الأخبار
إتحاد إسقاط الإمبريالية
الرئيس كيم إيل سونغ و"ت. د"
إن "ت. د" (الاسم المختصر لاتحاد إسقاط الإمبريالية) هو أول منظمة ثورية أسسها الرئيس كيم إيل سونغ (1912 – 1994)، انطلاقا من عزمه على تحقيق استعادة البلاد المغتصبة بأيدي الإمبرياليين اليابانيين، وتكريس حياته كلها في القضية المقدسة لحرية الشعب وانعتاقه.
في حزيران عام 1926، التحق الرئيس كيم إيل سونغ بمدرسة هواسونغ، المدرسة العسكرية والسياسية لمدة سنتين، والتي تقوم بتأهيل كوادر جيش الاستقلال. لقد أظهر الرئيس أمام الناس، ما يتحلى به من روح الحنان والاجتهاد البارزة، والقدرة الخارقة للتفكير والحكم، والجرأة والكفاءة التنظيمية الفريدة.
حدث ذلك، حين جرت مباراة كرة القدم بين الطلاب في مدرسة هواسونغ والمدرسة الأخرى. عشية انتهاء المباراة، اصطدم أحد لاعبي مدرسة هواسونغ بخصمه، حتى أصيب بجرح في رجله. فحمله الرئيس على ظهره، وأسرع إلى منزل الطبيب. منذ ذلك اليوم، بذل الرئيس جل إخلاصه لشفاء رجله من كسر في العظم. حينا، ظل يُمرضه، وهو يشاطره النوم والأكل كل ليلة، وحينا آخر، أحضر له العقاقير اللازمة لشفائه. ولفتح شهية المريض، أعد حتى مختلف الأغذية. وزد على ذلك أنه شرح له الدروس التي غاب عنها زميله المريض، وقام بكتابة الدروس له في دفتره. بفضل الإخلاص الدافئ للرئيس، تماثل المريض للشفاء التام. افتتن جميع الطلاب في مدرسة هواسونغ بالمودة الإنسانية الدافئة للرئيس، إلى أن أصبحوا يتعاطفون مع غاياته.
أثناء دراسته في مدرسة هواسونغ، قام برص صفوف الرفاق الذين يشاطرونه الغايات، واحدا واحدا. كانت سلطات المدرسة تناصب العداء التيار الفكري التقدمي الرائج آنذاك، حتى حرمت على الطلاب قراءة الكتب الخاصة به، وبلغ بها الأمر حد إنزال عقاب صارم بهم. إلا أن الرئيس كيم إيل سونغ مضي في نشر الأفكار التقدمية بين الطلاب بنشاط، قائلا إنه من التصرف الخاطئ أن تمنع سلطات المدرسة الطريق المؤدي إلى الحقيقة. وفي حصة المناظرة الدراسية أيضا، كان يدعو عن جدارة إلى أنه، إذا تم استقلال كوريا، يجب بناء مجتمع خال من الاستغلال والاضطهاد، مجتمع تتمتع فيه الجماهير العاملة، مثل العمال والفلاحين، بحياة سعيدة، وليس بناء مجتمع إقطاعي أو رأسمالي، بحيث حظي بتأييد حار من الطلاب. وفي هذا السياق، جعل زملاءه رفاقا ثوريين، يشاطرونه الغايات والمصير في الحياة أو الموت.
هكذا، ولدت منظمة "ت. د".
عند تأسيس هذه المنظمة (17 تشرين الأول 1926)، كان الرئيس في حدود العاشرة من عمره. فكان جميع أعضائها أكبر منه سنا بـ 5 – 10 سنوات، وكان بينهم حتى أب له طفل. لكنهم رفعوا كيم إيل سونغ مسؤولا للمنظمة، وأقسموا اليمين لكونهم رفاقا ثوريين له دون تغيير.
كان تأسيس هذا الاتحاد عبارة عن إعلان القتال المصيري لإسقاط الإمبرياليين اليابانيين، وإشهار المواجهة ضد جميع الإمبرياليين على الكرة الأرضية. كما أصبح الاتحاد نقطة انطلاق للنضال من أجل تأسيس الحزب في كوريا. ومبدأ الاستقلالية الذي تقدم به "ت. د"، أصبح مبدأ بناء الحزب ونشاطه في كوريا، بينما صار الشباب من جيل جديد، الذين رباهم هذا الاتحاد، عمادا فقريا للنشاط من أجل تأسيس الحزب.
رغم أن تاريخ البشر يسجل على صفحاته عددا كبيرا من الرجال العظماء، لكنه لم يعرف من قبل رجلا عظيما، كالرئيس كيم إيل سونغ، قام بتأسيس المنظمة الثورية في فترة صباه بحدود العاشرة من عمره.