سفارة جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية

الأخبار

معارك البناء والتنمية

2020-05-17 21:29:17
معارك البناء والتنمية
معارك البناء والتنمية
فوزي حمدان الفجو

بقلم فوزي حمدان الفجو ..

مدير مجلس التعاون العربي الكوري مكتب السودان

..............................................................................................................

معارك البناء والتنمية
12 مايو يوم تاريخي في كوريا الديمقراطية الشعبية إذ يعتبر هذا التاريخ بداية لتفجير معركة زراعة وإنتاج الأرز وهو الغذاء الرئيس للسكان
وقد ابتدر الزعيم المؤسس لكوريا هذا النهج في هذا اليوم الذي صار عيدا من أعياد معارك البناء في كوريا
يتشارك السكان من رجال ونساء وشباب وطلاب وعمال وجنود في هذه المعركة التي تشكل وترمز للعلاقة بين الدولة والسكان في توجيه طاقات البناء لخلق الاستقرار الدائم بتوفير الحاجات الأساسية للمعاش
إذ تقوم فلسفة البناء الذاتي في كوريا على تفجير طاقات الشباب للنجاح معارك البناء في جميع قطاعات الإنتاج الزراعية والصناعية والخدمية والبنية التحتية للدولة
عانت كوريا بعد خروجها من الحرب كثيرا وترك دمار الحرب أثرا بالغا على الدولة مما جعل الزعيم المؤسس ان يبتدر المرحلة الاولى للبناء ووضع الأسس التي تجعل الدولة تنطلق نحو البناء والنهضة
ورغم المنعطفات التاريخية للحرب المستمرة في المنطقة والحصار المفروض دخلت كوريا في المرحلة الثانية النهضة والبناء واستمرت سنوات تكابد مشقة العقوبات والحصار
ثم في المرحلة الثالثة والاخيرة كان الانطلاق بثورة اقتصادية وانتاجية انتظمت الدولة في جميع قطاعاتها الزراعية والصناعية وتحديث البنى التحتية وكذلك تطور البناء والعمران وصناعة الاتصالات ووسائل النقل والسياحة
أن كان يوم 12 مايو هو يوم معركة زراعة وإنتاج الأرز فهناك حتما ايام اخر لمعارك بناء أخرى متجددة
تعتمد فلسفة البناء الذاتي في كوريا على تفجير طاقات الشعب وشحذ الهمم وتوجيهها نحو البناء وتقوم الإدارة العليا في الدولة بتوجيه الموارد نحو الإنتاج وتوفير سبل العيش والحياة الكريمة بكل عزة وكرامة واقتدار مما يجعلنا نلمس دور الدولة واجبها تجاه الإنسان الكوري مما يدل على أخلاقية المثل والقيم في المجتمع
بلا شك أن القائد والزعيم وكذلك الإدارة في الدولة تقف بصرامة على كل مراحل الإنتاج وتشرف على تقديم الخدمات الضرورية للسكان برغم التحديات الجسام والحصار والمشاكل التي تقابلها من الإدارة الأمريكية ومجلس الأمن الدولي في تجني واضح على سيادة الدولة وظلمها وحرمانها من أبسط الحقوق والخدمات
وقد كسبت كوريا الرهان بمجابهة كل تلك التحديات بأن انصرفت لمعارك البناء والإنتاج التي جعلتها من الدول التي تكتفي ذاتيا واستطاعت ان تنهض بفعل البناء الذاتي مما يجعلها مخولة ان تلعب دورا مهما ومحوربا في قادم ايام النظام العالمي الجديد
مجلس التعاون العربي الكوري ينتظره دور كبير يقوم به الترويج والبشير بالقيم والمبادئ التي عليها كوريا والتي جعلتها في مركز متقدم في سبيل النهضة
عودا على بدء نجد ان منطقة الشرق وهي ذات حضارات واديان وثقافات ضاربة في القدم كانت دائما ما تحتفل باهازيج لبدء الزراعة أو الحصاد أو الإنتاج وكذلك النفير والمشاركة الجماعية في الخدمات العامة أو الانتاج مما يخلق تشابه في القيم والعادات والسلوك
نحن في حاجة ماسة للاستفادة من تجربة كوريا الديمقراطية الشعبية في الإنتاج وإتباع سياسات استقلالية والاعتماد على النفس والمشاركة الجماعية في الإنتاج وفق نهج يحفظ للدول سيادتها واستقلالها اتحقق الإنتاج والاكتفاء الذاتي ولا يتم ذلك الا بامتلاك سلاح القوة والعزيمة والارادة
فوزي حمدان الفجو
lمديرمجلس التعاون العربي الكوري مكتب السودان

[email protected]

إرسل لصديق