الأخبار
الاستعراض العسكري الذي أظهر مدى التطور البالغ للقوات المسلحة الكورية
(الأسلحة والأعتدة العسكرية الرائدة الكورية)
جرى الاستعراض العسكري للاحتفال بالذكرى التسعين لتأسيس الجيش الثوري الشعبي الكوري في ساحة كيم إيل سونغ في عاصمة جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية في يوم 25 من نيسان/ أبريل الأخير، مما أثار أصداء كبيرة في العالم كله.
هذه المرة، جرى الاستعراض العسكري في شمالي كوريا في الليل، وبلغت كل عناصره ذروة، بدءا بإظهار المشاة المحمولة جوا مهارة الهبوط المتميزة إلى مراسيم الدخول الرائعة للجوقة الموسيقية العسكرية الكبيرة العامة في الساحة و دخولها طوابير وحدات الاستعراض بمهابة. كما يتميز هذا الاستعراض بتأثيرات الإضاءة المميزة وألحان الموسيقى المهيبة بأداء فرقة الأوركسترا الكبيرة من الاستعراض العسكري، إضافة إلى مسيرة الطوابير من أفراد وحدات النخبة بخطى صامدة وقوية على ساحة الاستعراض، ومهارات أسراب الطائرات التي تشق عنان سماء الساحة بطيران الإسفاف والصعود العمودي الحاد.
وعلى وجه الخصوص، استرعت أنظار الناس وأثرت دهشتهم وإعجابهم الأسلحة والأعتدة العسكرية الرائدة. فرأى العالم من جديد، صورة القوات المسلحة الكورية الحالية التي تطورت تطورا ملحوظا إلى أبعد حد.
ومن اللافت بالنظر بصورة خاصة أن كل الأسلحة والأعتدة العسكرية فيه قد بلغت تقدميتها وعصريتها مستوى عالميا. إن دل على ذلك فإنما يدل على أن ما يزود به أفراد الاستعراض العسكري من مختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والوسائل الفردية كان على مستوى رائد، فضلا عن الدبابات الحديثة التي تمثل بالدبابات الرئيسية للجيش الشعبي الكوري، ومدافع الرمي المباشر والقذاف ذاتية الحركة، والمدافع الصاروخية الكبيرة الفائقة التي تشكل أحد الأسلحة الكورية الفريدة مطلقة الفعالية على المستوى العالمي، والأسلحة المضادة للدروع، ومختلف أنواع الأسلحة الإلكترونية ووسائل الاستطلاع والاستكشاف، وأحدث الصواريخ التكتيكية، والصواريخ البالستية القابلة للإطلاق من تحت المياه وعلى الأرض من منظومة "بوكوكسونغ"، والصواريخ البالستية متوسطة المدى والعابرة للقارات من منظومة "هواسونغبو"، ومنظومة الصواريخ المضادة للطائرات وغيرها.
كما أن الصاروخ العملاق، المحمول على متن عربة إطلاق الصواريخ الآلي ذات 11 محورا، الذي ظهر لأول مرة في الاستعراض العسكري للاحتفال بالذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس حزب العمل الكوري وتم إثبات قدرته الجبارة من خلال إطلاقه التجريبي الناجح في آذار/ مارس هذا العام، يجعلنا نعرف جيدا مرة أخرى مدى عصرية القوات المسلحة الاستراتيجية في كوريا وقدرة ضربها الأعلى.
إنه لأمر مدهش أن سرعة تجديد الأسلحة والأعتدة العسكرية فيها تزداد بسرعة عالية جدا. إذ يمكن معرفتها جيدا من خلال استعراض هذا البلد الأسلحة والأعتدة القتالية والتقنية التي تم تطويرها وإنتاجها في السنوات الأخيرة، هذه المرة.
كما شاهده العالم من قبل، فإن كوريا نجحت في الإطلاق التجريبي للصاروخ البالستي الإستراتيجي بين المتوسط والبعيد المدى أرض – أرض من طراز "هواسونغ – 10" بدفعة واحدة في حزيران/ يونيو عام 2016، وبعد مدة لا تزيد عن سنة واحدة من ذلك، في أيار/ مايو عام 2017، شهدت النجاح الكامل في الإطلاق التجريبي للصاروخ البالستي العابر للقارات من طراز "هواسونغ - 12"، الذي تم تحسين مواصفاته التكتيكية والتقنية وخصائصه التقنية. وقبل مرور شهرين على ذلك، نجحت في الإطلاق التجريبي للصاروخ البالستي العابر للقارات من طراز "هواسونغ - 14" الجديد في دفعة واحة، وبعد أكثر من 20 يوما من ذلك، نجحت من جديد في الإطلاق التجريبي للصاروخ البالستي العابر للقارات من طراز "هواسونغ - 14" للتأكد من أقصى مداه. وفي تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2017، نجحت في الإطلاق التجريبي للصاروخ البالستي العابر للقارات من طراز "هواسونغ – 15" الجديد، الذي يمكن حمل أكبر الرؤوس النووية من فئة الوزن الثقيل وهو أكثر تفوقا من الصاروخ البالستي العابر للقارات من طراز "هواسونغ - 14".
وإضافة إلى ذلك، نجحت في الإطلاق التجريبي للصاروخ الموجه التكتيكي الحديث في شهر آذار/ مارس الماضي، والإطلاق التجريبي للصاروخ المجنح بعيد المدى والصاروخ الفوقصوتي الأقصى من طراز "هواسونغ - 8" والصاروخ الحديث المضاد للطائرات التي تم صنعها حديثا في شهر أيلول/ سبتمبر، والإطلاق التجريبي للصاروخ الباليستي الجديد من الغواصة في شهر تشرين الأول/ أكتوبر على التوالي، مما أثبت مدى تجديد الأسلحة الاستراتيجية المتنوعة السريع على الملأ.
وفي كانون الثاني/ يناير هذا العام، حققت النجاحات المتتالية في الإطلاق التجريبي للصاروخ الفوقصوتي الأقصى لمدة لا تزيد عن أسبوع واحد وفي آذار/ مارس كما نجحت في الإطلاق التجريبي الناجح للصاروخ البالستي الحديث العابر للقارات "هواسونغبو –17" الذي يعلن عن ولادة الوسيلة الأخرى للهجوم النووي المقتدر في العالم، مما أظهر مدى تطورها السريع في الأسلحة الاستراتيجية وقدراتها الجبارة بكل أبعادها.
كما يبدي العالم دهشته عن آفاق تطور الأسلحة والأعتدة العسكرية الرائدة المستقبلية في هذا البلد.
جدير بالذكر أن المؤتمر الثامن لحزب العمل الكوري المنعقد في كانون الثاني/ يناير الأخير طرح الخطط الرئيسية والنواتية والمهام الإستراتيجية بالغة الشأن لتطوير علوم الدفاع الوطني والصناعة العسكرية خلال الخطة الخماسية.
وأكد المؤتمر الثامن للحزب المهام الواضحة لتعزيز قدرة الدفاع الوطني ومنها مهمة لترقية التقنية النووية إلى أعلى مستوى وتطوير العمل لتصغير الأسلحة النووية وتخفيف وزنها وتحويلها إلى الأسلحة التكتيكية، وتطوير الأسلحة النووية التكتيكية المتنوعة، ومهمة للإسراع بإنتاج رؤوس الصواريخ النووية العملاقة باستدامة، ومهمة لرفع قدرة الضربة النووية الاستباقية لتدمير أي هدف إستراتيجي داخل نطاق مسافة 15000 كيلومتر بمنتهى الدقة، ومهمة لصنع الرأس الحربي القادر على الطيران الشراعي بالسرعة الفوقصوتية القصوى وإدخاله في المستقبل القريب، ومهمة لامتلاك الغواصة النووية والأسلحة الإستراتيجية النووية التي تطلق من تحت المياه، ومهمة لتوفير القدرة على جمع المعلومات الاستطلاعية عبر تشغيل أقمار الاستطلاع العسكري عما قريب، وصنع وسائل الاستطلاع مثل طائرة الاستطلاع بلا طيار، القادرة على الاستطلاع الدقيق لعمق الجبهة الأمامية حتى بمسافة 500 كيلومتر، ومهمة لتخلص الجيش الشعبي من البنية التقليدية والارتقاء به وتطويره إلى جيش رائد ومختار، ومهمة لتحويل الأسلحة والأعتدة إلى ذات مواصفات ذكية ودقيقة وآلية تماما وخفيفة وذات فعالية عالية كهدف نواتي أساسي للصناعات العسكرية وتوجيه أعمال البحوث والتطوير إلى تحقيقه وآلخ.
يقدر المحللون المشهورون في العالم بالإجماع بأن كوريا ستحقق مهامها الإستراتيجية في قطاع الدفاع الوطني على أعلى المستويات بسرعة فائقة ودون أدنى تقصير، في المستقبل.
لقد قال القائد الأعلى للقوات المسلحة لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، المارشال كيم جونغ وون في كلمته على منصة الاستعراض العسكري إن عصرنا الحالي يتطلب منا أن نحقق تغيرات سريعة جدا وعلى أشد وجه، لا يمكن مقارنتها مع ما شهده تاريخ التسعين عاما الماضي، متكللين بأمجاد الجيش القوي باستمرار، ولا وجود الرضاء والنهاية على طريق إنماء قوة الدفاع عن النفس، وعلى قدرتنا العسكرية القوية أن تغدو أكثر تأكدا وثباتا في مواجهة أي عدو، وعلى القوات المسلحة النووية لجمهوريتنا أن تكون على أهبة تامة لأداء رسالتها المسئولة وإطلاق قدرتها الرادعة الفريدة في أي وقت من الأوقات.