الأخبار
واقع لا حلم
واقع لا حلم
معروف أن الدول الغربية تشيد العمارات السكنية الفاخرة على نطاق واسع، وذلك من أجل الطبقة الامتيازية، فإنها ما هي إلا أضغاث الأحلام بالنسبة إلى عامة الشعب العامل.
في استطلاعات الرأي العام التي جرت في مدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا الأمريكية عام 2019، قال أكثر من نصف سكانها إن ارتفاع أسعار البيوت السكنية إلى السماء يشكل أكبر هم لهم ، متحسرين على علو تكاليف المعيشة مع مر الأيام.
ولا يقتصر هذا الواقع على الولايات المتحدة. فذات مرة، سأل أحد المراسلين لحاكم السلطة في بلد ما عن رأيه إزاء الناس دون مأوى لهم، فرد عليه قائلا: " إن ذلك خزي بالفعل".
في شهر نيسان/ أبريل الأخير، أقيمت منطقة المساكن الفاخرة الجديدة، المسماة بمنطقة الشقق المتدرجة علي ضفة نهر بوتونغ الجميل، في بيونغ يانغ، عاصمة جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية. هذه البيوت السكنية التي تزودت بكل التسهيلات الحياتية على أعلى المستويات، تم توزيعها دون مقابل إلى الشغيلة العاديين في القطاعات المختلفة الذين يعملون بتفان من أجل حزب العمل الكوري (الحزب الحاكم ) والدولة، ومن ضمنهم العمال المبرزون في العمل وأصحاب الجدارة والعلماء ورجال التعليم والأدباء. هذا الأمر لا يمكن تصوره في البلدان الغربية حيث تخص المساكن الفاخرة بالطبقات الامتيازية فقط.
ليس من قبيل الصدفة أن صارح أحد الشخصيات الأوروبية بأنه إذا أمكن لكوريا الاشتراكية أن تغدو بلدا وحيدا يعيش فيه جميع الناس حياة مسالمة ومتساوية هذا اليوم طالما أن العالم يرزح في اضطرابات وخلافات، ويعود ذلك إلى أن حزب العمل الكوري يتبنى المبادئ السياسية العادلة والأخلاقية والمشبعة بمحبة الإنسان.
في هذا البلد، كان بناء البيوت على حساب الدولة وتوزيعها إلى أبناء الشعب دون مقابل قد أصبح كأهم سياساته منذ أمد بعيد. فإنه لإرادة ثابتة وسياسة دائمة لحزب العمل الكوري أن يعتبر روح التفاني في العمل والقلوب النزيهة لمحبة الوطن أثمن من أي ثروات في الدنيا وأن أبناء الشعب الذين يدعمون الحزب والدولة ببذل جهودهم المخلصة يحق لهم بطبيعة الحال أن يستمتعوا بأسمى حضارات أولا وقبل غيرهم.
وعلى ذلك، بنيت فيه المساكن الجديدة في عديد من الشوارع مثل شارع تشانغزون ومنطقة ويسونغ السكنية للعلماء وشارع وونها للعلماء وشارع ميراي للعلماء وشارع ريوميونغ في غضون عشر سنوات الأخيرة. وليس هذا إطلاقا لأن هذا البلد يفيض بالأموال أو يزخر بأي مواد، بل أنه ما يزال يفتقر إلى أشياء كثيرة ويعاني شتى الصعاب حتى الآن، نظرا للعقوبات العنيدة والشرسة التي ظلت تفرضها القوى المعادية عليه طوال عشرات السنين.
ومع ذلك كله، طرحت كوريا الاشتراكية حزبا وحكومة حل مسألة سكن الشعب على وجه الرضا كأمر بالغ الشأن وتخصص الأموال الهائلة لذلك.
ففي العام الماضي، وضع المؤتمر الثامن لحزب العمل الكوري المهمة الخطيرة لبناء عشرة آلاف شقة في العاصمة بيونغ يانغ كل سنة خلال فترة خطة السنوات الخمس لتنمية اقتصاد الدولة، أي بناء 50 ألف شقة من البيوت السكنية في غضون خمس سنوات. و من ضمن خطوة أولي لهذه المهمة، ظهرت إلى حيز الوجود مجموعة كبيرة من البيوت السكنية الحديثة بعشرة آلاف شقة على أروع صورة في شارع سونغهوا الواقع في المدخل الشرقي للعاصمة بيونغ يانغ، خلال مدة سنة واحدة فقط، فتم إعلان تدشينها في شهر نيسان/ أبريل الأخير، في آن واحد مع إنشاء منطقة الشقق الفاخرة المتدرجة على ضفة نهر بوتونغ بصورة مميزة.
إن عيش جماهير الشعب العامل في المساكن الفاخرة في البلدان الغربية ليس سوى رغبة لهم كالحلم، لكنها أصبح حاليا في كوريا أمرا منقولا إلى حيز الواقع.