كوريا الاشتراكية .. واسلوب التنمية الفريد

من جراء مؤامرات القوى الإمبريالية المتحالفة لعزل كوريا الاشتراكية وتدميرها، تحف بطريق تقدمها عقبات ومصاعب مضاعفة ومتشعبة، لكنها تدفع قدما باطراد عجلة بناء الدولة الاشتراكية القوية بأسلوب التنمية الخاص بها.

إن الشيء الهام في هذا الأسلوب هو أسلوب الإبداع اعتمادا على النفس، أي القوة الذاتية والتقنيات والمواد الخام المحلية.

يمكن القول إن صفوة الاعتماد على النفس إنما هي الروح المعنوية القوية للعيش بالاكتفاء الذاتي دون الارتهان على الغير، والقدرات العلمية والتقنية المتمكنة من خلق المعجزات حتى في أية شروط وظروف سيئة.

بكلمة أخرى، إن أسلوب التنمية لكوريا الاشتراكية هو تحديدا الإسراع ببناء الدولة الاشتراكية القوية بقواها الذاتية وعلى طريقتها الخاصة عبر معالجة جميع القضايا، على أساس مبدأ القوة الذاتية والتعزيز الذاتي، دون أن تعرف أي تنازل أو مساومة في القضايا المتعلقة بمصالح الدولة والشعب، مهما اعترضت سبيلها أي تحديات ومصاعب.

بالطبع، نظرا لأن هذا البلد صغير فقد كان من المحتمل أن يسير على طريق تلقي المساعدات الاقتصادية من البلدان الكبيرة، بقصد تنمية اقتصاده.

ظلت القوى المعادية لهذا البلد تشدد مكائدها لعزله وخنقه من جهة، وتلجأ إلى إغرائها من جهة أخرى على غرار قولها "إنها ستقدم له مساعدات اقتصادية هائلة إذا تخلى عن الأسلحة النووية".

بيد أن هذا البلد اختار "معارك الاختراق الأمامي" ردا على تحديات القوى المعادية وإغرائها بالنهج الخاص بإثراء البلاد وتقويتها وازدهارها بالقوة الذاتية.

في هذا المسار، يشهد نجاحات لافتة للنظر، مثل تشييد مدينة سامزيون كنموذج المدينة الجبلية المتحضرة، ومزرعة الصوب للخضار في زونغبيونغ، ومنتجع يانغدوك الثقافي للمياه المعدنية الساخنة وغيرها من الصروح المعمارية العصرية في العام الماضي وحده، وهذا ما أثبت أن القدرات الاقتصادية الكامنة لهذا البلد لا يستهان بها.

أعلنت منظمة الأمم المتحدة لتنمية الصناعة في "تقريرها عن تنمية توليد الطاقة الكهرمائية الصغيرة في العالم لعام 2019" "أن طاقة المحطات الكهربائية المتوسطة والصغيرة الحجم في جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية ازدادت بنسبة 2,5 ضعف في عام 2019 عما كانت عليه في عام 2016".

يبرهن واقع كوريا الاشتراكية جليا على أن أسلوبها التنموي القائم على الاعتماد على النفس هو نهج حكيم للغاية.