كوريا ايضا ستتطور تطورا جيدا بما يتفق ومصالح شعبيهما.

وعلى اليابان التى الحقت بشعبنا ما لا يحصى من الشقاء والكوارث ان تندم بصدق على ماضيها وتتخلى عن سياستها المعادية لجمهوريتنا وتكف عن اى عمل يحرض على انقسام كوريا او يعيق توحيدها. عندئذ، سنعاملها معاملة ودية بكونها جارة لنا، وستتحسن العلاقات الكورية اليابانية غير الطبيعية ايضا.

طريق نضال شعبنا من اجل توحيد الوطن غير معبدة، الا ان توحيد الوطن وهو امنية امتنا سيتحقق حتما.

واذا توحدت كوريا فان وطننا سيظهر بجدارة على مسرح العالم بكونه دولة مستقلة غنية ومقتدرة ذات سيادة عدد سكانها ٧٠ مليون نسمة وستفتخر امتنا بنفسها كأمة عظيمة حصيفة وكريمة.

يتوجب علينا ان نخوض نضالا يشمل الامة كلها من اجل تنفيذ تعليمات الزعيم العظيم الرفيق كيم ايل سونغ الخاصة بالتوحيد حتى نقرب من ذلك اليوم التاريخى الذى ستعيش فيه امتنا بملايينها السبعين بسعادة على ارض الوطن الموحد.

إرسل لصديق