الأخبار
فكرة زوتشيه .. الانسان سيد العالم
فكرة زوتشيه .. الانسان سيد العالم
يعرف الكثيرون أنه ثمة فكرة ظلت تؤثر تأثيرا بالغا في تطور العصر دون التقيد بأي أبعاد زمكانية في صوغ مصير الإنسان، ما هي إلا فكرة زوتشيه.
أعطت هذه الفكرة إيضاحا علميا أن الإنسان يحتل مكانة السيد في العالم ويلعب دورا حاسما في تحويل العالم، وبناء على ذلك، سلطت الضوء على طريق صوغ مصير جماهير الشعب، الذات الفاعلة للتاريخ بقوتها الذاتية.
تم تأسيسها من قبل الرئيس كيم إيل سونغ (1912 - 1994) الذي انطلق إلى طريق النضال من أجل الوطن والشعب وهو في مطلع صباه، أي بعد العاشرة من عمره، في أواسط العشرينات من القرن الماضي حيث كانت كوريا تحت الاحتلال العسكري الياباني (1905 - 1945).
أسسها الرئيس في سياق بحثه عن طريق تقدم الثورة الكورية وجسدها طوال فترة الثورة الكورية الطويلة. وتحت راية فكرة زوتشيه، أصبح الشعب الكوري سيدا كريما للدولة المستقلة ذات السيادة تخلصا من مصير العبيد المستعمرين، وأقام الدولة الاشتراكية التي تأخذ بأسباب السيادة والاستقلال الاقتصادي والدفاع الوطني الذاتي.
رئيس لجنة الدفاع الوطني كيم جونغ إيل (1942 - 2011) هو الذي عمل على وضع فكرة زوتشيه في منهاجية متكاملة، وقام بتعميقها وتطويرها حتى تشع هذه الفكرة نورها كمثل عليا هادية للثورة الكورية وقضية الاستقلالية في العالم.
في مارس/ آذار عام 1982، أصدر القائد كيم جونغ إيل الأطروحة "في فكرة زوتشيه" ذات المضامين الوافرة وعميقة المعاني جدا بما فيها موضوعات التقدير الشامل لتاريخ البشر، استخلاص تراثه الفكري، التيار الرئيسي للعصر، أصوب طريق لصنع مصير الإنسان، إقامة وجهة النظر العلمية إلى الحياة وإيضاح الأسلوب السياسي الثوري، كما هي تتناول الماضي والمستقبل فضلا عن الحاضر، بدءا من المبادئ الأساسية لحياة الإنسان حتى المبادئ القيادية المفصلة لكل ميادين المجتمع من الفكر والسياسة والشؤون العسكرية والاقتصاد والثقافة وغيرها بكل التفاصيل.
ما إن صدرت هذه الأطروحة حتى تلاقت أصداء واسعة من أنحاء العالم، وعلى الأخص، نشرت في أكثر من عشرة ملايين نسخة من المطبوعات في أكثر من 90 بلدا في العالم، وتم طبعها في أكثر من 140 بلدا بالكرّاس، وذلك في فترة لا تزيد عن السنة منذ صدورها.
وأشاد بها مشاهير الشخصيات في العالم واصفين بأنها "بيان شيوعي جديد صدر في الثمانينات من القرن العشرين"، و"أول كتاب مدرسي فلسفي أعطى إجابات واضحة عن القضايا حول التحرر البشري لأول مرة".
كما قال أحد الأساتذة الفرنسيين إن لينين أشاد بـ"البيان الشيوعي" لماركس – انجلز في وقت من الأوقات قائلا إنه أغنية تمجيد الشيوعية، وإذا استعرت كلامه فيمكن أن أقول إن أطروحة "في فكرة زوتشيه" للسيادة كيم جونغ إيل هي أغنية عن قضية البشر الحقيقية وأغنية عن كرامة الإنسان وقيمته، وأغنية المثل العليا الحقيقية للبشر ورخائه غير المتناهي.
وحتى عدد لا يقل من الشخصيات في البلدان الرأسمالية الذين كانوا يتخذون الفلسفة البرجوازية كعقيدة لهم، صاروا مؤمني فكرة زوتشيه افتتانا بها.
وكان منهم الياباني إينوي شوهاتسي، الرئيس السابق لمجلس المعهد الدولي لدراسة فكرة زوتشيه وهو قام بنشر فكرة زوتشيه وواقع كوريا على نطاق واسع في العالم.
عندما انتقده بعض الناس بأنه يدرس كوريا فقط ولا يهتم باليابان، قال شوهاتسي إنهم لا يفكرون في اليابان ومصير اليابان، لما تكون فكرة زوتشيه فكرة لأمة واحدة تقتصر على كوريا؟ إن فكرة زوتشيه هي فكرة يجب على الجميع أن يتعلمها وفكرة للبشرية وفكرة عالمية رغم أن ولادتها تمت في كوريا.
كتب بيرو بودوت (Pierre Boudot) الأمين لمجلس المعهد الدولي لدراسة فكرة زوتشيه في رسالته إلى رفاقه ما يلي:
"أرجوكم يا رفاقي، من كل قلبي أن تتخلوا عن الغطرسة الأوروبية والتحيز المتأصل بعمق في أذهانكم حيال آسيا وتعلموا فكرة زوتشيه في كوريا إذا أردتم أن تدرسوا الحقيقة بدافع من ضمير العالم والمثقف، إن لم يفت الوقت..."
في الواقع، كان المجتمع الدولي ينظر في ذلك الوقت بنظرات التعجب والغبطة إلى كوريا، إذ أنها تحل كل المسائل الناشئة في واقعها بقوتها الذاتية حسب مقتضيات فكرة زوتشيه فيما تعتبر الاستقلالية حياة لها.
في أواخر القرن الماضي، تعرضت قضية الاشتراكية في العالم للانتكاس والأزمة فباتت كوريا الاشتراكية أيضا تمر بأقسى المحن. انتهازا لفرصة "انهيار الاشتراكية" في مختلف البلدان، ركزت القوى المعادية سهام هجومها على كوريا التي تتقدم إلى الأمام رافعة راية الاشتراكية دون تغير، معلنين مسبقا عن "نهاية الاشتراكية". فاضطر أبناء الشعب الكوري إلى دخول فترة المسيرة الشاقة غير المسبوقة من أجل الدفاع عن الاشتراكية.
في هذه المجابهة الحادة، باءت محاولات الأوغاد ومساعيهم لإزالة قلعة الاشتراكية، بالفشل وانتهت بالإفلاس التام. بفضل سياسة رئيس لجنة الدفاع الوطني كيم جونغ إيل، سياسة سونكون (إعطاء الأولوية للشؤون العسكرية)، تعززت القدرة الدفاعية الذاتية في كوريا بصورة مرموقة. تم الحفاظ على أمن اشتراكية كوريا بثبات، وأصبح السلام والأمن فى شبه الجزيرة الكورية والعالم مضمونين بأمانة.
من الحقيقة المعروفة للجميع أن الذبذبة الفكرية والفوضى دبت بين عدد غير قليل ممن كانوا يتطلعون إلى الاشتراكية.
في ذلك الحين بث رئيس لجنة الدفاع الوطني كيم جونغ إيل ثقة بانتصار قضية الاشتراكية في قلوب البشرية التقدمية بنشاطاته الفكرية والنظرية الدؤوبة.
أصدر العديد من المؤلفات بما فيها "الدروس التاريخية في البناء الاشتراكي والخط العام لحزبنا"، "لا يمكن السماح بمرور الافتراءات المعادية للاشتراكية"، و"الاشتراكية علم" واحدا بعد الآخر، بحيث منح منارة وبوصلة للتائهين وفاقدي الثقة في الاشتراكية، وأنزل ضربات ساحقة بكل أنواع من السفسطات والجور التي كانت تلطخ هذه الكرة الأرضية.
يزداد يوما بعد يوم اهتمام العالم وتعاطفه مع فكرة زوتشيه التي تشتد جاذبيتها وحيويتها قرنا بعد قرن.
أصبحت حاليا هذه الفكرة تبقى فكرة أشد انتشارا في العصر الراهن تجري دراستها ونشرها على نطاق واسع في العالم. وظلت تنشط نشاطات المؤمنين بفكرة زوتشيه ضمن النظام المنسق من منظمات دراسة فكرة زوتشيه حسب البلدان والقارات، متمحورا على المعهد الدولي لدراسة فكرة زوتشيه.
بمناسبة عيد الشمس (15 من أبريل/ نيسان) في عام 2012، الموافق بالذكرى المئوية لميلاد الرئيس كيم إيل سونغ عقد المؤتمر العالمي لفكرة زوتشيه بحجم كبير في بيونغ يانغ عاصمة جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، دولة مؤسسة لفكرة زوتشيه.
في هذا العام الذي يصادف الذكرى العاشرة وبعد المائة لميلاد الرئيس كيم إيل سونغ والذكرى الثمانين لميلاد رئيس لجنة الدفاع الوطني كيم جونغ إيل، ستجري الندوات الكبيرة حول فكرة زوتشيه على المستوى الدولي.
إنه لقانون أن تستولي الفكرة التي تنير طريق التقدم للبشر على أفئدة الناس في كل الأوقات. ستتألق فكرة زوتشيه إلى أبد الآبدين مع التقدم المظفر لقضية استقلالية العالم.