الأخبار
نظام تربية وتعليم الأطفال في كوريا الاشتراكية
نظام تربية وتعليم الأطفال في كوريا الاشتراكية
من المعلوم أن حماية حقوق الأطفال الذين سيحملون على عاتقهم مستقبل البلاد والأمة
وتوفير الظروف الصالحة لنموهم السليم روحيا وأخلاقيا وجسديا، هما مسألة بالغة الشأن
يتوقف عليها ازدهار البلاد.
اليوم، تقدم جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية الأطفال على غيرهم كـ"ملوك" البلاد
وتتخذ إعطاء الأسبقية لتربيتهم وتعليمهم وتطويرهما بصورة أكبر كسياسة هامة للحزب
والدولة.
من أبرز الأمثلة على ذلك نظام تربية وتعليم الأطفال القائم في هذا البلد.
في أغسطس/ آب للعام التالي من تحرر البلاد (15/8/1945)، أدرج حزب العمل الكوري
في برنامجه المهمة الخاصة بحماية الأمهات والأطفال على المستوى الوطني، وفي الفترة
اللاحقة، اتخذ إجراءات لإنشاء دور الحضانة ورياض الأطفال في المدن والمصانع
والمؤسسات والمزارع الحكومية على نفقة الدولة وتربية الأطفال على حساب الدولة
والمجتمع.
في فترة الحرب الكورية (1950- 1953) التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية على
هذا البلد، تم اتخاذ إجراءات لإقامة دور الرضع والأيتام وتحمل الدولة مسؤولية حماية وتربية
أيتام الحرب، ومنذ إقامة النظام الاشتراكي لما بعد الحرب، راحت الدولة تطور العمل لتربية
وتعليم الأطفال على قدم وساق.
بالنتيجة، بنيت دور الحضانة ورياض الأطفال حديثا في كل أرجاء البلاد، وخصصت
المبالغ الكبيرة من أموال الدولة لإنتاج اللعب والمواد الغذائية للأطفال.
إن نظام تربية وتعليم الأطفال الكوري مضمون قانونيا بموجب قانون تربية وتعليم الأطفال
الذي تم إقراره في الدورة السادسة لمجلس الشعب الأعلى الخامس لجمهورية كوريا
الديمقراطية الشعبية المنعقدة في أبريل/ نيسان عام 1976.
لذا، يتمتع جميع الأطفال على قدم المساواة بمنافع الدولة المقدمة لتربيتهم وتعليمهم.
تتولى دور الحضانة ورياض الأطفال تربيتهم وتعليمهم جميعا دون تمييز، سواء كانوا أبناء
للموظفين أو أبناء للعمال والفلاحين.
كما أنشئت دور الحضانة ورياض الأطفال الأسبوعية التي تتوافر فيها كل الظروف
الضرورية في تربية وتعليم الأطفال، من أجل المعلمات والمراسلات والباحثات وسائر النساء
المشغولات نظرا لخصائص عملهن.
اللافت هو أن مجمع المساكن والمصانع والمؤسسات المشيدة حديثا تتخللها حتما دور
الحضانة ورياض الأطفال.
تجدر الإشارة هنا إلى أن كوريا الاشتراكية تربي جميع الأطفال على نفقة الدولة والمجتمع.
يبلغ عدد الأطفال الذين هم دون سن الدراسة في هذا البلد عدة ملايين، وإذا أضيف عليه
عدد الطلبة في المدارس من مختلف المستويات، فيزداد عدد جميعهم بدرجة هائلة جدا. في
الحقيقة إن تربية هؤلاء الأطفال والطلبة الكثيرين على حساب الدولة ليست بالأمر الهين.
إلا أن الدولة تتحمل كل النفقات اللازمة لبناء وإدارة دور الحضانة ورياض الأطفال.
على الأخص، تتولى الدولة تربية الأطفال الأيتام والأطفال الذين تشكو أمهاتهم من المرض
المزمن، في دور الرضع والأيتام.
هذا وتقدم المنافع الخاصة من الدولة إلى الأمهات اللواتي يربين العديد من الأولاد،
والأطفال التوائم الثلاثة والأربعة. في هذا الإطار، تمنح الدولة الخاتم الذهبي والمدية الفضية
لكل من التوائم الثلاثة والأربعة ووالديهم حسب جنسهم، وتوفر كل ظروف الحياة للأطفال
حتى التحاقهم بالمدرسة الابتدائية.
على صعيد آخر، تولي كوريا الاشتراكية اهتماما عميقا لتنشئة الأطفال بتمام الصحة
أيضا.
يتم ضمان صحة الأطفال قانونيا بموجب قانون تربية وتعليم الأطفال وقانون الصحة العامة
لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية وغيرهما، ويجري مختلف أنشطة الخدمات الطبية
للحفاظ على صحة الأطفال.
يعمل النظام المنسق للخدمات الطبية الذي يتخصص في الاعتناء بصحة الأطفال، بدءا من
المستشفيات في العاصمة إلى المستشفيات والمستوصفات في كل من المحافظات والمدن
والأقضية والقرى، فضلا عن نظام الفحص الطبي للأطفال.
يتم تحرير دفتر الاعتناء بالصحة بالنسبة لكل من يولد دون استثناء، ويستخدم ملفا
معلومات التغذية والتنشئة من أجل الأطفال في دور الحضانة.
يجري التلقيح الوقائي والفحص الطبي للأطفال بانتظام في كل مكان، ناهيك عن المدن،
بينما توزع الدولة مختلف أنواع الأدوية عليهم ضمن خطتها وفقا لنتائج ذلك الفحص الطبي.
كما أن تحسين ظروف تربية الأطفال بدرجة كبيرة يحتل المرتبة الأولى في سلم اهتمامات
الدولة.
مما يلفت النظر مؤخرا في هذا المجال هو إمداد الأطفال في دور الحضانة ورياض
الأطفال في كل أرجاء البلاد بمشتقات الحليب وسائر الأطعمة المغذية بانتظام على نفقة الدولة.
في يونيو/ حزيران عام 2021، عقدت الدورة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الثامنة لحزب
العمل الكوري حيث نوقشت القضية الهامة لتحسين وتعزيز السياسة الخاصة بتربية الأطفال
وبهذه المناسبة، تم تبني السياسة البالغة الشأن القاضية بإمداد الأطفال في كل أرجاء البلاد
بمشتقات الحليب وغيرها من الأطعمة المغذية على نفقة الدولة.
لذا، يتم إعطاء الأولوية القصوى لعمل توفير مشتقات الحليب للأطفال وجعله أمرا مطلقا،
حتى يتلقاها جميع الأطفال بانتظام.
إلى جانب ذلك، تجري في هذا البلد كل عام النشاطات الوقائية المركزة لحماية أرواح
الأطفال وتحسين صحتهم وممارسة التأثير المفيد على نموهم، بمناسبة يوم صحة الأطفال
الذي يحل في كل من مايو/ أيار ونوفمبر/ تشرين الثاني.