الأخبار
القدرة القيادية لحزب العمل الكوري
القدرة القيادية لحزب العمل الكوري
من المعروف أن جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية التي تتميز بقلة عدد سكانها وصغر
مساحة أرضها، تظهر قدرتها القاهرة على الملأ متصدية لحملة الولايات المتحدة الأمريكية
وسائر القوى المعادية الهادفة إلى فرض العقوبات والضغوط غير المسبوقة عليها.
إذن، ما هو السر في ذلك؟
من المعقول إيجاده في القدرة القيادية لحزب العمل الكوري باعتباره القوى الهادية
للمجتمع الكوري.
بلد متلاحم بقلب واحد
يمكن القول إن أمثل دولة هي بلد يشكل فيه جميع المواطنين كيانا واحدا بقلب واحد.
ذات مرة، كانت الصحيفة الأمريكية "واشنطن بوست" تعزي أحد الأسباب في صمود
كوريا الاشتراكية أمام العقوبات الدولية إلى رسوخ تأييد الشعب لسلطته إلى حد لا تأبه معه
بتلك العقوبات.
يمكن اعتبار أن ذلك توصيف عادل نسبيا.
الآن، تسعى القوى المعادية لتفكيك النظام السياسي الوطني لكوريا الاشتراكية من الداخل
عن طريق إثارة استياء الشعب من السلطة وإذكاء البلبلة بوضع العقبات في وجه اقتصادها
وجلب العذابات لشعبها، لاجئة إلى المكائد المتطرفة لتدمير هذا البلد.
غير أن ذلك لا ينفع مع هذا البلد، إذ أنه ينفرد بالبنية الاجتماعية التي تدعى بالوحدة
المتلاحمة بقلب واحد بين الحزب وجماهير الشعب حول الزعيم. بفضل ذلك، لا تتزعزع
كوريا الاشتراكية مطلقا حتى أمام أية عواصف هوجاء.
في أواخر القرن الماضي أيضا، حين انهارت الاشتراكية في البلدان العديدة وتركزت على
هذا البلد الهجمات المعادية للاشتراكية من قبل قوى الإمبريالية المتحالفة، دافع الشعب
الكوري عن اشتراكيته بدون أدنى هنة من التردد.
أصبحت تلك الأيام مناسبة أتاحت للمجتمع الدولي أن يدرك مجددا مدى صلابة القاعدة
الاجتماعية والسياسية لهذا البلد.
إن الوحدة الكورية المتلاحمة بقلب واحد تزداد الآن قوة على قوة في ظل قيادة الأمين العام
لحزب العمل الكوري كيم جونغ وون.
النواة الأساسية لنظرته إلى الشعب هي الخدمة المتفانية للشعب.
من الجدير بالذكر أنه يتمسك دائما بمبدأ إعطاء الأولوية القصوى للعمل من أجل الشعب
واعتباره شيئا مطلقا.
المقصود هنا بعبارة "إعطاء الأولوية القصوى للعمل من أجل الشعب" هو الموقف
الراسخ من خدمة الشعب والذي يدعو إلى وضع مصالح الشعب وتسهيلاته في المقام
الأول عند القيام بأي عمل من الأعمال، ويرى أنه ليس ثمة عمل أكثر إلحاحا وأهمية من
تلبية متطلبات الشعب.
أما عبارة "اعتبار العمل من أجل الشعب شيئا مطلقا" فهي تعني النظرة إلى خدمة الشعب
والتي تقول بأنه لا يمكن أن يوضع أي شيء فوق الشعب في هذه الدنيا، ولا يجوز المساس
بكرامة الشعب ومصالحه في أي حال من الأحوال، وينبغي أن يأتي الإنجاز المتكامل فقط في
العمل لمصلحة الشعب.
لأن القائد كيم جونغ وون ينتهج هذه السياسة بالذات، يثق أبناء الشعب الكوري به ثقة
مطلقة ويتبعونه كقائد لهم.
دولة قوية بالاستقلالية
كوريا الاشتراكية معروفة على الحلبة الدولية كبلد يتصف بقوة الاستقلالية إلى أبعد الحدود.
ظل حزب العمل الكوري يتمسك بالاستقلالية منذ اليوم الأول لتأسيسه ويقوم ببناء الحزب
ونشاطاته وفقا لمصالحه دون أن يرصد ردود فعل الآخرين.
نتيجة لذلك، أصبح هذا البلد دولة اشتراكية تأخذ بأسباب السيادة في السياسة والاستقلال
الاقتصادي والدفاع الوطني الذاتي.
ربما لا يوجد في العالم ذلك البلد مثل كوريا الاشتراكية التي سلكت طريق الاستقلالية على
نحو ثابت ومتكامل وعسير بتلك الدرجة.
على صعيد العلاقات الدولية، أكد هذا البلد دائما منذ زمن بعيد على أنه لا يمكن أن
يوجد بلد رفيع وبلد وضيع وإن كان هناك بلد كبير وبلد صغير، كما أنه ينقل هذه المقولة
إلى أرض الواقع.
يستطيع هذا البلد أن يتمسك بالاستقلالية بشكل كامل لأنه لا يتبع للغير اقتصاديا. إنه
لعزيمته الثابتة أنه لن يخضع أبدا للغير، غير مبال بما إذا كان يفرض العقوبات عليه ويضرب
الحصار ضده.
الاقتصاد الوطني المستقل الكوري هو اقتصاد يسير على قدميه اعتمادا على الموارد
والتكنولوجيا المحلية وقوة الشعب، فإن النهج الخاص ببناء هذا الاقتصاد يتم التمسك به بثبات
دون تردد حتى أمام أية عواصف عاتية.
في السنوات الأخيرة، يشهد هذا البلد النجاحات التي تلهم الشعب إلهاما كبيرا في البناء
الاقتصادي.
من أبلغ الأمثلة على ذلك أن تثمر الجهود لتفعيل الإنتاج في قواعد صهر المعادن الكبيرة
الحجم وقطاعات الصناعات والمؤسسات الرئيسية، ويتوفر الضمان الراسخ لزيادة إنتاج
الحبوب الغذائية في قطاع الزراعة، ويتم إنتاج السلع الاستهلاكية الشعبية عالية الجودة في
مصانع الصناعة الخفيفة.
كما انبثقت إلى الوجود المساكن العصرية كالفطر بعد المطر في العاصمة بيونغ يانغ
وغيرها من كل أرجاء البلاد، حتى تتوفر ظروف الحياة الأفضل لأبناء الشعب بانتقالهم إلى
مساكن جديدة دون مقابل، تلك المشيدة على حساب الدولة.
علاوة على ذلك، تدافع كوريا الاشتراكية بأمانة عن سيادة البلاد وكرامتها اعتمادا على
قدرتها الدفاعية الوطنية الذاتية.
عندما كان عدد غير قليل من بلدان العالم ينكمش على نفسه ويتكور ويتراجع في الماضي
أمام جور واستبداد الدولة المتميزة، اندفعت كوريا الاشتراكية وحدها تتصدى لها بالهجوم
المضاد المشدد، كما أنها لم تغتفر قيد أنملة كل من اعتدوا على أجوائها وأراضيها ومياهها
الإقليمية ومارست تنكيلا صارما بالمستفزين على طريق حماية سيادتها.
بفضل قيادة حزب العمل الكوري، ارتقت كوريا الاشتراكية اليوم إلى مكانة الدولة
العسكرية القوية في العالم، المزودة بأقوى قدرة على ردع الحرب لا يمكن لأحد أن يجرؤ على
الاستخفاف بها.
لا غرو في أن هذه القدرة الكورية الجبارة الرادعة للحرب تسهم إسهاما كبيرا في إحلال
السلام والأمن في شبه الجزيرة الكورية وشمال شرقي آسيا، وأبعد من ذلك في العالم الذي
يسوده العدوان والتعسف.