خصائص تأسيس حزب العمل الكوري

يمكن القول إن القاعدة الجماهيرية الراسخة والتأييد الحار والثقة الثابتة من جماهير الشعب العامل هي أكبر أصول سياسية لحزب العمل الكوري.

استطاع حزب العمل الكوري أن يملك هذه الأصول التي لا يمكن اكتسابها بسهولة، لأن تأسيسه يتميز عما لدى الأحزاب في مختلف بلدان العالم.

لقد تأسس حزب العمل الكوري في يوم 10 أكتوبر/ تشرين الأول عام 1945 عندما لم يمض شهران على تحرر كوريا (15 أغسطس/ آب 1945) من نير الاحتلال العسكري للإمبريالية اليابانية.

إلا أنه يمكن اعتبار أن المدة التحضيرية لتأسيسه تبلغ حوالي 20 عاما.

لم يسبق لأي حزب شيوعي أو حزب عمالي في بلدان العالم أن تأسس عبر هذه المدة التحضيرية الطويلة.

حزب العمل الكوري متميز من حيث أسلوب تأسيسه وقاعدته الطبقية أيضا.

في يوم 17 أكتوبر/ تشرين الأول عام 1926، أسس الرئيس كيم إيل سونغ (1912-1994) اتحاد إسقاط الإمبريالية (اسمه المختصر "ت. د") باعتباره أول منظمة ثورية شيوعية حقيقية في كوريا.

راحت هذه المنظمة تشق طريق الثورة الجديد على أساس مبدأ الاستقلالية لأول مرة في التاريخ، بعيدة عما تأصل عميقا في كوريا من التبعية للدول الكبيرة والجمود العقائدي. من ذلك الحين بالذات، بدأ في كوريا العمل لتأسيس الحزب الثوري المستقل.

لقد طرح الرئيس كيم إيل سونغ منذ زمن بعيد منهجا خاصا بتأسيس الحزب عن طريق تشكيل منظماته القاعدية أولا، ثم توسيعها وتعزيزها، لا بطريقة تأسيس اللجنة المركزية للحزب وتشكيل منظماته الدنيا، ووجه بإجراء العمل لتشكيل منظمات الحزب بين الجماهير العاملة الغفيرة.

لتحقيق ذلك، عمل الثوريون الكوريون على توعية وجمع شمل الجماهير وتوسيع وتقوية منظمات الحزب القاعدية بدأب ومثابرة. انضم إليها الرواد الذين ناضلوا ضد الإمبريالية اليابانية ومن أجل بناء مجتمع جديد يعيش فيه الشعب العامل حياة رغيدة. أسلوب بناء الحزب هذا كان أولا من نوعه في العالم.

بعد تحرر البلاد أيضا، أوصى الرئيس كيم إيل سونغ بإطلاق العمل لتشكيل منظمات الحزب القاعدية أولا ببعث الثوريين الصامدين الذين اشتركوا في النضال المسلح المناهض لليابان إلى كل أرجاء البلاد. فقد شكل الثوريون الكوريون خلايا الحزب في المصانع والأرياف وقرى الصيادين برص صفوف عناصر النواة، وعلى هذا الأساس، أخذوا يشكلون منظمات الحزب في المناطق المحلية.

كما أن الخطين التنظيمي والسياسي لحزب العمل الكوري أيضا فريدان من نوعهما.

طرح الرئيس كيم إيل سونغ خطة قاضية بتأسيس الحزب عن طريق ضم جميع الشيوعيين الذين اشتركوا في النضال المناهض لليابان داخل البلاد باتخاذ الشيوعيين الذين تمرسوا في خضم النضال المسلح المناهض لليابان عمودا فقريا رئيسيا له.

ودعا إلى رسم ريشة الكتابة التي ترمز إلى المثقفين في شعار الحزب، بالإضافة إلى المطرقة والمنجل اللذين يرمز أولهما إلى العمال وثانيهما إلى الفلاحين ليغدو حزب العمل الكوري حزبا جماهيريا للشعب العامل.

نتيجة لذلك، أصبح حزب العمل الكوري منظمة سياسية قوية تقوم بثبات على القواعد الجماهيرية الغفيرة منذ اليوم الأول لتأسيسه.

أما الخط السياسي للحزب لتحقيق مهام الثورة الديمقراطية المناهضة للإمبريالية والإقطاعية وإقامة الجمهورية الديمقراطية الشعبية فهو أيضا كان يتفق تماما مع مصالح جماهير الشعب.

انطلاقا من ذلك، وجه حزب العمل الكوري بتطبيق الإصلاح الزراعي وتأميم الصناعات الرئيسية وقانون المساواة بين الجنسين في فترة قصيرة حتى حظي بالتأييد الحار من الشعب.

بفضل مواصلة وتعزيز وتطوير هذه التقاليد، لا يني حزب العمل الكوري يتمتع اليوم أيضا بشهرة عالية على اعتبار أنه منظمة سياسية كريمة وعزيزة الجانب.