تابع شعوب العالم من خلال التلفزيون والانترنت مشهد لقاء رئيس لجنة شؤون الدولة في جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية كيم جونغ وون برئيس كوريا الجنوبية مون جاي ان عبر خط الفصل في "بانمونزوم" واجراء المحادثات بينهما في يوم 27 من ابريل، وبعد 29 يوما من ذلك اللقاء ومحادثات القمة الناجحة، وبعد 17 يوما من ذلك، اجراء اللقاء والمحادثات بين رئيس لجنة شؤون الدولة كيم جونغ وون ورئيس الولايات المتحدة الامريكية، ترامب على اعتبارها صانعة التاريخ الجديد في العلاقات بين كوريا وامريكا، في سينغافورة، افتتنوا تماما به.

عبر عدد كبير من الناس في كوريا الجنوبية وفي مختلف البلدان عن مشاعرهم المتأثرة من خلال الانترنت، مفتونين بشخصيته الجديرة بوصفه بالرجل العظيم، حتى قالوا: "صنع الرئيس
كيم جونغ وون برحابة صدره وبقراره التاريخ الجديد للسلام "، و"انه رجل عظيم يرتقب منه مستقبل الامة"، و"انه قائد يحظى بمفاخر الامة". ...

ونشرت الاوساط الاعلامية مثل شبكة التلفزيون الامريكية سي. ان. ان مانشيتات اعلامية تقول "ان التاريخ تم صنعه"، و"حل صباح الآمال".

اذا عدنا بذاكرتنا الى الماضي، فنجد ان الرجال العظماء كانوا يقفون دائما في قلب الاحداث التي طرأت على العلاقات بين شمالي كوريا وجنوبيها وبين كوريا والولايات المتحدة.

فقد بادر الرئيس كيم ايل سونغ (1912-1994) في جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية الى اجراء المحادثات على اعلى مستوى بين شمالي كوريا وجنوبيها لعدة مرات اثناء حياته، ووقع على الوثيقة النهائية المتعلقة بمحادثات القمة بين الشمال والجنوب في اليوم السابع من تموز عام 1994.

وفي يونيوعام 1994، قابل الرئيس الامريكي السابق جيمي كارتر، واعرب عن موقفه المبدئي الخاص بالعلاقات بين كوريا والولايات المتحدة.

هذا ورئيس لجنة الدفاع الوطني كيم جونغ ايل (1942-2011) اجرى محادثات القمة بين الشمال والجنوب لاول مرة في تاريخ انشطار الامة الكورية، في شهر يونيو عام 2000، وفتح العصر المؤثر، "عصر التوحيد المنطلق من الخامس عشر من يونيو".

بعد ان اعلن رئيس لجنة شؤون الدولة عن التحول الكبير في العلاقات بين الشمال والجنوب في الخطاب الذي القاه بمناسبة حلول العام الجديد 2018، اتخذ الاجراءات العملية واحدة بعد الاخرى من اجل ذلك.

ان افراد الامة الكورية والمجتمع الدولي لا يتمالكون انفسهم من شدة دهشتهم وتعجبهم للكفاءات السياسية الفريدة التي يتحلى بها رئيس لجنة شؤون الدولة كيم جونغ وون وفكره لاستقلالية الامة وارادته الثابتة للتوحيد، حين حرص على اتخاذ واصدار اعلان بانمونزوم التاريخي.

في اليوم الثاني عشر من يونيو هذا العام، التقى رئيس لجنة شؤون الدولة كيم جونغ وون برئيس الولايات المتحدة الامريكية ترامب، واجرى المحادثات معه، في سينغافورة، وعنى باتخاذ واصدار البيان المشترك بعد المحادثات، وبذلك، صنع التاريخ الجديد في العلاقات بين كوريا والولايات المتحدة، التي ظلت باقية بالمواجهة الحادة لاكثر من 70 سنة. ان ذلك يغدو حدثا كبيرا لا يمكن رؤيته في تاريخ السياسة العالمي.

لوجود رئيس لجنة شؤون الدولة الذي حول وضع شبه الجزيرة الكورية التي كانت تنصرف الى المواجهة والحرب تحويلا دراميا الى المصالحة والتلاحم والسلام والازدهار لمدة عدة الاشهر فقط، ينفتح امام الامة الكورية المستقبل النير للسلام والازدهار.