الأخبار
ألقى القائد المحترم كيم جونغ وون كلمة بالغة الأهمية في الدورة التاسعة لمجلس الشعب الأعلى الرابع عشر لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية
ألقى القائد المحترم كيم جونغ وون كلمة بالغة الأهمية في الدورة التاسعة لمجلس
الشعب الأعلى الرابع عشر لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية
حضر القائد المحترم كيم جونغ وون، الأمين العام لحزب العمل الكوري، رئيس شؤون الدولة لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية الدورة التاسعة
لمجلس الشعب الأعلى الرابع عشر لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية حيث ألقى كلمة بالغة الأهمية.
الرفاق النواب الأعزاء،
الرفيق رئيس هيئة الرئاسة المحترم والرفيق رئيس مجلس الشعب الأعلى،
أيها المراقبون،
ولجت ثورتنا اليوم عصرا جديدا من التقدم والاندفاع الديناميكي نحو الدولة الاشتراكية القوية المنيعة التي تأخذ بأسباب السيادة السياسية والاستقلال
الاقتصادي والدفاع الذاتي على أساس النجاحات القيمة المحققة من خلال النضال العصيب والدؤوب.
على الأخص، إن هذا العام العظيم الدلالة الذي يوافق الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس جمهوريتنا والذكرى السبعين للانتصار العظيم في حرب
التحرير الوطنية هو عام بالغ الشأن يحظى بأهمية كبيرة بالنسبة لثورتنا التي تستقبل عصرا جديدا من النهوض والتحول السريع لإنجاز قضية بناء الدولة
الاشتراكية القوية.
قد دعت اللجنة المركزية للحزب إلى جعل عام 2023 عاما للتحول وتغير عظيم سيسجل بأحرف من نور في مسار تطور جمهوريتنا عن طريق
مضاعفة المعنويات النضالية لجميع أبناء الشعب في هذا العام الذي يعد مناسبة هامة على طريق تطور اشتراكيتنا وفي تاريخ جمهوريتنا، وطرحت المهام
الاستراتيجية لنقل ذلك إلى أرض الواقع.
إن جميع ضباط وجنود جيشنا الشعبي وأبناء شعبنا الذين استجابوا دائما لنداء الحزب والثورة بالإخلاص الوطني حققوا نجاحات كبيرة في كافة
قطاعات البناء الاشتراكي بخوض النضال المتفاني والجريء لإنجاز المهام السياسية الرئيسية للحزب والدولة والتي طرحها المؤتمر الثامن للحزب
والدورات الكاملة للجنة المركزية للحزب.
أظهروا قدرتنا السياسية والفكرية ومحورها الوحدة المتلاحمة بقلب واحد بين الحزب والشعب دون تحفظ من خلال الفعاليات السياسية والثقافية
الوطنية وسائر المناسبات العديدة، وهبوا كرجل واحد للنضال الرامي إلى ضمان التطور المستقر للاقتصاد الوطني وإحداث تحول فعلي في تحسين معيشة
الشعب، حتى تكون كل قطاعات البناء الاقتصادي مرشحة للنمو الملحوظ.
إن الواقع المدهش لتطور الزراعة التي تشهد حصادا وافرا بالتغلب على الكوارث الطبيعية القاسية وظهور الشوارع والمساكن الجديدة إلى حيز
الوجود يوما بعد يوم بما يصعب التعرف عليه وغيرهما من التغيرات الخارقة التي تحدث في كل أرجاء البلاد، تعد شعبنا بآفاق مشرقة كفيلة بتوفير ظروف
الحياة الرغيدة والمتمدنة له.
أكبر نجاحاتنا هذا العام هو فتح عصر النهوض والازدهار الحاسم في تعزيز قدرة بلادنا للدفاع الوطني وقدرتها النووية لردع الحرب.
تحققت بنجاح المهام الرئيسية الواردة في خطة السنوات الخمس لتنمية علوم الدفاع الوطني وتطوير منظومات السلاح وتم الوثوب إلى الأعلى
بالسرعة القصوى في عملية تطوير وإدخال وسائلنا المقتدرة للهجوم النووي ومنظومات أسلحتنا الاستراتيجية الجديدة، حتى أثبتنا على الملأ مصداقية
القوات المسلحة النووية الاستراتيجية لجمهوريتنا وأوقعنا القوى المعادية في خطورة وخوف لا يمكن التغلب عليهما.
اليوم، اشتد بأس قوة دولتنا الاستراتيجية وقدرتها النووية على ردع الحرب إلى أقصى درجة بما لا يمكن المقارنة مع السنوات الماضية وتمضي
باطراد في تعززها.
هذه النجاحات الرائعة التي تظهر الوجه الحقيقي لجبروت جمهوريتنا على أرض الواقع، تلك المزودة بمجموعة متكاملة من القدرة الدفاعية القوية
والقدرة الهجومية الساحقة، تدل بكل جلاء على الجرأة والقدرة التنفيذية الحازمة لكوريا التي لا تود أن تسمح بأي عمل من الأعمال يمس بسيادتها وحقها في
الوجود.
هذه تحديدا ثمرة ومعجزة باهرة خلقها شعبنا العظيم بقوته الذاتية وبيديه.
أحرز مجلس الشعب الأعلى باعتباره أعلى جهاز لسلطة دولتنا نجاحا سياسيا جديدا مدويا وبالغ الأهمية يجدر بالتسجيل في تاريخ ممارسة سلطته
الكريمة الممتد إلى 75 عاما وتاريخ تطور جمهوريتنا المجيد، وذلك في هذه الدورة التاسعة لولايته الرابعة عشرة.
لأن هذه الدورة قامت بنجاح بعمل إدراج الوجه الحقيقي لقدرة دولتنا في عصرنا الجديد في دستور بلدنا، بالإضافة إلى إقرار مختلف القوانين الخاصة
بإدارة الدولة وتنمية الاقتصاد والإجراءات الشعبية، أصبحت مدونة كدورة تاريخية تسجل صفحة لافتة للنظر في تاريخ الحكم الدستوري لجمهوريتنا.
قال القائد كيم جونغ وون إنه لأمر ذو أهمية عميقة وفائقة للغاية أن شهدت هذه القاعة للاجتماع التي تم فيها تقنين السياسة الخاصة بالقوات المسلحة
النووية الوطنية رسميا قبل عام واحد بموجب إرادة جميع أبناء الشعب الكوري، الاتفاق الجماعي على إدراج المضمون المتعلق بضمان حق بلادنا في
الوجود والتطور وردع الحرب وصون السلام والاستقرار في المنطقة والعالم من خلال تطوير السلاح النووي إلى أقصى درجاته في المادة 58 من الباب
الرابع للدستور الاشتراكي لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، مؤكدا على أنه تم بذلك إنجاز المهمة التاريخية والسياسية التي لا غنى عنها بصورة
رائعة، تلك الرامية إلى ضمان النجاحات المحققة من خلال النضال المقدس لشعبنا والسياسة الخاصة بالقوات المسلحة النووية الوطنية بحكم أعلى قانون
لجمهوريتنا.
وأضاف أن تخليد سياسة جمهوريتنا الخاصة ببناء القوات المسلحة النووية بحكم قانون أساسي للدولة حتى لا يمكن لأحد أن يمس بها بأي شيء كان،
يعد حدثا تاريخيا وفر وسيلة سياسية مقتدرة كفيلة بتعزيز قدرة الدفاع الوطني التي تشمل القوات المسلحة النووية إلى أبعد الحدود، وترسيخ القاعدة النظامية
والقانونية القائمة على ذلك في سبيل ضمان أمن الدولة وحماية مصالحها، والتعجيل بتطوير اشتراكيتنا من جميع النواحي.
كما قال إن مثل هذه المعجزة لن تولد إلا من قبل الدولة التي يسودها العزم والإرادة لتثمين الكبرياء والكرامة أكثر من الأرواح وتقديم أي مقابل من
أجلهما كإيمان راسخ لجميع أبناء الشعب، ومن قبل الحكومة وأبناء الشعب الذين أنجزوا بالفعل القضية العظيمة لامتلاك السلاح النووي بالنضال الطويل
والعصيب غير المسبوق جيلا بعد جيل وأمسكوا به كقوة مطلقة أكثر قيمة للاستقلال والعدالة والتطور، متابعا بأنه يقدم، بصفته رئيس شؤون الدولة
لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، الشكر من صميم قلبه للرفاق النواب الذين مارسوا حقهم في التصويت على نحو أكثر مسؤولية في مناقشة سياسة
البلاد البالغة الشأن والأهمية لتثبيت مكتسبات النضال العظيم والمقدس لجميع أبناء الشعب الكوري كدستور، واستطرد قائلا:
الدستور الاشتراكي لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية هو أساس قانوني يضمن الكرامة والسيادة والتطور المستقل لدولتنا وشعبنا وميثاق سياسي
يوضح اتجاه التقدم الظافر للثورة والبناء.
إن إدراج الفكرة الأساسية للسياسة الخاصة بتعزيز القوات المسلحة النووية بكل وضوح في أعلى قانون للدولة سيظل خالدا مع كوريا الاشتراكية،
يعتبر إجراء هاما أكثر صحة وملاءمة يلبي تماما قوانين بناء الدولة الاشتراكية ومتطلباته المستقبلية، ناهيك عن المطلب العاجل لعصرنا هذا.
إنه لحقيقة يعترف بها العالم أن اضطرت جمهوريتنا إلى امتلاك السلاح النووي للدفاع الذاتي وتوصلت إلى تقنين السياسة الخاصة بتعزيز القوات
المسلحة النووية وسط المواجهة المتمادية مع الولايات المتحدة، أكبر دولة تملك السلاح النووي في العالم وأخطر دولة حربية والقوى التابعة لها.
نجد أن هيكل "الحرب الباردة الجديدة" ينقل إلى أرض الواقع على نطاق المعمورة كلها ويتعرض حتى وجود الدول ذات السيادة وحق الشعوب في
الوجود لتهديد خطير بفعل القوى الإمبريالية الرجعية التي ما زالت تتهور بجنون الآن لتحقيق مآربها للهيمنة وأوهامها التوسعية، وهذه الأوضاع الراهنة
تبرهن على مدى صحة قرار جمهوريتنا لبناء القوات المسلحة النووية متخطية كل المحن والشدائد وتثبيته بقانون الدولة غير القابل للرجعة.
لو جلست جمهوريتنا بلا حراك معلقة الأمل الوهمي على المظلة النووية للآخرين أمام التهويل والتهديد النووي المتزايد دون توقف من جانب
الولايات المتحدة، ولو لم تقرر نهج امتلاك السلاح النووي حاملة الأوهام حول "حسن النية" اللعين الذي يروجه الإمبرياليون بنشاط وترغيبهم الفاخر، ولو
توقفت أو تراجعت على الطريق الوعر الذي بدأت بسلوكه، لما تفادت الويلات النووية ونكبات الدمار منذ زمن بعيد ولما تصورت واقعها الراهن الباعث
على الفخر حين ترفع وقار الدولة وقدرتها وتقود عدالة العالم، متصدية بحزم لتحديات العدو وضغوطه الغاشمة.
لقد اتخذت الولايات المتحدة إزالة دولتنا بالقوة الفيزيائية كسياستها الوطنية في القرن الماضي وفرضت علينا حتى الحرب سعيا وراء تحقيقها، إلا أنها
مازالت اليوم تواصل تعديل سيناريوهاتها الحربية العدوانية للتوصل إلى "نهاية سلطتنا" وأقدمت على تشغيل "مجموعة التشاور النووي" التي تهدف إلى
استخدام السلاح النووي ضد دولتنا بالتواطؤ مع "جمهورية كوريا"، وعلى هذا الأساس، استأنفت المناورات العسكرية المشتركة الكبيرة الحجم للحرب
النووية والتي تتصف بوضوح الطبيعة العدوانية وجلبت أصولها الاستراتيجية النووية إلى منطقة شبه الجزيرة الكورية على مستوى انتشارها الدائم، الأمر
الذي يؤدي إلى تصعيد تهديدها بالحرب النووية ضد جمهوريتنا إلى أسوأ مستوى في التاريخ.
علاوة على ذلك، تلجأ على قدم وساق إلى إقامة نظام الحلف العسكري الثلاثي مع اليابان و"جمهورية كوريا" حتى صار "الناتو الآسيوي" وهو
الأساس الجوهري للحرب والعدوان يظهر أخيرا بمظهره المشين، وهذا ما يمثل أكبر تهديد فعلي، لا أي تهديد كلامي أو كيان صوري.
اليوم الذي تبلغ فيه مؤامرات الاستفزاز العسكري ضد جمهوريتنا ذروتها، تلك التي تدبرها الولايات المتحدة التي أدمنت تماما أسلوب التفكير على
غرار الحرب الباردة، يطرح تطوير السلاح النووي سريعا إلى أقصى درجاته كمسألة عظيمة الأهمية لكي نؤدي رسالتنا كدولة نووية مسؤولية في النضال
لصون الاستقرار في منطقة شبه الجزيرة الكورية من خلال الحفاظ على التفوق الحاسم لقدرتنا الرادعة الاستراتيجية وكبح مؤامرات العدو والسيطرة عليها
بشكل أكمل.
مهما يكن من أمر، لم تطرح حكومة جمهوريتنا الموضوع الهام الخاص بإقرار سياسة تعزيز القوات المسلحة النووية دستوريا على بساط البحث في
دورة مجلس الشعب الأعلى بمجرد تحليل ومتابعة تيار تفاقم الوضع العاجل فقط.
إنه لحكم استراتيجي صارم أصدره حزبنا وحكومتنا أن لا يجوز لهما أن يغيرا ويتنازلا أبدا عن مكانة جمهوريتنا الراهنة بكونها دولة نووية، بل
عليهما أن يمضيا باطراد في تعزيز قواتنا المسلحة النووية، طالما وجدت جمهوريتنا كدولة اشتراكية وطالما وجدت الأسلحة النووية الاستبدادية للإمبرياليين
الساعين إلى طمس الاستقلالية والاشتراكية على الكرة الأرضية.
عندما نعود بالذاكرة إلى التاريخ، نجد أن البشرية تطلعت إلى عالم خال من الأسلحة النووية منذ ظهور هذه الأسلحة على كوكبنا الأرضي ووقوع
الويلات النووية الأولى، وظلت جمهوريتنا أيضا تبذل باستمرار جهودها المحبة للسلام من أجل إخلاء شبه الجزيرة الكورية والمنطقة من الأسلحة النووية
بصفتها متضررة مباشرة من التهويل النووي الذي بدأ منذ الحرب الكورية في عام 1950.
إلا أن الإمبريالية الأمريكية تجاهلت جميع مقترحاتنا المحبة للسلام بسبب واحد من اختلاف الفكر والنظام ومضت باستمرار في زيادة تهديدها النووي
ضد جمهوريتنا، الدولة غير النووية طوال عشرات السنين ومن جراء ذلك، اضطرت عملية بنائنا الاشتراكي إلى معاناة العقبات الهائلة والمصاعب القاسية
وأبعد من ذلك، وقع حتى وجود الدولة في حالة الطوارئ الحرجة من حين لآخر.
هذه الحقيقة تجعل جمهوريتنا تدرك المبدأ الفلسفي القائل بأنه لا بد من مواجهة التهديد النووي من جانب القوى المعادية حتما بالسلاح النووي وتحس
بعمق بضرورة حفظ وتعزيز السلاح النووي الذي توصلت إلى امتلاكه كأصول استراتيجية خالدة للدولة مهما كرت الأيام وتعاقبت الأجيال ومنع أحد من
الإساءة إليه في أي حال من الأحوال.
قال القائد كيم جونغ وون إنه يجب علينا أن نحمل اعتزازا لائقا بالنفس لشق طريق التقدم المؤدي إلى بناء الدولة التي تأخذ بأسباب السيادة والدفاع
الذاتي وتعزيز قدرة الدفاع الوطني بإدراج السياسة الخاصة بالقوات المسلحة النووية الوطنية بجدارة حتى في الدستور إثر تقنينها ونخوض النضال بمزيد
من القوة لتطوير اشتراكيتنا من جميع النواحي على أساس هذا النجاح التاريخي.
كما قال إن تعزيز قواتنا المسلحة النووية كما ونوعا بأقصى سرعة هو المهمة الجسيمة التي ينبغي لحزبنا وحكومة جمهوريتنا أن يدفعا تنفيذها دون
توقف ولو لحظة واحدة في عملية تحقيق برنامج النضال في المرحلة الراهنة والذي طرحه المؤتمر الثامن لحزب العمل الكوري، مؤكدا على ضرورة تشديد
العمل لزيادة إنتاج الأسلحة النووية بمتوالية هندسية وتنويع وسائل الضربة النووية ونشرها في شتى صنوف القوات للحرب الفعلية.
وأشار بالتفصيل مجددا إلى السياسة الخارجية لحزبنا في المرحلة الراهنة، موضحا المسائل المبدئية الناشئة في تفعيل الشؤون الخارجية اعتمادا
عليها.
نوه بضرورة قيام قطاع الشؤون الخارجية بالنشاطات الخارجية على نطاق واسع وببعد النظر من أجل توفير الظروف والبيئة الصالحة لثورتنا،
معتصما بثبات بالاستراتيجية الخارجية للجنة المركزية للحزب وفي الوقت نفسه، توثيق التضامن بدرجة أكبر مع الدول التي تعارض استراتيجية الولايات
المتحدة الأمريكية والغرب للهيمنة متمسكا بحزم بالمبدأ الثوري والثبات المستقل في مقدمة البلدان المستقلة المناهضة للإمبريالية، وتابع يقول:
من المقرر أن تبحث دورة مجلس الشعب الأعلى هذه وتقر القوانين الفرعية أيضا لتطبيق الإجراءات الشعبية لحكومة جمهوريتنا بالشكل الأمثل
ووضع الشؤون الاقتصادية الرئيسية للبلاد على مدارها المستقر.
طبعا إنه لنجاح قيم أن توفرت الوسيلة القانونية الكفيلة بدفع عجلة البناء الاشتراكي قدما بقوة أكبر، بما يتفق مع مقتضيات تطور العصر والثورة، إلا
أن الأهم من ذلك هو جعل قرارات وتوجيهات الحزب والدولة تنقل إلى حيز التنفيذ الكامل، حتى تشهد جميع القطاعات والفروع تقدما ووثوبا فعليا إلى
الأعلى.
ولج النضال التاريخي لحزبنا وشعبنا اليوم مرحلة بالغة الشأن، ذلك النضال الهادف إلى إنجاز قرارات المؤتمر الثامن للحزب الذي طرح خطة
السنوات الخمس الجديدة الرامية إلى التطور الشامل للاشتراكية.
إن ما إذا كانت الانتصارات والنجاحات الخارقة التي أحرزناها بروح التقدم المتواصل الجريء على الرغم من تراكم مصاعب البلاد المنقطعة النظير
منذ تأسيسها، تتصل بالانتصار والنجاح الأكبر أم لا رهن بفترة تزيد على عامين منذ الآن.
ينبغي لجميع القطاعات السياسية والاقتصادية والثقافية أن تعمل على توطيد النجاحات والخبرات المكتسبة في سياق النضال لحد الآن وفي الوقت
نفسه، تعطي زخما قويا دون انقطاع لتنفيذ الخطط والمهام العاجلة التي طرحها مؤتمر الحزب والدورات الكاملة للجنة المركزية للحزب دون قيد أو شرط
بلا أدنى انحراف وتحويلها إلى عينات واقعية رائعة.
إنه لمهمة أكثر إلحاحا تواجهها حكومة جمهوريتنا اليوم أن تحدث تحولا فعليا في الشؤون الاقتصادية للبلاد وحل مسألة معيشة الشعب ببلوغ 12 قمة
لتنمية الاقتصاد الوطني وسائر الأهداف الاقتصادية بكل نجاح.
يتعين على مجلس الوزراء وغيره من أجهزة التوجيه الاقتصادي للدولة واللجان الشعبية في المحافظات والمدن والأقضية أن تطلع بالتفصيل الكامل
على مجمل اقتصاد البلاد وأحوال الاقتصاد في المناطق المعنية، وتقوم بالتخطيط والتوجيه الاقتصادي بمزيد من الدقة والقوة، بما يتلاءم مع الظروف
والبيئة الواقعية المتغيرة، حتى توضع الأهداف والمهام لتنمية الاقتصاد التي قررها الحزب والدولة موضع التنفيذ المتكامل.
يتوجب على القطاعات الاقتصادية التي تضطلع ببلوغ 12 قمة لتنمية الاقتصاد الوطني أن تحدث نهضة إنتاجية جديدة وتحرز نجاحات مرموقة
وتعطي زخما أقوى لمجمل بناء الاقتصاد الاشتراكي، بروح وسلوكيات النضال لأبناء الأجيال السابقة الذين خلقوا عصر تشوليما (الحصان المجنح
الأسطوري) العظيم في حوليات تاريخ جمهوريتنا.
على الأخص، ينبغي جعل القطاع الزراعي يضاعف همته بجرأة أكبر في سبيل التنفيذ الكامل لبرنامج الثورة الريفية في العصر الجديد والذي طرحه
حزبنا، ومواصلة زيادة مساعدة الدولة المشددة له لكي تنتقل أمنية شعبنا الدهرية إلى أرض الواقع العظيم في أسرع وقت ممكن.
يجب على حكومة جمهوريتنا التي تتخذ إعطاء الأولوية القصوى لمصالح الشعب ومطالبه وجعلها شيئا مطلقا كأعلى مبدأ في نشاطاتها أن تركز
جهودها الأولية باستمرار على زيادة رفاهية الشعب.
إن المهام الخطيرة التي يجب تنفيذها حتما انطلاقا من الطابع الشعبي لدولتنا هي دفع عجلة بناء 50 ألف شقة سكنية في مدينة بيونغ يانغ، وبناء
المناطق المحلية، وبناء الريف قدما بقوة على نطاق واسع، وتطبيق سياسات الحزب الخاصة بتنشئة الأطفال والصناعات الخفيفة على نحو تام، والمضي في
تحسين ملامح أراضي الدولة وبيئتها الإيكلوجية.
ينبغي لحكومة الجمهورية أن تأتي بالتحسين الملحوظ والحاسم في قطاعات الثقافة الاشتراكية بما فيها العلوم والتعليم والصحة، بما يتفق مع ارتفاع
مكانة دولتنا وسمعتها.
يجب دفع الأعمال لتنفيذ الاستراتيجية والخطط الوطنية لتطوير العلوم والتكنولوجيا التي قررها مؤتمر الحزب والدورات الكاملة للجنة المركزية
للحزب بنجاح وتحسين بنية تعليم البلاد ومضمونه وطرقه نوعيا بغية ممارسة التعليم المتقدم، وتمتين أسس الصحة الشاملة على المستوى العالي حتى يطلق
العنان لتفوق نظام الصحة الأكثر شعبية، بقوة وبثقة أكيدة.
يتعين على قطاعات الأدب والفن والصحافة والإعلام والرياضة أن تحقق نجاحات تجديدية باعثة على الفخر، تساهم في تمجيد سمعة جمهوريتنا وم
تطويرها وتصعيد الحماسة الوطنية والروح الثورية لشعبنا.
يجب على حكومة الجمهورية أن تتمسك كمهامها النضالية التي لا يمكن الاستخفاف بها ولو لحظة واحدة بإقامة الانضباط الصارم في البلاد وإشاعة
الجو الشيوعي الرائع في المجتمع كله والحرص على أن يسود جميع القطاعات والميادين أسلوب الإبداع المتطلع إلى التطور وأسلوب العمل الثوري.
على الرغم من تصعيد درجة النضال الحزبي والإداري والقانوني لتحقيق تلك المهام بمناسبة المؤتمر الثامن للحزب، ظهرت مؤخرا الأخطاء بالغة
الخطورة في أعمال منع الكوارث الوطنية بصورة مركزة. هذا ما يدل على أن يكون لأعمال أجهزة قيادة الدولة وعامليها عدم الانضباط وعدم المسؤولية
وعدم الاهتمام وغيرها من العيوب على نحو مزمن.
من المفروض أن تشدد حكومة الجمهورية المراقبة والنضال الموحد وعالي الشدة باستمرار كي تخضع جميع الأجهزة والمؤسسات والمواطنين
للانضباط المركزي للدولة وتراعي قوانين البلاد على نحو تام وتحول دون الظواهر المعادية للاشتراكية وغير الاشتراكية، تحدوهم درجة عالية من الوعي
السياسي والمسؤولي.
ينبغي جعل التقاليد القيمة للحركة الجماهيرية الثورية، الحركة الوطنية الشعبية التي برزت في السنوات المثيرة لثورتنا تظهر حيويتها حتى تتواصل
وتتطور بثبات جيلا بعد جيل فضلا عن عصرنا هذا والحرص على أن تبدع جميع القطاعات والميادين والوحدات ما هو جديد وتطوره باطراد بعد وضع
مصالح الدولة الأساسية والمستقبلية في المقام الأول.
أوصى القائد كيم جونغ وون بإلحاح بأن يعمل نواب مجلس الشعب الأعلى بتفان وبنكران الذات من أجل تطوير الدولة وتحقيق مصالح الشعب، وهم
يجسدون في أنفسهم درجة عالية من الروح الوطنية والمحبة للشعب، مشيرا إلى أنه من المهم جدا رفع دورهم إلى أقصى حد، باعتبارهم مندوبي الشعب، في
سبيل النجاح في تنفيذ المهام المسؤولية والجسيمة المطروحة اليوم أمام حكومة جمهوريتنا.
على نواب مجلس الشعب الأعلى أن يبذلوا قصارى جهدهم في أداء رسالتهم الخطيرة ومسؤوليتهم الجسيمة بإخلاص، مدركين دائما حتى النخاع مدى
ثقة الدولة والشعب بهم أمام هذه التسمية المقدسة بأعلى ممثل اختاره الشعب واثقا به.
لا يجوز لهم أن ينسوا حتى ولو لحظة واحدة أن الممثل الصادق للشعب، النائب الحقيقي هو من الذي يدعم الدولة والشعب بضميره وإيمانه وقلبه.
بما أن نواب مجلس الشعب الأعلى يتمتعون بالشرف والكرامة بكونهم ممثلين للشعب ولأعلى جهاز السلطة تحت رعاية حزبنا، حزب العمل الكوري،
يتعين عليهم أن يعرفوا جميع سياساته أكثر من غيرهم، ويسعوا جاهدين لأداء أعمال مفيدة ورائعة دائما ولو واحدا منها من أجل حزبهم ودولتهم وشعبهم
ويقدموا بجدارة النجاحات الواقعية أمام الوطن والشعب، باذلين كل ما لديهم من الروح والحماسة.
ينبغي لهم أن يشعروا حتى النخاع بمدى شرفهم ووجاهتهم بأن يصبحوا ممثلين حقيقيين وخدما أمناء صادقين للشعب يدعمون جمهوريتنا عالية
الكرامة التي تمجد هيبتها وسمعتها وقدرتها العالية دون تحفظ أمام العالم كله، بأكثر حرارة وصمود وصدق.
أيها النواب الأعزاء،
يدنو الوقت لوداع عام 2023 الذي بدأناه مفعمين بالثقة والآمال الجديدة.
تواجهنا المسؤولية الجسيمة في تحقيق النجاح الأكبر حتى اليوم الأخير من هذا العام المزين بالأحداث المثيرة.
في ظل الوضع الحالي الصالح حيث تم إرساء الظروف والأسس السياسية والمادية والتقنية المتينة لبناء الدولة الاشتراكية القوية، وتوفر الضمان
القانوني الأكيد لبناء القوات المسلحة النووية، يتوقف النجاح العملي كليا على جهودكم، أنتم النواب المشاركين هنا وسائر المواطنين.
إني على يقين راسخ بأنكم ستؤدون بإخلاص الرسالة الأكثر مسؤولية وجسامة والمهام التي أوكلها الحزب والثورة والوطن والشعب إليكم، من أجل
ازدهار دولتنا العظيمة الأبدي ورفاهية شعبنا العظيم.
وفي هذا المكان بالغ الأهمية حيث نشعر مجددا بقدرة جمهوريتنا الجبارة وسمعتها بدافع من الاعتزاز، أدعو بحرارة إلى أن نضاعف جميعا همتنا في
النضال الوطني المقدس لتقوية وطننا العظيم وتطويره من أجل تمجيد العام الحالي كعام للانتصارات الباهرة.
فلنناضل جميعا بقوة بقلب واحد وإرادة واحدة من أجل شعبنا العظيم، ومن أجل كرامة دولتنا وشرفها.