يقع في بيونغ يانغ، عاصمة جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية دار بيونغ يانغ للتوليد، التي تصور حضن الأم التي تفتح ذراعيها. يمكن القول إن هذه الدار المعروفة على نطاق واسع في العالم، هي مكان يمتلئ بحب المرأة والمستقبل ومباركتهما، قبل اعتبارها جهازا للخدمات الطبية.

أكثر ما يلفت الأنظار فيها هو الرواق المركزي الذي يتميز بالأرضية المرصعة بزخارف زهور الكاميلية والجريس وورق شجرة الجنكة ونحوها باستخدام أكثر من 160 طنا من الأحجار الكريمة الطبيعية، والسقف المزين بالثريا الفاخرة على شكل عباد الشمس بقطر دائرتها 5 أمتار وذات عشرات آلاف الخرزات والتي تنشر أنوارها الباهرة.

وهناك حقيقة أخرى يتعجب المجتمع الدولي منها من خلال هذا المستشفى وهي أن جميع الخدمات الطبية تقدم فيه بلا مقابل. رغم أنه مزود بأجهزة الطب العصرية وفرقه الكفوءة، لكن المصابات بأمراض النساء والحاملات والمواليد يتلقين العلاج فيه دون دفع فلس واحد. بحسب المعلومات المتعلقة بما يقرب من 40 عاما منذ تدشينه عام 1980 حتى عام 2019، قدم مثل هذه الخدمات الطبية المجانية إلى أكثر من 920 ألف رضيع، بما فيهم أزيد من 490 قطعة من التوائم الثلاثة أو الأربعة الذين أبصروا النور فيه، وما يربو على 9,88 ملايين امرأة.

عند الأخذ بعين الاعتبار أن رسوم التوليد في البلدان الرأسمالية المتطورة تقدر عموما بـ10 آلاف دولار أمريكي، يمكن معرفة أن إجراءات الحكومة الكورية المخصصة للنساء لا يتم حسابها بمجرد المال. وأكثر من ذلك، عندما ولد التوائم الثلاثة أو الأربعة، تقدم لكل منهم ووالديهم المدية الفضية أو الخاتم الذهبي كهدايا، ويتم تربيتهم على نفقة الدولة حتى يبلغوا السن المعينة.

أما هذا المستشفى المشبع بحب النساء والمواليد، فقد بادر رئيس لجنة الدفاع الوطني
كيم جونغ إيل (1942-2011) إلى بنائه، ووجه عملياته على حد قول الناس.

ممن تمتعن بالمنافع فيه مئات الأجنبيات وقد وضعن الأولاد أو تلقين علاج أمراض النساء في الماضي. ومن بين أولئك الأولاد الفلسطينية "جيندالي"، والكوبي "سايبيول"، والصيني "ما سول كوانغ" الذين أطلق عليهم رئيس لجنة الدفاع الوطني كيم جونغ إيل أسماءهم.

وفاء لغاياته، اتخذ رئيس شؤون الدولة كيم جونغ وون إجراءات لإكمال بناء المعهد العصري لأبحاث أورام الثدي الذي تبلغ مساحته الطابقية الإجمالية 8500 متر مربع على أروع صورة في دار بيونغ يانغ للتوليد، فقد تم تدشينه عام 2012، وهو مزود بأجهزة الطب الرائدة مثل جهاز التصوير المشعاعي متعدد الأغراض، ومجواف الأنابيب الثديية، وجهاز التصوير المقطعي المحوسب، وجهاز تصوير الغدد الثديية، وجهاز قطع أنسجة الغدد الثديية.