الأخبار
القوى الذاتية.. الطريق لمستقبل كوريا
تشهد كوريا الديمقراطية حاليا اشتداد حملة الاعتماد على القوى الذاتية بشكل أكثر من ذي قبل.
في جميع قطاعات الاقتصاد الوطني ووحداته، تجري الأعمال بهمة ونشاط لاستكشاف الاحتياطيات الداخلية بكل حذافيرها، والربط الوثيق بين العلوم والتكنولوجيا والإنتاج، وانتظام الإنتاج استنادا إلى المواد الخام والأولية والمحروقات المحلية، وتطوير المؤسسات إلى أخرى صالحة لتوفير الطاقة والأيدي العاملة وقطع الأرض، والاستفادة الفعالة من الطاقة الطبيعية وغيرها من مصادر الطاقة المتنوعة، وإعادة تدوير الموارد في قطاع الصناعة الخفيفة. وأصبح بوسع هذا البلد، من خلال مواصلة تطوير العلوم والتكنولوجيا وتجديد التقنيات، أن يصنع بثقة الآلات والتجهيزات الرائدة بمعايير العالم، اعتمادا على قوته الذاتية.
نتيجة لذلك، صارت تسير في الشوارع والحقول حافلات الترولي والتراموي والجرارات والشاحنات من طراز جديد، تلك المصنوعة بالقوى التقنية الذاتية.
يمضي هذا البلد قدما في تجديد ملامحه عبر إنشاء العمارات العملاقة بطرقه البنائية الأصيلة، مثل إنجاز بناء شارع ريوميونغ العصري.
كما يجري على قدم وساق بناء محطة دانتشون الكهربائية وغيرها من المحطات الكهرمائية الكبيرة الحجم، وتتقدم بدأب ومثابرة عملية استصلاح أراضي المد بحيث تتوسع مساحة أراضي هذا البلد شيئا فشيئا.
في إطار هذه الحملة الصارمة للاعتماد على القوى الذاتية، تزداد وحدات الإنتاج الأوتوماتية أو الأوتوماتية الكاملة، وتتحقق نجاحات لافتة للنظر في قطاعات العلوم والتكنولوجيا الرائدة، بدءا بالتقنية المعلوماتية وتقنية نانو والهندسة البيولوجية. هذا وتدور في جميع وحدات الإنتاج حركة جماهيرية للتقليل من نسبة الارتهان على الخارج إلى أقصى الدرجات وانتظام الإنتاج اعتمادا على الموارد واللوازم المحلية. علاوة على ذلك، تنطلق حركة زيادة الإنتاج والتوفير إلى أقصى حد، وعملية استكشاف الاحتياطية الداخلية واستعمالها بفعالية، وحركة التجديد التقني المتلائمة مع الواقع المعني، والحملة الصارمة للمسابقات الجماعية، مما يؤدي إلى تنشيط الاقتصاد.
في العام الماضي وحده، أقيمت معارض النجاحات العلمية والتقنية على نطاق واسع، بما فيها معرض بيونغ يانغ الدولي للزراعة والمواد الغذائية، والمعرض الوطني الثالث والعشرون للنجاحات العلمية والتقنية الرياضية، والمعرض الوطني الثلاثون للسلع الاستهلاكية الشعبية، والمعرض الوطني الخريفي للأحذية – 2019، والمعرض الوطني لمستحضرات التجميل، والندوة العلمية والتقنية الفضائية – 2019، والمعرض الوطني للنجاحات العلمية والتقنية في حقل الربوط – 2019، والمعرض الوطني للنجاحات العلمية والتقنية في قطاع الصحة – 2019، والمعرض الوطني لنجاحات المعلوماتية – 2019، والمعرض الوطني العاشر لنجاحات البحوث العلمية في الجامعات والمعاهد العالية، والجلسة الوطنية لعرض العلوم والتكنولوجيا في قطاع صناعة الآلات الاستخراجية، والمعرض العلمي والتقني الوطني في قطاع تقانة نانو – 2019، والجلسة الوطنية لعرض الخبرات التقنية ونجاحات البحوث العلمية في قطاع الزراعة، والمعرض الوطني للنجاحات العلمية والتقنية في قطاع مواد البناء النهائية، وفي هذا السياق، يجري استحداث وإنتاج السلع والمنتجات الشهيرة ذات القدرة التنافسية العالمية بمقادير كبيرة.
وأقيمت بكوريا الديمقراطية في العام الماضي حفلات تدشين مدينة سامزيون الحديثة الواقعة في منطقتها الشمالية، ومنتجع يانغدوك الثقافي للمياه المعدنية الساخنة، القائم في منطقتها الوسطى، وسد بالهيانغ من محطة أورانغتشون الكهربائية ومزرعة الصوب للخضار ومشتل الأشجار في زونغبيونغ، الواقعة في منطقتها الشمالية الشرقية والتي تمكن هذا البلد من إنجاز بنائها بقواه الذاتية مهما كانت الخطوب والشدائد بسبب العقوبات المتطرفة من قبل القوى المعادية، وهو ما يشير إلى قدراته العظيمة القائمة على الاعتماد على النفس. في خضم هذه الحملة الصارمة، تسارع بناء منطقة كالما السياحية الساحلية في واونسان بلا كلل انطلاقا من القوة والتقنية المحلية، حتى أصبح إكمال بنائها قاب قوسين. من هنا، أثبت واقع هذا البلد بجلاء أنه يستحيل، بأي شيء، تحطيم قوة الشعب الذي يتحلى بفكر الاستقلالية والروح الصامدة للتغلب على المصاعب.
فقد قدرت المصادر الخارجية والمحللون الأجانب أن العقوبات عاجزة عن إيقاف تقدم كوريا الديمقراطية، بل تزيد روحها الاستقلالية قوة على قوة، ويحقق هذا البلد كثيرا من النجاحات الاقتصادية بقوتها الذاتية وهذا ما يبيّن أنه سيطلع في المستقبل ككيان اقتصادي مقتدر وجديد بشكل كامل .
وفي أواخر كانون الأول/ ديسمبر العام الفائت، عقدت الدورة الكاملة الخامسة للجنة المركزية السابعة لحزب العمل الكوري، وفي أوائل كانون الثاني/ يناير العام الجاري، وجه رئيس لجنة شؤون الدولة كيم جونغ وون أعمال بناء مصنع سونتشون للسماد الفوسفاتي على الطبيعة مما شكل قوة دافعة من شأنها أن تمنح أقوى زخم للحملة الصارمة للاعتماد على النفس، التي تشمل أنحاء هذا البلد. فيتقدم الشعب الكوري حاليا بكل جرأة على الطريق الذي اختاره بنفسه، الطريق المستقيم لإثراء البلاد وتقويتها وتحقيق ازدهارها بالقوة الذاتية، رافعا عاليا شعار "لنقتحم كل الصعاب التي تعيق تقدمنا، بمعارك الاختراق الأمامي!".