الأخبار
سر نجاح سياسة القائد كيم جونغ إيل
سر نجاح سياسة القائد كيم جونغ إيل
في أواخر القرن الماضي، كان معظم الناس في العالم قد ظنوا أن كوريا الاشتراكية غير قادرة على الحفاظ على نظامها.
انهيار السوق الاشتراكية والصعوبات الاقتصادية والغذائية القاسية من جراء الأرزاء الطبيعية الكارثية المتتالية، وتهديد الحرب النووية ومؤامرات العقوبات والحصار من جانب القوى المعادية...
مع ذلك، خلقت كوريا المعجزات لفتح الطريق الواسع لبناء الدولة الاشتراكية القوية، متغلبة على كل المصاعب والمحن.
يمكن القول هنا إن خالق تلك المعجزات ما هو إلا رئيس لجنة الدفاع الوطني كيم جونغ إيل (1942 – 2011).
وسط تأييد جماهير الشعب المطلق
يجدر بالإشارة إلى أن سر النجاح في سياسة كيم جونغ إيل يكمن في أنها تتمتع بتأييد وثقة الشعب المطلقة.
قد احترمه أبناء الشعب الكوري كل الاحترام قبل فترة قيادته لمجمل شؤون الدولة، فيما هو يساعد أعمال الرئيس كيم إيل سونغ (1912 – 1994)، وتبعوه منادين بـ"قائدنا العزيز".
كانوا يثقون دائما بأن الخطط والسياسات التي يطرحها تساهم في ازدهار البلاد وسعادة أنفسهم. وعلى سبيل المثال، حين كانت البلاد تمر بالصعوبات بعد توقف عدد كبير من المصانع والمؤسسات ومعاناة الشعب من نقص الغذاء، كان الشعب الكوري مقتنعا بأن سياسة سونكون (إعطاء الأولوية للشؤون العسكرية - المترجم) الذي ينتهجها القائد كيم جونغ إيل ما هي إلا أصح سياسة للدفاع عن البلاد من التهديد العدواني للإمبرياليين وأيدها تأييدا تاما. اعتبر الشباب وقوفهم في مخافر الدفاع عن الوطن أكبر شرف لهم، وانطلق كل أبناء الشعب رجالا ونساء وشيوخا وأطفالا في مساعدة الجيش الشعبي وصناعة الدفاع الوطني.
دعما للخطط التي وضعها القائد كيم جونغ إيل، أنشأوا عددا كبيرا من المحطات الكهربائية المتوسطة والصغيرة وقنوات المياه الجارية على طبيعتها وقاموا بتسوية الأراضي الزراعية واسعة النطاق في أنحاء البلاد. وأقاموا المصانع الحديثة وبنوا الطرق الجديدة وهم ينقلون مواد البناء على ظهورهم بسبب نقص الآلات والمعدات.
تحت قيادته الحكيمة، أصبح الشعب الكوري يستقبل أخيرا عصر تحول جديد لبناء الدولة الاشتراكية القوية، مذللا كل الصعاب والمشقات.
ومن نافلة القول إن المجتمع الدولي صار يعرف مدى ثقة أبناء الشعب الكوري بقائدهم
كيم جونغ إيل واحترامهم له، قبل عشر سنوات من الآن، حين توفى فجأة. إذ رآها العالم كله بأم أعينه من خلال مراسيم التشييع المهيبة المقامة في بيونغ يانغ وأبناء الشعب الكوري الذين كانوا يتخبطون أسى وحزنا ويشهقون بالبكاء على جانبي طريق تشييعه، صائحين إنه لا يجوز أن يرحل عنهم ولا يستطيع ذلك أبدا، وهم يركضون كسيل جارف نحو سيارة النعش لسد طريقها.
اعتمادا على الجيش المقتدر
من الجدير بالذكر أن السر الآخر الهام في نجاح سياسته يجب أن نجده في روح الدفاع عن الزعيم بالأرواح التي يتجسدها الجيش الشعبي لحما ودما بكونه جيشا قويا يعد على أصابع اليد في العالم.
كما هو معروف، إن القوى المعادية لم تذخر وسيلة وطريقة لدمار كوريا الاشتراكية. لو لم يكن جيشها الشعبي قويا ولم يتسلح بالروح الثابتة للدفاع عن الزعيم بالأرواح، لشنت القوى المعادية الحرب دون تردد مثلما فعلت في العراق وأفغانستان.
بعد أن خطا رئيس لجنة الدفاع الوطني كيم جونغ إيل خطوته الأولى لقيادة القوات المسلحة الثورية بزيارته لفرقة حرس الدبابات من الجيش الشعبي الكوري في اليوم الخامس والعشرين من آب عام 1960 ولاسيما قبل شروعه بالنشاطات السياسية الرسمية في اللجنة المركزية لحزب العمل الكوري في اليوم التاسع عشر من حزيران عام 1964، بذل جهوده الكبيرة دائما لتعزيز قدرات الجيش الشعبي. وعلى الأخص، في أصعب الفترات من أواخر القرن الماضي، مارس سياسة سونكون الأصيل، بإبراز الجيش كقوة رئيسية للثورة ودعامة لإنجاز قضية الاشتراكية.
والجيش الشعبي الكوري بدوره، رد على ثقة القائد هذه بإخلاصه اللامتناهي. فصان مخافر الدفاع عن البلاد كصخر وحديد حتى لا يتجرأ أحد على المساس بها، وساهم مساهمة بارزة في تجاوز الصعوبات الاقتصادية للبلاد وفتح العصر الجديد لبناء الدولة القوية بإقامة عدد كبير من الصروح المعمارية الشاهدة على العصر مثل محطة آنبيون الكهربائية الشبابية كبيرة الحجم واجتراح المآثر العملية في مناجم الفحم والمعادن والريف وغيرها تحت أمر القائد.
بكفاءته السياسية البارزة وقدرته القيادية الفريدة
ومن المؤكد أن السر الهام الثالث في نجاح سياسة كيم جونغ إيل يكمن في ما يتحلى به من كفاءته الخارقة وقدرته القيادية البارزة الجديرة بالسياسي.
طرح القائد كيم جونغ إيل الخطط الواضحة دائما، بناء على تحليل علمي للظروف والبيئات الذاتية والموضوعية حتى تمكن الشعب الكوري من الدفاع عن الاشتراكية دون تغير والتوجه نحو إثراء الوطن وتقويته وازدهاره. ووفر القوى المستقلة للاشتراكية بتحقيق الوحدة المتلاحمة بقلب واحد بين الزعيم والحزب والجماهير وحل دائما كل المسائل واضعا ثقته في الشعب واعتمادا عليه. كما تغلب على كل المصاعب بطريقة إيلاء الأهمية لفكر الناس ورفع القدرات الروحية للجماهير.
ويمكن المعرفة جيدا بمدى عظمة كفاءته السياسية وقدرته القيادية من خلال صيرورة كوريا إحدى دول معدودة على صعيد العالم تطلق الأقمار الصناعية وتملك السلاح النووي حتى في تلك الظروف القاسية.
وأتت روحه الثابتة لاستقلالية الأمة ورحبة صدره غير المحدودة ومحبته السامية للأمة بإجراء لقاءات ومحادثات القمة بين الشمال والجنوب لأول مرة في تاريخ انقسام الأمة الكورية حيث تم اتخاذ الإعلان الشمالي الجنوبي المشترك المؤرخ بيوم الخامس عشر من حزيران وإعلان الرابع من تشرين الأول مما سجل المآثر العظيمة على صفحات تاريخ حركة إعادة التوحيد للأمة، ووسع وطور العلاقات الخارجية للبلاد إلى أبعد الحدود بواسطة موقفه المستقل الثابت وكفاءته الدبلوماسية البارزة. بفضل خططه الاستراتيجية الدبلوماسية البارعة ونشاطاته الخارجية الدؤوبة، ارتفعت مكانة كوريا أكثر فأكثر على المسرح الدولي وخرجت الدول الغربية التي كانت تغض النظر عن كوريا وتهملها لإرضاء مزاج أمريكا في الماضي، خرجت متسابقة في إقامة العلاقات الدبلوماسية أو استئنافها معها مما أدى إلى تحطيم شبكات الولايات المتحدة الأمريكية لعزل كوريا وتدميرها تحطيما كاملا.
وليس من باب الصدفة أن كتب الياباني المشهور في الأوساط الاجتماعية واكاباياشي هيروشي في مقالته بعنوان "رجل عملاق بارز في التاريخ " أن "القائد كيم جونغ إيل هو حقا عملاق بارز للتاريخ و قطب السياسة في العالم الحالي".