الأخبار
كلمة القائد المحترم كيم جونغ وون في معرض تطور الدفاع الوطني
11 أكتوبر/ تشرين الأول عام 110 زوتشيه (2021)
أيها الرفاق،
يسعدنا اليوم أن تتحين الفرصة لنا أن نشاهد بأم أعيننا مشهد تطور قدرات الدفاع الوطني لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، وطننا المجيد.
أهنئكم تهنئة حارة أنتم الرفاق الذين اشتركتم في معرض تطور الدفاع الوطني الذي تتركز عليه تقدمية كوريانا وعصريتها وبطوليتها.
هذا المعرض "الدفاع الذاتي - 2021" الذي أقيم اليوم يضيف مغزى أكبر على احتفالاتنا بذكرى تأسيس حزبنا هذا العام، وضياء مشرقا متميزا عليها.
مثلما يتبين في اسم المعرض، يغدو معرض تطور الدفاع الوطني هذا مهرجانا كبيرا يعرفنا عيانيا وعلى نحو مركز بطموحات حزبنا البعيدة وقدرته القيادية والتنفيذية العملية في فتح عهد جديد لتعزيز قوة الدفاع الوطني عن طريق التمسك الثابت دون تغير بخط الدفاع الذاتي الذي لا يقهر، ويظهر مدى تطور دولتنا الأعجوبي في علوم الدفاع الوطني والصناعة العسكرية وآفاقها الساطعة.
هذا المعرض الكبير الذي تتركز عليه سياسة حزبنا الثورية للدفاع الوطني وقدرتها الحيوية الرائعة يغدو تظاهرا مدويا لقوتنا الوطنية لا تقل أهميته عن العرض العسكري كبير النطاق.
أيها الرفاق،
تتراءى أمام عيني حية تلك المسيرة غير المطروقة، مسيرة ثورة صناعة الدفاع الوطني التي كانت تقرر الحياة أو الموت والتي كان لا بد لحزبنا أن يقطعها حتما طوال خمس السنوات الماضية، حاملا على عاتقه الرسالة التاريخية الجسيمة لإنماء قوة مطلقة أكبر، من أجل الدفاع عن أمن الوطن بأمانة ولأجل الكرامة الأبدية لجميع أجيالنا القادمة وسعادتها وسلامتها، بما يتلاءم مع ظروف ثورتنا وأوضاعها الذاتية والموضوعية المتغيرة ومتطلبات التغيرات المتسارعة للقدرات العسكرية على نطاق العالم.
إن مسيرة تطور قوة الدفاع الوطني المؤدية إلى خمس السنوات الماضية، تلك المسيرة الموسومة بأقسى المحن ولكن لحظات السرور والفرح التي تثلج صدورنا كانت طريق الثورة المثمرة والمجيدة جدا، طريق الوطنية، ومسيرة الانتصارات العظيمة وكانت كل خطوة منها جديرة أمام الحزب والوطن وأبناء الشعب وأفراد الجيل الصاعد.
هذه الأسلحة والأعتدة العسكرية المعروضة بأعداد كبيرة هنا في هذا المعرض، تلك الأشياء التي صنعناها في السنوات الخمس الماضية لا يمكننا أن نراها بغير مبالاة.
هذه هي مقتنياتنا القيمة التي يزداد فخرنا الكبير واعتزازنا البالغ بها، كلما نحسس بها ونتلمسها وكلما نراها مرة بعد مرة.
لم نكن نستطيع أن نصنع كلها إطلاقا لو لم تكن ثمة الثقة والوطنية الحارة لجميع أبناء شعبنا الذين أيدوا وساندوا سياسة حزبنا لتعزيز الدفاع الوطني بصورة مطلقة ودون أي قيد أو شرط، مجازفين بأقسى شقاء ومحنة من جراء الأعمال العنيدة المضادة لجمهوريتنا من جانب القوى المعادية التي تخاف من ازدياد قوتنا وتسعى بيأس للوقوف في وجهه.
تلك الأسلحة والأعتدة العسكرية ترتبط بعدد كبير من القصص التي لا تنسى حقا عن علمائنا في الدفاع الوطني وعمالنا في قطاع الشؤون العسكرية، الذين عانوا كل الآلام والشدائد على طريق بناء الدفاع الوطني، سائرين وراء حزبنا، وتتشرب بدمائهم الزكية وقطرات عرقهم التي سفحوها، حين ناضلوا مجازفين بأرواحهم، وبذلوا كل ما لديهم من الحماسة والذكاء.
إن علماءنا في الدفاع الوطني وتقنيينا وعمالنا في قطاع الشؤون العسكرية كانوا يؤيدون تأييدا مطلقا ودون أي قيد أو شرط على الدوام أي مطلب حزبنا وقراره، وقبلوهما بأرواحهم، وأظهروا ما لا حد له من الإخلاص والروح البطولية على طريق تحقيق القضية التاريخية العظيمة لتعزيز قوة الدفاع الوطني.
يسعدني أن أنتهز هذه الفرصة لأقدم شكري القلبي، باسم الحزب والحكومة ومن صميم قلوب جميع أبناء الشعب، إلى العلماء والتقنيين وأصحاب المآثر العاملين في قطاع صناعة الدفاع الوطني وجميع العمال في قطاع الشؤون العسكرية، الذين ساهموا مساهمة كبيرة في توفير قوة الدفاع الوطني العالمية الجبارة التي لم تكن تملكها جمهوريتنا سابقا في تاريخ بناء دولتها، وحققوا أحدث الإنجازات المرموقة التي نقلت أحلام شعبنا الطويلة إلى أرض الواقع.
كما أنني أتقدم بشكري القلبي إلى جميع أبناء شعبنا.
إنني أقتنع اقتناعا تاما بأن هذا المعرض سيغدو معرض المنتصرين الذي يعرض انتصاراتنا العظيمة، معرض التشجيع والإلهام الذي يبث قوة وجرأة لا حدود لها في نفوس العاملين في قطاع الدفاع الوطني وأبناء الشعب في كل أنحاء البلاد، معرضا مقداما يحفز تقدم وتطور بناء الاشتراكية من نمطنا بأكثر سرعة وقوة.
أيها الرفاق،
إن نواة سياسة حزبنا للدفاع الوطني هي الدفاع عن الوطن والشعب بقوتنا الذاتية وردع أي نوع من التهديدات والتحديات وحماية السلام بأمانة ودون أية زعزعة، بقدرات الدفاع القوية التي تزداد تطورا وتحسنا باستمرار.
إن العمل الرامي إلى تعزيز الدفاع الوطني يغدو عملا وطنيا ضروريا وحيويا أهم لا يجوز لحزبنا وحكومتنا وأبناء شعبنا أن يفلتوه من أذهانهم ولو للحظة واحدة، انطلاقا من دروس تاريخ أمتنا التي كانت تعاني النكبات من جراء اعتداءات القوى الخارجية عبر التاريخ، واضطرت إلى بناء الاشتراكية وسط التهديدات الدائمة التي تستمر قرنا بعد قرن من جانب القوى المعادية، وانطلاقا من متطلبات وخصوصية الثورة الكورية تلك.
إنه لمنطق عالمي سائد في الشرق والغرب والماضي والحاضر أن ننساق إلى التهديدات العسكرية الخارجية ونخضع لها، وأبعد من ذلك، لا نستطيع أن ندافع عن وجود دولتنا وشعبنا، إذا لم نملك قوة الدفاع الذاتي على المستوى اللائق.
في عالم اليوم، تتغير صور العمليات العسكرية وأوضاع أمن الدول في كل منطقة، بموجب التطور المتسارع للفنون العسكرية والأسلحة والأعتدة العسكرية.
إن الخطر العسكري الذي نشأ اليوم أمام دولتنا من جراء التوتر العسكري الناشئ في محيط شبه الجزيرة الكورية يختلف عما قبل عشر أو خمس سنوات، أو حتى قبل ثلاث سنوات.
يمكننا أن نتوقع تغير الأوضاع العسكرية في منطقة شبه الجزيرة الكورية في الغد، بالنظر إلى محتويات المناورات العسكرية المختلفة التي تقوم بها الولايات المتحدة وجنوبي كوريا بكثرة، بدعوى مواجهة التهديدات المزعومة، فيما هي تتحدث في الأمام عن السلام والتعاون والازدهار، وبالنظر إلى محاولات جنوبي كوريا لتحديث التسلح، التي تزداد سفورا في الآونة الأخيرة بدرجة تفوق التصور.
تجلب جنوبي كوريا في الآونة الأخيرة بدعم قوي من جانب الولايات المتحدة مقاتلات الضرب المشترك من طراز ستلث وطائرات الاستطلاع أعلى الطلعة دون طيار وكميات هائلة من الأسلحة الرائدة بشتى أنواعها، وتسعى لتجديد القدرات القتالية لجيشها.
وبعد تعديل إرشادات صواريخها التي جاءت في الآونة الأخيرة، تؤكد تأكيدا بارزا على تقنياتها الذاتية للدفاع الوطني، وتنهمك في محاولاتها واضحة نواياها لتحديث الأعتدة العسكرية الهجومية متعددة النواحي مثل تعزيز قوة الغواصات وتطوير المقاتلات بدءا بتحسين قدرة الصواريخ مثل تطوير رؤوس الصواريخ المتنوعة و زيادة مسافة رميها.
طبعا إن محاولات جنوبي كوريا هذه التي تفوق درجتها العادية خطرة لا يمكن إهمالها، لكن الأمر الأخطر منها هو حججها لتحديث التسلح وموقفها الثنائي المنافق واللصوصي.
.
على الرغم من أن سلطات جنوبي كوريا تعمل كل ما ترغب، تسعى الآن إلى انتزاع حتى حقنا في تطوير قوة دفاعنا الوطني الذاتي، وتتهم حتى باختباراتنا على الأسلحة الدائمة مدعية بأنها استفزازات عسكرية أو تهديدات، وأفعال غير مناسبة تصعد التوتر وغيرها من النعوت، مشاركة بالمبادرة منها في رفع أصوات الولايات المتحدة وغيرها من القوى المعادية ضد جمهوريتنا.
تستخدم جنوبي كوريا الآن كلمات "الاستفزازات" و"التهديدات" "كمصطلحات متخصصة معادية للشمال".
إن الموقف المنافق لجنوبي كوريا التي تحترّ في زيادة التسلح تحت لافتة العدالة المزعومة المسماة بمواجهة التهديدات الكاذبة التي اصطنعتها بنفسها من طرف واحد، بعد وضع القيود على تطوير قوة دفاعنا الوطني الذاتي، باستخدام قرار الأمم المتحدة الجائر، والحماية الكتومة من جانب الولايات المتحدة يواصلان تجريح مشاعر وأجواء الطرفين الشمالي والجنوبي، ومحاولاتهم الخطرة غير المحدودة لتعزيز القدرات العسكرية تخرب التوازن العسكري في منطقة شبه الجزيرة الكورية، وتزيد عدم الاستقرار والخطر العسكري.
لقد كشفت جنوبي كوريا عن رغبتها الملحة في تفوقها علينا في القوة العسكرية دون إخفاء في المناسبات العديدة، تحت الحجة السخيفة التي تدعي بردع تهديداتنا، وكانت ترفع دائما لافتة مزعومة لردع تهديداتنا والدفاع عن السلام.
إن تحديدها لنا كطرف التهديد وطرف الردع، لا طرف الحوار والتعاون هو بالذات تعبير مركز عن عدائها لجمهوريتنا تشربت به روحا وجسدا وحتى في أعماق عظامها ولا يمكن إخفاؤه ولو تتظاهر في الخارج بالعكس.
إننا نعبر عن أسفنا الشديد على مطامعها الشريرة مفرطة الطموحات هذه وموقفها الثنائي وغير المنطقي واللصوصي الذي يشجع الجور على الطرف الآخر ويجرح مشاعره، وإذا واصلت فيما بعد أيضا سعيها لتشويه حتى حقنا في الدفاع الوطني الذاتي، فإننا لن نغتفر بها، وسنواجهها بالأفعال القوية.
ولكن إذا لم تتحرش بنا جنوبي كوريا بعناد، ولم تمس حتى بممارستنا للسيادة، فإني أتجرؤ على القول إن التوتر في شبه الجزيرة الكورية لن يحدث أبدا.
لو لا ذلك، لن يحدث أمر مشاركتنا في المشاجرات الكلامية مع جنوبي كوريا ولا سبب لذلك أيضا.
إنني أجدد القول إن جنوبي كوريا ليست طرفا ستواجهه قواتنا المسلحة. من الواضح أننا لا نعزز قوة الدفاع الوطني مستهدفين لجنوبي كوريا.
لا يجوز مرة أخرى على هذه الأرض ذلك التاريخ المريع الذي يستخدم فيه الأخ لأخيه السلاح.
إنني أوضح مجددا أننا لا نسعى إلى حرب ضد مَن، بل إننا ننمي قدرة ردع الحرب بكل معنى حرفها من أجل منع الحرب بحد ذاتها والدفاع عن سيادتنا، وإن قدرة ردع الحرب التي نتحدث عنها وقدرة ردع الشمال التي تتحدث عنها جنوبي كوريا تكونان مفهومين مختلفين من حيث معنى الكلام وطبيعته.
عدونا الرئيسي هو الحرب بحد ذاتها، وليس جنوبي كوريا أو الولايات المتحدة أو أي دولة أو قوة خاصة.
ولذلك، مثلما قلت سابقا في الخطاب السياسي الأخير، أرجو من سلطات جنوبي كوريا ومجمل رأي مجتمع جنوبي كوريا لبلدنا الكوري أن تتخلص من القلق والهموم البالية والمتخلفة النازعة إلى ردع تهديد شمالي كوريا، ورسالتها الوهمية، وتخرج من وعيها المفرط للأزمة، وعي الأضرار.
لا يجوز لنا أن نحكم الوضع الناشئ ارتجاليا أو شعوريا أو ذاتيا، بل علينا أن نراه بعيون باردة وصحيحة.
إن تغيرات الأوضاع العسكرية والسياسية الناشئة الآن في جوانب شبه الجزيرة الكورية تحت إيعاز الولايات المتحدة، حتى ولو لا التسمن العسكري المفرط لجنوبي كوريا وطموحاتها المفرطة التي تشكل مشكلة الآن تحمل كلها كثيرا من الأخطار المستقبلية، وتطلب منا بإلحاح أن نتحول إلى كيان أقوى.
في الآونة الأخيرة، ترسل إلينا الولايات المتحدة مرارا علامة عدم عدائها لدولتنا، لكننا لا نجد أي مبرر فعلي نصدق في عدم عدائها لنا.
ليس البلهاء وحدهم متواجدين في الدنيا. فمن يصدق كلام الولايات المتحدة لعدم عدائها لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، وإذا كان ثمة أي شخص أو دولة تصدق كلامها ذلك، فإني شديد التوق إليها.
ما زالت الولايات المتحدة تأتي بالتوتر في المنطقة بحكمها وفعلها الخاطئ.
إن الأمر الواضح هو أن عدم استقرار الوضع في منطقة شبه الجزيرة الكورية لا يمكن أن يزول بسهولة بسبب الولايات المتحدة.
وإذا أبطأنا في هذا الوضع خطانا، وتنفسنا الصعداء على طريق التطور ولو لحظة، منتشين بالنجاحات التي قد أحرزناها في تعزيز قوة الدفاع الوطني، فإن التوازن العسكري في المنطقة سيزداد خطرا، وقد تواجه دولتنا وضع الأمن المقلق الأكثر سوءا وتهديدا.
فإن مواصلة تنمية قوتنا العسكرية بما يتلاءم مع الوضع الحالي غير المستقر في شبه الجزيرة الكورية هي مطلب عصري لثورتنا وأسمى مسؤولية ألقتها الثورة والمستقبل على عاتقنا.
يتطلب منا الواقع أن نسرع بتزودنا بالقوة والوسائل التي تستطيع أن تتحكم أمنيا بأنواع القلق والتهديدات المتواجدة بالفعل، دون أدنى رضى بالنفس أو المراوحة في مكاننا.
إن الجهود المبذولة للاحتفاظ بالقوة العسكرية القوية يجب أن تكون حقا إلزاميا وواجبيا للدفاع الذاتي وسياسة وطنية محورية لا يجوز الإفلات عنها ولو للحظة واحدة بالنسبة للدولة ذات السيادة سواء أ في الوضع السلمي أم في وضع المواجهة.
ذلك لأن قوة الدفاع الذاتي تغدو جذور وجود الدولة وضمان تطورها.
إننا سنواجه بالموقف الصامد والحازم كل أنواع الأعمال الدنيئة من جانب القوى المعادية، التي تأتي بالتوتر العسكري في منطقة شبه الجزيرة الكورية، ونبذل قصارى جهودنا للإزالة والقضاء بالتدريج على الأسباب التي تهز الأوضاع السلمية من أساسها، حتى يسود السلام الوطيد منطقة شبه الجزيرة الكورية.
لكن أي جهد من جهودنا الخارجية الرامية إلى السلام لا يعني إطلاقا تخلينا عن حقنا في الدفاع الذاتي.
أيها الرفاق،
لقد طرح المؤتمر الثامن لحزب العمل الكوري إلى قطاع علوم الدفاع الوطني وقطاع الصناعة العسكرية المهام المفصلة لتحويل القوة العسكرية والتقنية القوية التي نتمسك بها في أيدينا إلى أشد قوة لا تقاوم عن طريق صنع الثورة الثانية في صناعة الدفاع الوطني خلال فترة خطة السنوات الخمس.
جوهرها الأساسي هو تعزيز قدرات ردع الحرب التي تم إيجادها أكثر فأكثر نوعا وكما، والإسراع بتطوير وإنتاج الوسائل الاستراتيجية والتكتيكية الضرورية لأمن الدولة.
إنما يثق به حزبنا هو ما لدى علمائنا العاملين في قطاع الدفاع الوطني وعمالنا في قطاع الشؤون العسكرية والذين يخلقون المعجزات غير المسبوقة إذا طلبها الحزب والثورة من الروح الثورية الصامدة والروح الوطنية البارزة وأطيب الأدمغة الذكية والمواهب وأسس الصناعة العسكرية المكينة التي تم إرساؤها بصلابة الحديد والصخرة وسط الصعاب طويلة الأمد.
في أيام ثورة صناعة الدفاع الوطني من المرحلة الأولى، أدرك حزبنا بكفاية إخلاص علمائنا وتقنيينا العاملين في قطاع الدفاع الوطني ومؤهلاتهم والقدرات الكامنة في كل الوحدات ولدى أصحاب المواهب، ووطدنا الثقة بأن الأهداف الرائدة لتعزيز قوة الدفاع الوطني يمكن بلوغها حتما، ما دام ثمة العاملون الثوريون الموثوقون، الذين تشربوا روحا وجسدا إلقاء أنفسهم في النضال مجازفين بأرواحهم من أجل الوطن والشعب.
إن من يزيدون من ثقتنا هذه ويجعلوننا نتفاءل نصرا في المرحلة الجديدة هم الجيش الكبير من العلماء الشابين البارعين من طراز الإبداع، الذين يحققون قصد الحزب دون قيد أو شرط بأساليبهم الخلاقة في كل مرة تخطط فيها اللجنة المركزية للحزب.
. هؤلاء الأشخاص الموهوبون الشابون هم دعامة وطيدة تدعم حاضر ومستقبل قطاع صناعة دفاعنا الوطني وقوة جبارة لحزبنا ودولتنا.
كما يكون ثمة أفراد طبقتنا العاملة العسكرية الفخورون الذين يخلصون إخلاصا لا حدود له لقضية الحزب والثورة في كل زمن من الأزمنة
يعلق حزبنا آمالا كبيرة على علمائنا وأفراد الطبقة العاملة العسكرية.
ستتغير الآن قوة دفاعنا الوطني الذاتي باستمرار.
لوجود إرادة حزبنا القوية وقيادته الصائبة ولوجود علماء الدفاع الوطني والعمال العسكريين المخلصين إخلاصا غير مشروط للحزب والثورة، ستتحقق النجاحات الأكثر روعة في إنجاز قضيتنا الوطنية العادلة، ولذلك، ستدافع القوة الاستراتيجية، قوة ردع الحرب الأكثر ثباتا وتكاملا وقدرة عن أمن ومستقبل وطننا وشعبنا.
أيها الرفاق،
طبعا إن هدفنا الحقيقي من إقامة هذا المعرض الكبير لتطور الدفاع الوطني اليوم هو إلهام العلماء والتقنيين العاملين في قطاع الدفاع الوطني والعمال العسكريين بالاستفادة من هذه المناسبة وبث الثقة والجرأة الجديدة في قلوب أبناء الشعب، لكن الأساس هو تحفيز تطور قوة الدفاع الوطني للبلاد بأكثر قوة.
لا يجوز لنا أن نقتصر على الشعور بالاعتزاز بالنفس، فيما نعود بذاكرتنا إلى التاريخ المجيد لصناعة الدفاع الوطني، الذي أنمينا فيه حتى الآن قدراتنا الدفاعية الوطنية برضى إلى مستوى متطلبات مرحلة تطور الثورة، بل علينا أن نفكر في اتخاذ جهودنا الصامدة المبذولة بالدماء والعرق لأكثر من نصف قرن والتطور المنجز حتى الآن كلوحة الوثب الوطيدة، والقفز إلى الأعلى قفزا من على تلك اللوحة.
على قطاع صناعة الدفاع الوطني أن يقوم بالتحليل والتقدير للنجاحات المنجزة حتى الآن ومدى تطوره جامعيا بدقة من خلال هذا المعرض، وعلى أساس ذلك، يقوم بتفكير وتخطيط التطور الفائق لكل الميادين، وأن يتبادل ويمتلك معا التجارب الرائعة المتراكمة حتى الآن، ويضع خططا منهاجية للصعود الأسرع إلى أعلى المستويات فيما بعد.
يجب على الجميع أن يضعوا نصب أعينهم مرة أخرى الخطة الاستراتيجية الضخمة لتطور الدفاع الوطني، التي طرحها المؤتمر الثامن لحزبنا، ويساهموا في تطور الدفاع الوطني، بمعنويات مضاعفة لمئات المرات.
أيها الرفاق،
يصارحكم حزبنا بكل ما تتطلبه الثورة وحالة الأوضاع كما هي عليه، ويستمد قوة كبيرة من موقفكم الثابت وإخلاصكم الوطني.
إنني أؤكد مرة أخرى على أن الاحتفاظ بالقوة العسكرية التي لا ند لها ولا يجرؤ أحد على المساس بها ومواصلة تعزيزها هما سياسة حزبنا الثابتة الأكبر شأنا وهدفه وإرادته التي لا تتزعزع.
إن على أنتم الرفاق المجتمعين هنا أن تراجعوا بنظرة باردة أوضاع قطاعاتكم ووحداتكم في ضوء النجاحات الجسيمة التي أحرزها قطاع صناعة دفاعنا الوطني، وتعقدوا اعتزاما جديدا على تقديم إنجازات جديدة أخرى أمام الحزب والدولة والشعب، وتجددوا العزيمة أيضا من ناحية تقديم أقوى مساعدة لتطوير صناعة دفاعنا الوطني.
طبعا، إن الوضع الاقتصادي للبلاد ما زال صعبا، وتعرض للقطاعات الأخرى أيضا مهام بالغة الشأن تتطلب السرعة والعجلة، لكن الجميع لا يجوز لهم أن ينسوا أهمية وخطورة تعزيز قدرة الدفاع الوطني، ويدركوا بعمق أن أي تطور وأي نجاح لثورتنا لا يمكن تصوره بعيدا عن التطور الأولوي لقدرة الدفاع الوطني.
دون القدرات الدفاعية الذاتية القوية، لا يمكن توقع التقدم الناجح لسياسة حزبنا وحكومتنا الخارجية والداخلية، ولا تصور استقرار البلاد وبيئتها السلمية.
وعلى جميع أبناء الشعب أيضا أن يعتبروا تعزيز قدرة الدفاع الوطني أكبر وطنية لهم، ولا يذخروا جهودهم لمساعدته ماديا وروحيا، حسب إرادة حزبنا وحكومتنا الثابتة والقوية.
يجب علينا أن نكون أقوياء، حتى ولو من أجل أجيالنا القادمة. إن أكثر ما يتطلب منا هو أن نغدو أقوياء.
فلنبذل جميعا أنفسنا، جسدا وروحا وذكاء وحماسة، دون تحفظ للقضية المقدسة من أجل تعزيز قدرات الدفاع الوطني لدولتنا العظيمة من كل النواحي، بدافع من إيماننا بالنصر الأكيد والاعتزاز بالنفس، دون أن ننسى يمينا عقدناه أمام الوطن والثورة والشعب.
أرحب بكم مرة أخرى على مشاركتكم في هذه الفعاليات التي ترون فيها عن كثب قدراتنا العسكرية الباعثة على الفخر.