الأخبار
النظام الفيدرالي النموذج الأمثل للتوحيد السلمي لكوريا
النظام الفيدرالي النموذج الأمثل للتوحيد السلمي لكوريا
كما يعرف الجميع، فإن كوريا ما زالت مشطورة إلى الشمال والجنوب منذ زمن بعيد وهما في حالة المواجهة الحادة على أساس الفكر والنظام المختلفين مما يثير قلقا من المجتمع الدولي.
ترى كيف يجب أن تجري إعادة توحيد كوريا؟
وما هو، إذن، أسلوب توحيدها السلمي الأكثر واقعية وعقلانية بالنسبة لشماليها وجنوبيها؟
ردا على ذلك، قُدِّم بجلاء قبل قرابة 40 سنة مشروع تأسيس جمهورية كوريو الاتحادية الديمقراطية والذي طرحه الرئيس الخالد كيم إيل سونغ (1912 - 1994) لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية في تشرين الأول/ أكتوبر 1980. هذا المشروع يقضي بإعادة توحيد البلاد من خلال إقامة الدولة الموحدة بأسلوب النظام الفيدرالي الذي يتمثل في ترك النظام والحكومة المختلفين القائمين في كل من الشمال والجنوب على حالهما وإنشاء الحكومة الوطنية الموحدة فوقهما وممارسة الشمال والجنوب نظام الحكم الذاتي في منطقة كل منهما تحت إشراف هذه الحكومة، وذلك في إطار الأمة الواحدة والدولة الواحدة.
أما أسلوب النظام الفيدرالي فهو أسلوب إعادة توحيد كوريا، الذي لا يسعى إلى أفضلية أو مصلحة أي طرف من طرفي الشمال والجنوب فقط ولا يلحق أذى بكل منهما. إذا أريد توحيد كوريا بواسطة نظام طرف واحد اليوم وقد مضت عشرات السنين على قيام النظامين المختلفين في الشمال والجنوب فسوف يترتب على ذلك كوارث لا تحمد عقباها.
بما أن أسلوب النظام الفيدرالي يدعو إلى تحقيق توحيد البلاد على أساس أمة واحدة ودولة واحدة ونظامين وحكومتين بترك الفكر والنظام القائمين في كل من الشمال والجنوب على حالهما، فيمكن، بممارسة هذا الأسلوب، ضمان الوفاق والتلاحم فيما بينهما وإعادة توحيد البلاد بطرق سلمية تهربا من التنافر وخلاف الآراء بينهما.
حتى وإن كان الفكر والنظام المختلفان قائمين في كل من الشمال والجنوب، تستطيع الأمة الكورية المتجانسة أن تنجح في إعادة توحيد البلاد قدر ما تشاء بأسلوب النظام الفيدرالي، بناء على السماح بهما على حالهما.
كما أن أسلوب النظام الفيدرالي أسلوب وحيد قادر على إعادة توحيد كوريا سلميا بما يتلاءم مع تطلعات الأمة وأمانيها.
إعادة توحيد كوريا تهدف إلى إعادة إدماج الأمة المتجانسة والتي لا تحتوي على أي خلاف أو تناقض بين الأمم. لذلك، ليس ثمة بين الشمال والجنوب وهما صاحبا الشأن المباشران في توحيد البلاد أدنى موجب لصدام دموي بينهما، حين يقدمان نقاطا مشتركة وطيدة في المصالح الوطنية كشرط مسبق لهما ويتجهان نحوها، في إعادة توحيد الأمة.
إذا كان أحد طرفي الشمال والجنوب يرفض فكر ونظام الآخر ويحاول "توحيد النظامين" في ظل ظروف انشطار الأمة الكورية لأكثر من 70 سنة واستقرار الفكر والنظام المختلفين في كل منهما لأمد طويل، فإن ذلك سيؤدي حتما إلى خلق عدم الثقة والمواجهة بينهما وأبعد منها، إلى جلب كوارث الحرب. لو نشبت الحرب في شبه الجزيرة الكورية لصارت فتيلا من شأنه أن يوسع الحرب إلى آسيا، ثم إلى العالم.
فقد أشار رئيس لجنة شؤون الدولة كيم جونغ وون في جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية بوضوح في تقرير قدمه إلى المؤتمر السابع لحزب العمل الكوري المنعقد في أيار/ مايو 2016 إلى أنه في تحقيق توحيد البلاد، قد توجد ثمة طريقة سلمية وأخرى غير سلمية. إننا مستعدون لكل منهما، إلا أننا كنا نبذل كافة مجهوداتنا المستطاعة من أجل تحقيق توحيد البلاد بالطرق السلمية، لأننا لا نرغب في نشوب حرب على أرض وطننا وتعرض أمتنا الكورية لكوارث الحرب مرة أخرى. ههنا بالذات يكمن السبب في دعوتنا إلى توحيد البلاد على أساس النظام الفيدرالي.
في حال تحقيق توحيد البلاد على هذا الغرار، سوف تبسط الأمة الكورية سيادة البلاد في كل أنحائها وتحقق تلاحمها الكبير بكونها أمة واحدة، وستغدو كوريا دولة موحدة مستقلة ومحايدة ومحبة للسلام.