الأخبار
حزب العمل الكوري والقائد كيم جونغ إيل
حزب العمل الكوري والقائد كيم جونغ إيل
يوم 19 من حزيران/ يونيو عام 1964 هو يوم بدء الأمين العام الخالد لحزب العمل الكوري كيم جونغ إيل (1942 – 2011) عمله في اللجنة المركزية لهذا الحزب. يحتفل أبناء الشعب الكوري بهذا اليوم احتفالا ذا دلالة كبيرة، إلى جانب اليوم التذكاري لتأسيس الحزب (10 تشرين الأول/ أكتوبر)، نظرا لأنه اجترح المآثر الكبيرة في عملية بناء الحزب.
أكبر مآثره هذه تكمن في بناء الحزب ليصبح حزبا متحدا ومتلاحما كصلابة الحديد والصخر.
ثمة في العالم عدد كبير من الأحزاب ولكل منها زمر فئوية وخلافات في الآراء، ولكن حزب العمل الكوري لا يعرف مثل هذه الظواهر.
ذلك لأن القائد كيم جونغ إيل حقق وحدة الحزب وتلاحمه تنظيميا وفكريا، على أساس فكرة زوتشيه والمحبة الرفاقية. بادئ ذي بدء، حرص على أن يتخذ جميع أعضاء الحزب فكرة زوتشيه إيمانا ثابتا لهم، تلك الفكرة التي تدعو إلى معالجة جميع القضايا المطروحة في بناء الحزب والدولة، من خلال تنظيم جماهير الشعب واستنهاضها بوضع الثقة في قوتها. هذا وعمل على تطوير وإغناء فكرة زوتشيه، بما يتفق مع متطلبات تطور العصر والثورة، عبر إصدار كثير من المؤلفات مثل "في فكرة زوتشيه" حتى تظهر هذه الفكرة حيويتها الخالدة.
كما أنه جعل صفوف الحزب تتحد بقلب واحد، بناء على مشاعر الحب والمودة، لا عملا بالأوامر والإرشادات والشعور بالواجب، وهو ما يعد إحدى مآثره البارزة.
كان يحب الرفاق إلى أبعد الحدود، ويعتني بمصير الناس الذين ربطتهم به المشاعر الودية، حتى النهاية على مسؤوليته. وكان يطلب من جميع الكوادر الحزبيين بثبات وصرامة أن يضعوا دائما القضايا المتعلقة بأمور الناس في أول خانة من التقرير عن أعمالهم، لأنه كان يرى أن هذا التقرير يجب أن يتجه لتحقيق مصالح الشعب ويغدو تقريرا متمحورا على
الإنسان، ما دام الحزب يوجد من أجل الشعب وما دام العمل الحزبي هو لأجله. نتيجة لذلك، عولجت في حينها المنغصات والصعاب التي كان يعانيها أبناء الشعب في حياتهم، وتبدد أي ظل من الغم والكآبة عن وجوههم. لوجود هذين الحب والمودة، تشكلت في كوريا الاشتراكية البنية الاجتماعية من الوحدة المتلاحمة بقلب واحد حيث يؤيد جميع أبناء الشعب، فضلا عن أعضاء الحزب، حزب العمل الكوري تأييدا مطلقا، ويتحدون حوله كرجل واحد.
كما أن إحدى المآثر بالغة الشأن للقائد كيم جونغ إيل في بناء الحزب هي أنه وطده إلى أقصى درجة ليصير هيئة أركان سياسية مجربة ومحنكة تقود قضية البناء الاشتراكي إلى النصر.
في كل فترة من فترات تطور الثورة وفي كل مرحلة من مراحله، قاد حزب العمل الكوري إلى أن يضع خططا وسياسات صائبة ويمضي في تنفيذها بوصفه قوة هادية للمجتمع. من أبرز الأمثلة على ذلك رفعه راية سونكون (إعطاء الأولوية للشؤون العسكرية) بصورة أعلى، وصياغة سياسة سونكون كأسلوب قيادة لحزب العمل الكوري، في أواسط التسعينيات من القرن الماضي حين كان الإمبرياليون يركزون على هذا البلد مؤامراتهم المناوئة للاشتراكية. من هنا، حرص حزب العمل الكوري على إشاعة جو إيلاء الأهمية للشؤون العسكرية في المجتمع كله، وحث جميع أبناء المجتمع على أن يشاركوا أفراد الجيش الشعبي الفكر وأسلوب النضال، معززا بذلك القدرات الدفاعية للبلاد إلى أبعد الحدود.
هذا وأوضح القائد كيم جونغ إيل الاتجاه والسبل لتحقيق التنمية المستدامة للبلاد، متطلعا إلى المستقبل البعيد. في أواخر القرن الماضي حين بلغت صعوبات البلاد أوجها، من جراء مراوغات الإمبرياليين المعادية للاشتراكية، أعطى حزب العمل الكوري الأولوية لتطوير العلوم والتكنولوجيا، متمسكا بالنهج الخاص بإيلاء الأهمية لها، حتى أسهم في تحفيز الثورة الصناعية في القرن الجديد بهمة ونشاط. على ذلك، أقيم في أنحاء البلاد عدد كبير من المصانع المزودة بالتجهيزات المشغلة رقميا بالكمبيوتر، وتسارعت بخطى حثيثة عملية تحقيق استقلالية صناعة البينالون وصناعة الأسمدة وصناعة الفولاذ، بحيث فتح طريق واسع لبناء الدولة الاشتراكية القوية.
لذا، فإن مآثر القائد كيم جونغ إيل تشكل إرثا قيما لتحقيق الازدهار الأبدي لدى كوريا الاشتراكية، ناهيك عن ترسيخ وتطوير حزب العمل الكوري.